تحت عنوان "اتركوه" نشرت "وجهات نظر" مقالاً للأستاذة "نورا فاخوري"، قالت فيه: "ولماذا عندما يفكر أي لبناني بالضربة المقبلة لا يفكر بشتورا أو البقاع أو طرابلس، حماها الله من أي مكروه؟" وضمن ردي على هذا المقال أقول للكاتبة: كنت أظن أن مثلك من العقلاء لا ينزلق إلى هذه العبارات حتى ولو ختمتها بقولك حماها الله، لأنك هنا كمن يقول لشخص يتيم: لعن الله والدك-رحمه الله - فيكون وقع الكلمة الأولى شديداً على الأذن حتى لايكاد يسمع العبارة الثانية.
أما في التحليل والتساؤل فإذا كنت فعلاً تبحثين عن جواب لسؤالك فأنا أحيلك إلى اعترافات كثير من اليهود بأن هناك عمليات تفجير كانت تقوم بها وحدات استخبارية إسرائيلية داخل القدس وتل أبيب، وهي عمليات تشبه ما يجري من عمليات في لبنان من حيث التركيز على الخسائر المادية دون البشرية، وغاية تلك العمليات حسب نفس المصادر هي إظهار الفلسطينيين بأنهم معتدون، وإحراج المنظمات الفلسطينية المقاومة، ولعلك تتذكرين أن مثل هذه العمليات كانت تحصل في إسرائيل عقب توقيع اتفاقيات هدنة أو قبيل اجتماعات بين قيادات فلسطينية وإسرائيلية.
أقول: قد يكون فيما سردته لك إجابة على سؤالك شيء من المنطق تجعل هذا الاحتمال وارداً على الأقل فإذا صح ذلك في الذهن، فينبغي ألا ننزلق إلى ما ذكرته في سؤالك وإن حصل ذلك فعلى الأقل يحسن بنا أن نقلب الأمر على كافة الأوجه. ورحم الله الشاعر حين قال:
حسن قول نعم من بعد لا وقبيح قول لا بعد نعم
سالم مازن - أبوظبي