اليوم العالمي للنساء مناسبة للاحتفاء بالتقدم الذي أحرز في اتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين وتقييم الطريق الذي ما زال أمامنا. ووفق الأمم المتحدة، تُعد المساواة في الوصول إلى الإنترنت وتكنولوجيات أخرى للمعلومات والاتصال هدفاً رئيسياً للمساواة بين الجنسين، وذلك لأنه يمنح النساء وسيلة يستطعن من خلالها المطالبة بحقوق واغتنام الفرص السياسية والاقتصادية والاجتماعية – سواء إنشاء مشاريع، أو الحصول على تعليم، أو إيجاد وظائف، أو الحصول على رعاية صحية، أو إيجاد خدمات بنكية وخدمات مالية أخرى، أو الانضمام إلى تشكيلة واسعة من الأنشطة.
ولكن في أفريقيا هناك هوة سيبرانية بين الجنسين. فاستناداً إلى أكثر من 45 ألف و800 مقابلة أجريت، وجهاً لوجه، في 34 بلداً بين أواخر 2016 وأواخر 2018، وجدت «أفروباروميتر» (وهي شبكة تقيس مواقف الجمهور بخصوص مسائل اقتصادية واجتماعية وسياسية في أفريقيا) أن احتمال امتلاك النساء لهواتف متحركة أقل مقارنة مع الرجال، وكذلك احتمالات استخدامها يومياً، أو امتلاك هواتف متصلة بشبكة الإنترنت، أو امتلاك حواسيب شخصية، أو الوصول إلى الإنترنت بشكل منتظم، أو الحصول على أخبار من الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتتراوح الهوة بين 11 نقطة مئوية في امتلاك هاتف متحرك والاستخدام اليومي له إلى 4 نقاط في وصول الهاتف إلى الإنترنت بين من يملكون هواتف متحركة شخصية.
هذه النتائج تنسجم مع تقارير «جلوبال فايندكس» حول الفجوة بين الجنسين في الاقتصادات النامية: 10 نقاط مئوية في امتلاك الهاتف المتحرك و6 نقاط مئوية في وصول الهاتف المتحرك إلى الإنترنت.
البلدان الأفريقية تختلف كثيراً من حيث مستوى الاستخدام المنتظم للإنترنت من قبل النساء، والذي نعرّفه بأنه بضع مرات على الأقل في الأسبوع. فعلى الطرف الأعلى، نجد أن 58 في المئة من النساء في الرأس الأخضر و57 في المئة في موريشيوس يستخدمن الإنترنت بشكل منتظم، في حين أن أقل من 10 في المئة يفعلن ذلك في مالي والنيجر وبنين ومدغشقر وبوركينا فاسو ومالاوي.
والأكثر من ذلك أن الهوة بين استخدام النساء والرجال للإنترنت تختلف أيضاً. إذ لا نجد هوة في موريشيوس، بينما في بنين يفوق عدد الرجال النساء في الوصول المنتظم إلى الإنترنت بـ18 نقطة مئوية، حيث تصل 7 في المئة فقط من النساء إلى الشبكة بشكل منتظم، كما يمكنك أن ترى في الأرقام أدناه.
واللافت أن وجود كل من النساء والرجال على الإنترنت ازداد خلال السنوات الأخيرة في كل البلدان الأفريقية الـ31 التي تتوفر «أفروباروميتر» على معطيات بشأنها من أجل المقارنة. فخلال السنوات الخمس بين جولات استطلاع «أفروباروميتر» في 2011/2013 و2016/2018، ازدادت نسبة النساء اللاتي يملكن هواتف متحركة بـ6 نقاط مئوية، بينما تضاعف الاستخدام المنتظم للإنترنت من قبل النساء. وفي بعض البلدان، كانت المكاسب أكثر دراماتيكية بكثير: إذ ارتفعت نسبة النساء اللاتي يستخدمن الإنترنت بشكل منتظم بـ36 نقطة مئوية في جنوب أفريقيا، وبـ30 في المئة في كابو فيردي، وبـ28 نقطة في تونس، وبـ25 نقطة في السودان، وبـ24 نقطة في موريشيوس، وبـ22 نقطة في ناميبيا.
