غريب أمر نظام الحكم في كوريا الشمالية، فما أن انشغلت أميركا بتعقيدات الملف النووي الإيراني، حتى استمرأت بيونج يانج وجربت صواريخها البالستية، وكأنها لا تقيم وزناً لأي قوة عالمية. كوريا الشمالية تمارس سياسة العناد الاستراتيجي، وتلعب بدهاء منقطع النظير حيلاً يصعب على جيرانها أو القوى الإقليمية الكبرى في شمال شرق آسيا التعامل معها، أو اتخاذ خطوات رادعة لاحتواء المارد الكوري الشمالي. كوريا الجنوبية مثلاً تقف ضد فرض عقوبات شاملة على جارتها الشمالية، لأن أي توتر يعني نزوج ملايين اللاجئين إلى الشطر الجنوبي بما يحمله ذلك من عبء أمني وسياسي. وحتى اليابان تخشى استفزاز كوريا الشمالية حتى لا تقدم الأخيرة على مغامرة تدفع اليابان أو القوات الأميركية المنتشرة على الأراضي اليابانية ثمناً باهظا لها. حفا إنها معضلة تستعصي على الحل. عماد يوسف- العين