تساءل آرون ديفيد ميلر في مقاله الأخير: "هل تغير واشنطن النظام في إسرائيل؟"، وبعد أخذ ورد طويل انتهى إلى القول إنه بدلا من التعويل على تغيير النظام الحالي في إسرائيل، ربما يكون الأفيد هو التعاون معه وترك العقبات التي يضعها أمام السلام للناخبين الإسرائيليين! والعجيب في هذه النتيجة ليس فقط تناقضها الواضح مع مبادئ وقيم العدل الدولي في نبذ العدوان ورفض الاحتلال والهيمنة بالقوة على الشعوب، وإنما أيضاً تناقضها الداخلي البين حين تتحدث عن "التعاون" مع طرف يضع العقبات أمام السلام! وطالما أن الكاتب يقر ضمناً بيمينية وتطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهي الحكومة التي تلاقي سياساتها العدوانية هوى واسعاً في نفوس الرأي العام الإسرائيلي الذي انتخبها، فكيف لهذا الرأي العام أن يغير رأيه في حكومته طالما أن "التعاون" الأميركي والغربي مستمر معها، وطالما أن مصالحه لم تتضرر بسبب الأعمال العدوانية لهذه الحكومة؟ إنها إذن ستستمر اعتماداً على ذلك التعاون الذي يعني قبولا بممارساتها، وبالتالي سيستمر العدوان أيضاً! سهيل بدر -عمان