حسابات الحقل... والبيدر!
انتهى وقت الزّرع وحان وقت الحصاد، وطوال هذه الفترة ظلّت أحلام المزارعين موزعة بين حساب الحقل وحساب البيدر. وفي هذه الصورة نرى سيدة مصرية تحمل بين يديها كومة من سنابل القمح في أحد الحقول بمحافظة القليوبية شمال القاهرة، فيما يمثل مؤشراً على بدء موسم الحصاد الذي تتوقف على حجم نتائجه رهاناتٌ كثيرةٌ، ليس أقلها أهميةً حساب الأمن الوطني الغذائي لمصر. ورغم أن مصر دولة تتمتع بموارد وإمكانات زراعية كبيرة للغاية، إلا أن فاتورة استيراد القمح ما فتئت تثقل كاهل ميزانيتها العامة من سنة إلى أخرى، ما جعل من شعار الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي أحد الشعارات العزيزة على قلوب الوطنيين المصريين منذ سنوات طويلة. لكن لبلوغ ذلك الهدف يتعين على مصر انتهاج سياسات فعّالة لدعم المزارعين، وتشجيع زراعة المحاصيل الاستراتيجية، والحفاظ على خصوبة التربة... وقبل هذا وبعده عليها أن تنجح في المعركة القانونية والدبلوماسية من أجل تعظيم حصتها من مياه النيل، النهر الذي صنع حضارتها على مرّ التاريخ... لعل وعسى أن تتوافق حسابات الحقل مع حسابات البيدر! (ا ب)