احتجاج: مَنْ ينقذ مَنْ؟
الإضرابات العمالية في فرنسا جزء من ثقافة الناس، وقل أن يمر أسبوع دون إضراب تتحرك الحياة على إيقاعه أو تتعطل. وفي هذه الصورة، نرى رجال أمن فرنسيين يلاحقون رجلاً خلال مظاهرة نظمتها نقابة ممرضي التخدير قرب إحدى محطات القطار بالعاصمة باريس، مما أدى إلى توقف حركة القطارات ودفع الأمن للتدخل. ويقول منظمو الإضراب إن فئتهم من موظفي السلك الصحي لم تحظ باهتمام يناسب دورها في الاعتناء بسلامة المرضى ونزلاء غرف الجراحة، لا سيما في ظل الغلاء المتصاعد لتكاليف المعيشة، ومن ثم فعنوان الإضراب هو المطالبة بتحسين ظروف حياتهم الاجتماعية والمهنية.
لكنها الشكوى ذاتها التي يعرب عنها موظفو قطاعات مختلفة وتشكيلات نقابية لا تنتهي في فرنسا، حيث فاقمت الأزمة الاقتصادية من بواعث الإضرابات وسط بيئة لا تتحسس من ممارسة الاحتجاج الاجتماعي أصلاً. ففي دولة أوروبية أخرى هي اليونان، أصبح الوضع كله في حالة غليان متصاعد. وبينما تعلقت أعين اليونانيين خلال الأسابيع الأخيرة بالرد المنتظر من باريس فيما يتصل بحزمة المساعدات الأوربية المقررة لإنقاذ بلادهم، أو بالأحرى لإنقاذ اليورو، فقد غاب عن أذهانهم أن فرنسا ذاتها بحاجة إلى من ينقذها هي أيضاً من الأزمة ومن تداعياتها الاجتماعية المتواصلة!