الحصار
منذ عدة أشهر تواصل إسرائيل فرض حصار على قطاع غزة، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي فرضه الغرب على "حكومة حماس". وقبل أقل من عامين قضى عرفات أسابيعه الأخيرة تحت حصار إسرائيلي في الضفة الغربية. والآن تفرض إسرائيل حصاراً كاملا على لبنان، وتقطع أوصاله من الداخل. وطوال 13 عاماً وضع العراق تحت حصار مدمر لم يعرف التاريخ له مثيلاً. وتعرضت ليبيا لحصار مأساوي دام هو كذلك أعواماً طويلة. كما عانى السودان من الحصار والحظر، وفُرض حصار مؤلم آخر على أفغانستان في عهد نظام "طالبان"، وتجري الآن أيضاً محاصرة الصومال بسبب ظهور "المحاكم الإسلامية". وقبل ذلك وبعده، ما فتئت كل من سوريا وإيران تحت رحمة حصار غربي من نوع آخر.
الحصار أو الحظر أو نظام العقوبات الدولية... هو الثابت الأساسي إذن في سلوك "المجتمع الدولي" تجاه البلدان أو الأنظمة أو الجماعات التي لا يجد نفسه مرتاحاً لها في العالم العربي. فما هي الجذور التاريخية لفكرة المقاطعة والحصار؟ وهل لها من دلالة ثقافية أو دينية في الماضي؟ وما السر في أن ما نال العرب والمسلمين من سلاح الحصار والمقاطعة، لم ينل باقي العالم مجتمعاً؟
الشاهد على ذلك هو لبنان الذي يستغيث وسط حصاره هذه الأيام، وقد أوشك مخزونه من الوقود والطعام والدواء على النفاد، لكن لا وجود لمن تنادي؟
الهادي محمد- الخرطوم