عجيب أمر المجتمع الدولي، إذا تعلق الأمر بالعرب، وجدت وابلاً من القرارات الدولية، فمن 1559 إلى ،1636 تتلقف الأمم المتحدة ملف اغتيال رفيق الحريري، ليقف السوريون واللبنانيون على أعتاب مرحلة عاصفة لا يعلم أحد متى وكيف ستنتهي· أما إذا تعلق الأمر بإسرائيل، فإنك ستجد ''الفيتو'' سهماً مشرعاً في وجه العرب لحماية تل أبيب، كيف لا وتل أبيب مسيطرة على صناعة القرار في واشنطن وغيرها من عواصم القرار الكبرى· غريب أمر هذا النظام الدولي، الذي يدول القضايا حسب مصالحه وأهوائه، وعجيب أمر القوى العظمي في عالمنا الراهن، التي تغض الطرف عقوداً عن مظالم وانتهاكات، ثم تفيق فجأة على قضية عربية محضة تخص العرب دون غيرهم· ويبدو أن الأمر ليس غريباً، فأميركا احتلت العراق استناداً إلى مبررات واهية، واليوم تآكلت معظم ''المبررات'' التي دفعت ساسة واشنطن نحو غزو العراق، لكن الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين لا يزال قائماً بحجج كثيرة منها نشر الديمقراطية والخوف من اندلاع حرب أهلية عراقية· ومن الواضح أن القرارات التي يهب النظام الدولي لتطبيقها على العرب، تتمحور عادة حول فرض العقوبات ونزع الأسلحة والمبالغة في المطالبة بتقديم التنازلات، وقانا الله وإياكم من ''حمى القرارات''·
حسين عبدالنعيم- القاهرة