أتفق مع ما ذكره مقال: "الحرب... سرطان الحضارة الغربية" للدكتور محمد عابد الجابري، من أن الحضارة الغربية تعد، من الناحية التاريخية، واحدة من أكثر الحضارات إشعالا للحروب والصراعات كطريق لفض الخلافات، أو حتى أحياناً كثيرة لافتعالها. والطريف في بعض سياسيي الغرب أنهم حين يسعون لتبرير الحروب، يتحدثون أحياناً عن حرب "عادلة" وحرب "غير عادلة"، وعن واحدة يسمونها "حرب الضرورة" وأخرى يختارون لها من الأسماء "حرب الاختيار"، هذا مع أنه لا توجد أصلاً، حرب عادلة ولا حرب ضرورية، فكل الحروب تعتبر شروراً لا مبرر لها، ولا داعي لها، وكل أنواع الاختلافات أو حتى الخلافات يمكن حلها بالتفاوض والتحاور السياسي دون حاجة إلى استخدام القوة. ولعل من أغرب العبارات السياسية السارية في هذا المجال، وأقلها مصداقية، تلك الكلمة التي تزعم أن "الحرب استمرار للدبلوماسية بوسائل أخرى"، فهذا الزعم غير صحيح، فالحرب هي قطيعة مع الدبلوماسية وإفساد لها. عزيز خميس - تونس