دور متميز لـ«أم الإمارات» في دعم رياضة المرأة
إن «مؤتمر أبوظبي الدولي لرياضة المرأة»، الذي انطلقت، أمس الاثنين، أعمال دورته الثالثة، في فندق «قصر الإمارات»، بالعاصمة أبوظبي، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، يحمل الكثير من القيم الإيجابية بالنسبة إلى المجتمع والمرأة الإماراتية، وبالنسبة إلى المجتمعات العربية والإسلامية وإلى المجتمعات كافة، لما يمثله من منصة مهمة لمناقشة جميع القضايا المتعلقة برياضة المرأة وسبل تعزيز دورها عموماً في خدمة مجتمعها والنهوض بمسؤولياتها التنموية، فضلاً عن تعزيز مكانتها ومنحها حقوقها كافة بالمساواة مع الرجل، بما في ذلك حقها في ممارسة الرياضة والتمتع بصحة نفسية وبدنية سليمة.
فالمؤتمر الذي تستمر فعالياته لمدة يومين، يحظى بدعم قوي من قبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ولعل رعاية «أم الإمارات» للمؤتمر وحرصها على متابعته، تجسد عنواناً لهذا الدعم أيضاً، حيث تؤمن سموها بأن الرياضة أحد مجالات التمكين الرئيسية للمرأة، التي ينبغي العمل على تعزيزها، خاصة أن المرأة الإماراتية أثبتت أنها مؤهلة لخوض غمار البطولات الرياضية، وتحقيق إنجازات نوعية فيها، ورفع علم الإمارات خفاقاً في مختلف المنافسات الرياضية إقليمياً ودولياً.
إن شعار «رياضة بلا حواجز» الذي تم اختياره ليكون عنواناً لهذا المؤتمر هذا العام، يحمل في مضمونه قيماً ذات أهمية كبيرة في مجال تمكين المرأة، ليس فقط في مجال الرياضة، بل في المجالات كافة. ففكرة إزالة الحدود، كما جاءت في شعار المؤتمر، تعني أن الإمارات عازمة على استكمال المسيرة نحو تذليل جميع العقبات التي تقف أمام المرأة في ممارسة حقوقها، تطبيقاً لاستراتيجيات وأهداف تمكين المرأة في المجالات كافة. مع الأخذ في الاعتبار أن إتاحة الفرصة كاملة للمرأة لممارسة الرياضة، تساعدها على تحسين فرصها في القيام بجميع الأدوار المجتمعية، في ظل ما تحتله الرياضة من أهمية في تحسين المؤشرات الصحية والبدنية والنفسية للمرأة وللإنسان عموماً.
وتضفي المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر أهمية كبيرة على دورته لهذا العام، إذ يشارك في هذه الدورة نخبة كبيرة من المفكرين والباحثين والأكاديميين، إلى جانب صانعي القرار، وهم ينتمون إلى عدد كبير من الدول موزعين على قارات العالم الخمس. فإلى جانب المشاركة الكبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، هناك أيضاً مشاركون من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا وفنلندا والبرازيل، كما يشارك عدد كبير من الدول العربية والإسلامية. وهذه المشاركة الواسعة والمتنوعة تعزز دور المؤتمر في تبادل الخبرات الدولية في تعزيز الدور الرياضي والاجتماعي والثقافي للمرأة بشكل عام، وخاصة أن أجندة أعمال الدورة الحالية للمؤتمر تتضمن استعراض نحو ثماني عشرة تجربة نجاح دولية في مجال التمكين الرياضي للمرأة.
وفي النهاية، إلى جانب أن تنظيم هذا المؤتمر وجميع الفعاليات المماثلة، يرسخ دور دولة الإمارات العربية المتحدة الريادي ويبرز تجربتها الناجحة في مجال تمكين المرأة، فهو كذلك يعزز فرص المرأة الإماراتية والخليجية والعربية في الاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية الثرية في الميادين الرياضية والمحافل الأولمبية، ويعرّفها على المبادرات والأساليب الحديثة، ما يسهم في نهاية المطاف في تعزيز موقعها في مجال الرياضة محلياً وخليجياً وعربياً، بالمساواة مع الرجل، ويساعدها كذلك على تعزيز مكانتها في المنافسات والبطولات الدولية.