ولكن رغم ذلك، اتسع متوسط الهوة بين الجنسين. فنظراً لأن الاستخدام المنتظم من قبل الرجال للإنترنت تضاعف أيضاً خلال الفترة نفسها، فإن الفجوة بين الجنسين ازدادت من 6 نقاط مئوية إلى 8. كما ازدادت الهوة بهامش مهم – نعرّفه بأنه 3 نقاط مئوية أو أكثر – في 14 من أصل 31 بلداً. واتسعت الفجوة بشكل رئيسي في بنين، بـ16 نقطة مئوية، وفي كينيا وساحل العاج بـ7 نقاط مئوية. وضيقت في بلدين فقط: إذ تقلصت في زيمبابوي بـ3 نقاط وفي تونس بـ6 نقاط.
وإذا كانت النساء الأفريقيات ما زالن متأخرات عن الرجال – وفي بعض البلدان متأخرات كثيراً عنهم – على هذا الطريق الجديد المهم نحو الفرص، فتلك مشكلة بالنسبة للمساواة بين الجنسين، ذلك أن الاتصال الرقمي شرط مسبق لنجاح العديد من الجهود الأخرى من أجل تمكين النساء الأفريقيات، مثل عمل «نساء في أفريقيا التكنولوجية» لدعم قدوات ونماذج ناجحة ومبادرة ميليندا جيتس مع «مجموعة السبعة» لضمان الوصول إلى الخدمات المالية الرقمية للملايين من النساء الريفيات بشكل رئيسي.
عدد من المنظمات تعمل حالياً على سد هذه الهوة. «الكلية الأفريقية لحكامة الإنترنت» وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ومنظمات أخرى تستهدف الحواجز التي تسهم في الفجوة الرقمية، مثل الوصول غير المتاح أو غير الرخيص للإنترنت، وتدني التربية الرقمية والثقة، وغياب المحتوى المناسب. هذه المنظمات تتطلع إلى كل من القطاعين الخاص والعام، من أجل استراتيجيات وسياسات، لضمان استفادة النساء بشكل متساو من الفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يتيحها الوصول للإنترنت وتكنولوجيات جديدة أخرى.
ولكن في أفريقيا هناك هوة سيبرانية بين الجنسين. فاستناداً إلى أكثر من 45 ألف و800 مقابلة أجريت، وجهاً لوجه، في 34 بلداً بين أواخر 2016 وأواخر 2018، وجدت «أفروباروميتر» (وهي شبكة تقيس مواقف الجمهور بخصوص مسائل اقتصادية واجتماعية وسياسية في أفريقيا) أن احتمال امتلاك النساء لهواتف متحركة أقل مقارنة مع الرجال، وكذلك احتمالات استخدامها يومياً، أو امتلاك هواتف متصلة بشبكة الإنترنت، أو امتلاك حواسيب شخصية، أو الوصول إلى الإنترنت بشكل منتظم، أو الحصول على أخبار من الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتتراوح الهوة بين 11 نقطة مئوية في امتلاك هاتف متحرك والاستخدام اليومي له إلى 4 نقاط في وصول الهاتف إلى الإنترنت بين من يملكون هواتف متحركة شخصية.
هذه النتائج تنسجم مع تقارير «جلوبال فايندكس» حول الفجوة بين الجنسين في الاقتصادات النامية: 10 نقاط مئوية في امتلاك الهاتف المتحرك و6 نقاط مئوية في وصول الهاتف المتحرك إلى الإنترنت.
البلدان الأفريقية تختلف كثيراً من حيث مستوى الاستخدام المنتظم للإنترنت من قبل النساء، والذي نعرّفه بأنه بضع مرات على الأقل في الأسبوع. فعلى الطرف الأعلى، نجد أن 58 في المئة من النساء في الرأس الأخضر و57 في المئة في موريشيوس يستخدمن الإنترنت بشكل منتظم، في حين أن أقل من 10 في المئة يفعلن ذلك في مالي والنيجر وبنين ومدغشقر وبوركينا فاسو ومالاوي.
