الحال... لا يغني عن السؤال!
اختلفت ردود فعل أفراد العائلة على منظر الرجل الضرير المتسول الذي يفترش أرض الشارع هنا في مدينة "هيرات"، حيث نظرت الأم إليه بشفقة ورقة لحاله، والبنت الكبرى تجاوزت ذلك حين عضت على شفتيها ألماً وحسرة، أما الأطفال الصغار فبين مصدق ومكذب، ومستجلٍ لماهية اليد الممدودة الثابتة كالتمثال، والحال الرث الذي لا يغني عن مذلة السؤال.
ولكن ما باليد حيلة، فإذا كان المتسول يُمنّي النفس، مثلاً، بأن أفراد العائلة أيسر منه حالاً، أو أن نصيبهم من أموال المجتمع الدولي، الموعودة لإعادة الإعمار، قد وصلهم بالتمام والكمال، فإن الأماني قد تكذب أحياناً. فالكل هنا في الفقر سواء. والاقتصاد الأفغاني، على رغم التحسن الطفيف المسجل في السنوات الأخيرة، ما زال على غير ما يرام، وما زال أيضاً اهتراء البنية التحتية كنقص الماء والكهرباء والسكن والرعاية الصحية، هي عناوين المرحلة.