من المستغرب حقاً أن تُبحث مسألة ضم محافظة كركوك إلى الحكم الذاتي في شمال العراق في الوقت الذي لا يزال شعبنا العراقي لم يضمد جراحاته لحد الآن·
إن هناك أصواتاً من شمال العراق تبحث موضوع ضم محافظة كركوك إلى إقليم تلك القومية أو العرقية، إلا أن ذلك يعود فقط إلى العراقيين كافة، لِم لم نتعلم الدرس من الماضي القريب والبعيد؟
ويمكن القول إن الإخوة الأكراد في شمال العراق تمتعوا بقسط من الحقوق القومية والثقافية أيام الحكم الذاتي وتميزوا أكثر بعدم شمولهم بالحصار الاقتصادي لظروف المنطقة نفسها وما تتمتع به من حماية بعد انتفاضة الجنوب 1991، والذي نتج عن قرار إنشاء مناطق الحظر الجوي، وكانوا أحسن حظاً من إخوانهم في الوسط والجنوب حيث إن هاتين المنطقتين كانتا تحت وطأة الحصار الاقتصادي·
لقد عانى أهل الشمال والوسط والجنوب الكثير ولكن هذا لا يعطي أي مبرر أو بالضرورة حتى المناداة بالانفصال بحجة الديمقراطية أو المطالبة بضم محافظة كركوك إلى شمال العراق·
إن كركوك عراقية وستبقى عراقية ولكن العراقيين كافة بيدهم القرار النهائي وليس بيد فئة أو طائفة أو قومية· وأخيراً أقول كفانا حروباً وتدميراً ولا ننسى تاريخنا إذا حكم الساسانيون أكثر من 400 عام والزنج خمسة عشر عاماً ثم استمر المحتلون في عهد القرامطة والحبشيين والسلجوقيين، والمغوليين، والصفويين، والعثمانيين، والبريطانيين ثم قامت ثورة العشرين التي قادتها فصائل الوسط والجنوب ثم الاستقلال، ثم الانقلاب العسكري وآخرها نظام صدام المقبور في 9/4/2003· يجدر بالأكراد أن يلتزموا الصمت بالنسبة لهذه المسألة الانفصالية وليكن صمتهم قرباناً للوطن الواحد· ويتعين عليهم الاندماج كعراقيين قبل فوات الأوان·
د. أحمد العيسى - دبي