بعد مطالعتي لمقال الدكتور طارق سيف المعنون بـ"فتش عن النفط" والمنشور يوم الأحد 15-8-2004 في صفحات "وجهات نظر"، أتمنى أن يقرأ الدكتور فيصل القاسم، مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" في قناة "الجزيرة" هذا المقال، وأن يطرحه ضمن إحدى حلقاته لمعرفة توجهات ضيوفه الذين عادة ما يكونون- بدون وعي منهم- مع المصالح الأميركية وضد المصلحة العربية. النتيجة التي يمكن أن يستخلصها أي شخص من موقف الرأي العام العربي حول استغناء الولايات المتحدة عن نفط الشرق الأوسط، هي أنه "هم وانزاح" أو "الباب اللي يجي منه الريح سده واستريح" لأنه في نظر العديد منهم أن كل بلاوي الأمة العربية السياسية منها والاقتصادية والثقافية والأسرية وحتى الكروية، خاصة كرة القدم، تأتي من الولايات المتحدة التي جاءت لتستنزف النفط العربي وخاصة الخليجي.
برغم قناعتي بأن استغناء الولايات المتحدة عن نفط الشرق الأوسط هو "وهم"، فإن المهم كما أعتقد أن تبيع الدول النفطية نفطها للولايات المتحدة بالذات لأسباب كثيرة ليس فقط لأن التنمية القائمة في هذه الدول قائمة على مردود النفط، ولكن لأن الرواتب وأسعار المواد الاستهلاكية، التي هي الهم اليومي للمواطن الخليجي والعربي، مرتبطة ببيع النفط للولايات المتحدة وليس غيرها، معظم العملات العربية مربوطة بالدولار.
ليس من المفيد للخليجيين ولا العرب الذين يعتمدون، أصلاً، في ميزانيات حكوماتهم على ما يعود من دولارات مقابل بيع النفط، أن يصفقوا لاستغناء الولايات المتحدة عن نفط الخليج. وإذا كنت يا دكتور طارق قد تناولت في مقالك موضوعاً تخفف فيه من تخوفات الشعوب الشرق الأوسطية من استغناء الولايات المتحدة عن نفط الخليج، فإنني أنقل لك بعض ما يتمناه إخواننا الذين يعتنقون تيارات لا ترى في الولايات المتحدة سوى دولة إمبريالية هدفها احتلال العالم.
وعلى الرغم من تطور علم العلاقات الدولية، وعلى الرغم من تخصص العديد الباحثين في هذا العلم فإن هناك جهلاً لحملة الشهادات فيما يخص بند المصالح المتبادلة، لذا أريد أن أنقل بيتاً من ديوان الإمام الشافعي يلخص أهمية أية سلعة إذا تم تصديرها:
والتبرُ كالترب ملقى في أماكنه فإن تغرب هذا عزّ مطلبه
والعودُ في أرضه نوع من الحطب وإن تغرب ذلك عزّ كالذهب.
محمد عبدالله اليماحي- الإمارات