تحت عنوان "هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة والكتابة؟"، نشرت "وجهات نظر"، يوم الثلاثاء قبل الماضي مقالاً للدكتور محمد عابد الجابري، وقد تناول هذا الموضوع وفق وجهة النظر التي ترى أن النبي كان يعرف القراءة والكتابة. وأتفق معه على أن الفترة التي صاحبت بعثته صلى الله عليه وسلم، كان هنالك من العرب من يحسن القراءة والكتابة. وأيضاً كان هناك من العرب في رحلة التجارة إلى الشام من لا يحسن القراءة والكتابة، لكنه يعرف لغة السوق والتجارة من ربح وخسارة التي يتعامل بها التجار. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل في تجارته وتردده على الشام. وفي صلح الحديبية وفي اجتماع كهذا، فيه من يقرؤون ويكتبون، استعان بهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلف سيدنا علياً بن أبي طالب بكتابة عقد الصلح بينه وقريش. إن القول الفصل هو قوله تعالى (وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون) والمعنى كما ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان "وما كنت" يا محمد "تتلو" يعني تقرأ "من قبله" يعني من قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك "من كتاب ولا تخطه بيمينك" ولم تكن تكتب بيمينك ولكنك كنت أمياً "إذاً لارتاب المبطلون"، يعني ولو كنت من قبل أن يوحى إليك تقرأ الكتاب أو تخطه بيمينك إذاً لارتاب، إذاً لشك، بسبب ذلك في أمرك وما جئتهم به من عند ربك في هذا الكتاب. إن هذا القرآن يشهد بذاته أنه ليس من صنع البشر وأنه يعجِز حتى الذين يكتبون ويقرؤون، فكيف إذا جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يكن يكتب ويقرأ. أحمد عوض الكريم- أبوظبي