دوريات
The Atlantic
دعاوى وسيناريوهات
اشتمل العدد الأخير من مجلة The Atlantic على مقال بعنوان "وهم الهجوم الانتقامي"، يتبنى كاتبه "جيفري جولدبرج" رؤية حول المحاولات الإرهابية ضد أميركا، ترفض القول السائد بأن تلك الهجمات سببها الحرب الأميركية على العراق وأفغانستان، حيث يقول الكاتب إن ذلك الزعم ليس سوى مجرد وهم؛ بدليل أن أميركا لم تكن قد غزت العراق وأفغانستان عندما قام إرهابيون بعملية الحادي عشر من سبتمبر أو العمليات السابقة عليها ضد أميركا، وهو يرى أن السبب يرجع إلى أن الجماعات المتطرفة المتأثرة بفكر المنظر الإسلامي المتطرف سيد قطب، تريد إعادة إحياء الخلافة الإسلامية مجدداً من خلال ضرب ركائز الحضارة الغربية. ودعا الكاتب في نهاية مقاله الصحف الأميركية إلى عدم الانسياق وراء تلك الأوهام لأن انسياقها يقوي حجج الإرهابيين المزعومة.
وتحت عنوان ثلاثة سيناريوهات لأزمة الديون اليونانية كتب "ديريك توماس"، المحلل الاقتصادي في "ذي أتلانتيك"، مقالا يرى فيه أن هناك ثلاثة سيناريوهات لتطور أزمة الديون الأوروبية: أولها أن تتحمل اليونان وتواصل سيرها ببطء تحت حماية الدعم الأوروبي وتعمل على خفض العجز في الميزانية من 14 في المئة إلى 3 في المئة خلال 3 سنوات وتقلل الإنفاق وتزيد الضرائب، وهو سيناريو سيؤدي إلى انكماش الاقتصاد اليوناني. والسيناريو الثاني أن تعيد اليونان هيكلة ديونها وهو ما يعني أنها ستدفع للدائنين أقل من القيمة المستحقة مما يعرض البنوك لأزمات مالية. أما السيناريو الثالث فهو أن تترك اليونان منطقة اليورو وتعود إلى عملتها الخاصة ثم تعمل على تخفيض سعر تلك العملة مما يساعدها على زيادة صادراتها السلعية. لكن اليونان قد تتردد كثيراً أمام هذا الخيار على أساس أنه ليس من المنطقي مغادرة منطقة اليورو القوية والعودة إلى اقتصاد يعتمد عملة محلية منخفضة القيمة.
"وجهات نظر": العثمانية والعنف
في العدد الأخير من شهرية "وجهات نظر"، نطالع طائفة من الموضوعات، ضمنها دراسة حول "الثورة المخملية"، يتساءل كاتبها "تيموثي جارتون اّش": هل هناك تغيير بلا عنف؟ فيستدعي الأحداث التي أُطلق عليها ذلك الوصف؛ ففي خريف عام 1989، استحدث المصطلح لتوصيف تغيير سلمي للنظام في تشيكوسلوفاكيا. ثم أطلق بأثر رجعي على أحداث تاريخية تراكمية في بولندا والمجر وألمانيا الشرقية. ثم خلال سنوات متداخلة، أطلقت على الأحداث الدرامية في أماكن مثل أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وجنوب أفريقيا وشيلي وسلوفاكيا وكرواتيا وصربيا وجورجيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء وقرغيستان ولبنان وبورما... صفات مختلفة بالإضافة لكلمة «ثورة». لكن كما في الحالة الأصلية، فقد راج الوصف الساحر من خلال تفاعل الصحفيين والنشطاء في تلك الدول.
وتحت عنوان "تاريـخ يطـارده التـوريث... الابن في مواجهة العسكر"، تطل "ميساء شجاع الدين" على الحرب التي لا تضع أوزارها في صعدة، تلك الحرب التي تتابعت منها حتى الآن ستة فصول، ثم بدا وفقها أخيراً وكأنه ليس أكثر من «هدنة» لحرب لم تُعرف أسبابها حتى تحدد نهايتها. وترى الكاتبة أن هذه الحرب التي بدأت عام 2004 لم تكن فقط فاتحة صراع طويل بين الحكومة والمتمردين، بل كانت أيضاً بداية أزمات تلاحقت في اليمن... وكأن اليمن السعيد، وبعد عشرين عاماً من الوحدة، لايكفيه ما فيه، فما أن أعلنت واشنطن فشل محاولة تفجير طائرة ديترويت، حتى تصدر اسم اليمن مرة أخرى نشرات الأخبار، وجداول النقاش في كل الاجتماعات الأمنية والاستخباراتية!
وفي مقال عنوانه "تركيا عثمانية جديدة!"، يرفض "سـوات كينيكليوجلو" ذلك المصطلح الذي أصبحت وسائل الإعلام مهووسة به حالياً، وهي تشبّه سياسة الجوار التركية بإحياء الإمبراطورية العثمانية. وينفي الكاتب كلياً أن يكون القادة الأتراك، سواء في دوائر السياسة الخارجية أو في حزب "العدالة والتنمية"، قد استخدموا مصطلح "العثمانية"؛ وذلك "لأنه ببساطة يشكل إساءة تمثيل لموقفنا".