رداً على د· وحيد عبد المجيد
طرح بلا هدف واضح
قــرأت المقال الذي كتبه الدكتور وحيد عبدالمجيــد فـــي صفحات وجهـــات نظر يوم أمــــس الخميس تحت عنوان ''سوريـــا··· وموانـــع السيناريــــو العراقـــــي''، وما لفت نظري في هـــــذا المقال، هــــو إدمان الدكتور في مطولاته، أعني مقالاته الطويــــلة، على التجديــــف دائما عكس التيار في كل شيء تقريباً· فالمقال ربط بشكـــل غير موفــــق تماماً بين حــــالة المجــــرم الطاغية صــــدام حسين، وبين الحالة التي تجــد فيهــــــا سوريا نفسهــــا الآن·
وما أود قولـــــه كمواطن ســـــــــوري هو أنه لا وجـــــه للمقارنــــة بين الإثنيــــن· فصدام الذي اعتدى على الشقيق والجـــــار، ونفَّر الصديق، وتطايرت ألسنة نيرانه الشريرة على القريب والبعيد، والذي أرجع منطقتنا العربية عقوداً عديدة إلـــــى الوراء، لا يشبه في شيء الحالة السورية التي لم تعتدِ على أحد بل كانت دوما خير أخ وشقيـــــق لمختلف الدول العربية· ومـــن هنا أرى أن الخلط المتعمد الذي مارسه الكاتب في مقاله، ومحاولاته الدس ولــــي أعناق الحقائـــق لــم يكـــن له مبـــرر واضح من وجهـــة نظري الخاصـــة·
لقد بــــدا مقالـــه بلا هدف في الحقيقة، فلا هو تحليل سياسي رصين وموضوعي، كما أحب أن يوهمنا، ولا هو أيضاً ردح صريح وشتائم غير مواربة· ولا هو وصف كذلك لحالـــــــة واقعة قائمة على الأرض· وإنما هو تهيؤات من نسج خيال الكاتب، ولذا غلبت عليه عبارات ''الأرجح'' و''أعتقد'' و''ربما''، ولذا كان في المجمل تهويمـــــات، ورجما بالظن، غير موفق على كل حال، من أوله إلى آخــــره·
غسان سعيد- أبوظبي