تحت عنوان "دستور العراق بين الحقيقة والوهم"، نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الأحد مقالاً للمحلل السياسي جيفري كمب، وضمن ردي على هذا المقال أقول: عندما أراد صدام إبادة الأكراد سماهم "الجيب العميل"، وعندما أراد استباحة دماء الشيعة صورهم طابوراً خامساً لإيران، وعلى هاتين المقولتين تم التغاضي عن كل جرائم صدام بل كانت المعونات وبكل أنواعها تنهال عليه من معظم أرجاء المعمورة. هذه الأسطوانة يكررها الكاتب حتى تعود المركزية والديكتاتورية من جديد وهو يرى الإبادة الجماعية التي يمارسها أزلام صدام على الهواء وإذا حاول الأكراد والشيعة حماية أنفسهم بالاعتماد على قادتهم الذين اختيروا بكل شفافية، فهؤلاء وخاصة الشيعة سيصبحون حديقة خلفية لإيران. ولو ذهب الكاتب إلى جنوب العراق وسأل كل الناس هناك هل تريدون أن تلتحقوا بإيران لأجابوه جميعاً لماذا تذكرنا بأقوال صدام والتي من خلالها استحل دماءنا؟ ولا أدري ماذا يفعل شيعة العراق حتى يثبتوا للعالم أنهم لا يريدون الإيرانيين، بل أصبحت إيران بمثابة الشماعة التي يراد منها تدمير شيعة العراق. ألا تكفي الدماء الغزيرة التي كانت وما تزال تنزف من شيعة العراق لتعطيهم الحق في اختيار من يحكمهم؟ وهل لهذه المأساة من نهاية؟
أمير جابر- هولندا