في كل صباح اعتاد الجيران على فتح شرفاتهم، في لبنان، ليقول كل جار لجاره صباح الخير. لكن بعد العدوان على لبنان، لم تعد هناك شرفة ولم يعد هناك جيران، بل السؤال المعتاد، خاصة أثناء العدوان، كم مرة قصفت طائرات العدو في هذه الليلة؟ وكم شهيداً قضى؟ وكم جريحاً؟ وكم مُهجراً؟ هذا ما فعله الإرهاب الإسرائيلي في لبنان. وهذا ما أنجزوه حتى الآن، ضرب المدنيين، والمستشفيات، والجوامع، والبنى التحتية لأجمل بقاع هذا الكون. أليس هذا هو ما كان يتوجب على المجتمع الدولي تسميته إرهاباً؟ لكن يبدو أنها المعايير المزدوجة للغرب، الذي ينعت عمليات المقاومة في وسط تل أبيب أو القدس بإنها الإرهاب بعينه، وبأنها الحقد والكراهية. وأقول لمن يؤيد إسرائيل من القوى الكبرى: هل ضرب المدنيين بهذه الطريقة شجاعة؟ بماذا نسمي ما حدث في لبنان خلال شهر كامل من القصف والعدوان؟ لقد تشرد الألوف واستشهد المئات ظلماً وعدواناً ولكنهم جميعاً دخلوا الجنة بسوء أعمالكم، ثم انظروا الى هذا الصمود الرائع لهؤلاء المشردين وهذه المعنويات الجبارة، فهم يعلنون في كل وقت أن النصر آت وإن المقاومة بخير، وإن يوم الحساب غداً، يا صُناع الإرهاب، يا أعداء البشرية ولن تحققوا ما تخططون له لأن الله مع الضعفاء الصابرين. هاني سعيد -أبوظبي