التعاطف الإعلامي الغربي الكبير مع مراسل قناة "الجزيرة" في أسبانيا يبعث على الفخر والاعتزاز بمدى الصدق الذي تتمتع به الأجهزة الإعلامية في الغرب عند الحديث عن حقوق الإنسان والتعرض لإعلامي أدى عمله بأمانة وإخلاص. وفي المقابل ينظر المرء إلى الإعلام العربي وكيف يعالج موضوع اعتقال الإعلامي تيسير علوني مجدداً قبل أيام وكأن الأمر لا يعنيه بالدرجة الأولى!
المقارنة بين الإعلام الغربي والإعلام العربي لا يمكن أن تكون منصفة على الإطلاق لتيسير علوني الذي ينتظر أن يساند بصدق كبير من الإعلام الذي ينتمي له، وأن يقدم هذا الإعلام الدعم اللامحدود لهذا الإعلامي الذي ظلم بسبب أدائه لعمله بإخلاص.
لقد ذهبت بعض أجهزة الإعلام العربية إلى الاكتفاء ببث الأخبار الواردة من وكالات الأنباء حول اعتقال تيسير علوني دون أن تخوض في تحليل الأمر أو أن تبين موقفها من هذه القضية التي تعتبر قضية إعلام عربي وليست قضية إعلامي عربي، فالشخص المتهم هو رجل مهني كان يؤدي عمله بغض النظر عن نوعية الأخبار التي قام بتغطيتها، وهو إنسان ملتزم بأصول عمله الإعلامي وينتظر من الجميع أن يتفهموا موقفه بدلاً من أن يقفوا على مقاعد المتفرجين بلا حراك أو تفاعل.
مما لاشك فيه أننا اعتدنا في السنوات الماضية رؤية الإعلاميين يغيبون عن أعيننا في مواقع الحدث في العالم دون أن نحرك ساكناً إيماناً بقضاء الله وقدره، ولكن في حالة تيسير علوني لا يمكننا الوقوف ساكنين لأن الرجل بيننا ومعنا، وهو بحاجة لوقفتنا أكثر من أي وقت سابق، فلنقف إلى صفه ونسانده، ولا نتركه وحيداً في محنته.
رعد سبيت- لندن