قد تفلح الخطة الأمنية التي شرعت الحكومة العراقية بتنفيذها في لجم التفجيرات وأعمال الاختطاف، لكن ربما كان ذلك إلى حين فقط، فسياسة القبضة الأمنية الحديدية، ليست هي الأسلوب الأمثل لتحقيق المصالحة الوطنية التي يؤدي نقيضها السائد الآن، أي الحرب الأهلية المندلعة عملياً منذ بعض الوقت، إلى إيجاد كل الشروط والظروف التي تشجع العمليات الإرهابية وتخلق بيئة ملائمة لاحتضان المسلحين. ولا مشاحة في أن عمليات "فرق الموت" والجثث مقطوعة الرؤوس التي تقف وراءها ميليشيا معروفة لكل العراقيين، هي سبب رئيسي وراء العمليات الأخرى التي يقال إن منفذيها يخرجون من الوسط السُّني العراقي. وأعتقد أنه طالما لم تتوفر الجهود الجادة والنوايا المخلصة لإيقاف الحلقة الجهنمية المفرغة من العنف والعنف المضاد في العراق، والتي يدخل ضمن أسبابها أيضاً الاحتلال الأميركي، وكذلك تراخي دول الجوار في حراسة حدودها، فإن شلال الدم العراقي لن يتوقف قريباً، ومن ثم لن يتأتى المناخ الذي يمكن أن تتم فيه المصالحة الوطنية الشاملة بين أبناء العراق! حنان تيسير- الشارقة