والأكثر من ذلك أن الهوة بين استخدام النساء والرجال للإنترنت تختلف أيضاً. إذ لا نجد هوة في موريشيوس، بينما في بنين يفوق عدد الرجال النساء في الوصول المنتظم إلى الإنترنت بـ18 نقطة مئوية، حيث تصل 7 في المئة فقط من النساء إلى الشبكة بشكل منتظم، كما يمكنك أن ترى في الأرقام أدناه.
واللافت أن وجود كل من النساء والرجال على الإنترنت ازداد خلال السنوات الأخيرة في كل البلدان الأفريقية الـ31 التي تتوفر «أفروباروميتر» على معطيات بشأنها من أجل المقارنة. فخلال السنوات الخمس بين جولات استطلاع «أفروباروميتر» في 2011/2013 و2016/2018، ازدادت نسبة النساء اللاتي يملكن هواتف متحركة بـ6 نقاط مئوية، بينما تضاعف الاستخدام المنتظم للإنترنت من قبل النساء. وفي بعض البلدان، كانت المكاسب أكثر دراماتيكية بكثير: إذ ارتفعت نسبة النساء اللاتي يستخدمن الإنترنت بشكل منتظم بـ36 نقطة مئوية في جنوب أفريقيا، وبـ30 في المئة في كابو فيردي، وبـ28 نقطة في تونس، وبـ25 نقطة في السودان، وبـ24 نقطة في موريشيوس، وبـ22 نقطة في ناميبيا.
ولكن رغم ذلك، اتسع متوسط الهوة بين الجنسين. فنظراً لأن الاستخدام المنتظم من قبل الرجال للإنترنت تضاعف أيضاً خلال الفترة نفسها، فإن الفجوة بين الجنسين ازدادت من 6 نقاط مئوية إلى 8. كما ازدادت الهوة بهامش مهم – نعرّفه بأنه 3 نقاط مئوية أو أكثر – في 14 من أصل 31 بلداً. واتسعت الفجوة بشكل رئيسي في بنين، بـ16 نقطة مئوية، وفي كينيا وساحل العاج بـ7 نقاط مئوية. وضيقت في بلدين فقط: إذ تقلصت في زيمبابوي بـ3 نقاط وفي تونس بـ6 نقاط.
وإذا كانت النساء الأفريقيات ما زالن متأخرات عن الرجال – وفي بعض البلدان متأخرات كثيراً عنهم – على هذا الطريق الجديد المهم نحو الفرص، فتلك مشكلة بالنسبة للمساواة بين الجنسين، ذلك أن الاتصال الرقمي شرط مسبق لنجاح العديد من الجهود الأخرى من أجل تمكين النساء الأفريقيات، مثل عمل «نساء في أفريقيا التكنولوجية» لدعم قدوات ونماذج ناجحة ومبادرة ميليندا جيتس مع «مجموعة السبعة» لضمان الوصول إلى الخدمات المالية الرقمية للملايين من النساء الريفيات بشكل رئيسي.
عدد من المنظمات تعمل حالياً على سد هذه الهوة. «الكلية الأفريقية لحكامة الإنترنت» وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ومنظمات أخرى تستهدف الحواجز التي تسهم في الفجوة الرقمية، مثل الوصول غير المتاح أو غير الرخيص للإنترنت، وتدني التربية الرقمية والثقة، وغياب المحتوى المناسب. هذه المنظمات تتطلع إلى كل من القطاعين الخاص والعام، من أجل استراتيجيات وسياسات، لضمان استفادة النساء بشكل متساو من الفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يتيحها الوصول للإنترنت وتكنولوجيات جديدة أخرى.
كارمن آلبن
مديرة البيانات السابقة في شبكة «أفروباروميتر»دومينيك درايدينغ
مديرة مشاريع مساعدة في «أفروباروميتر» مكلفة بإفريقيا الجنوبية
مديرة مشاريع مساعدة في «أفروباروميتر» مكلفة بإفريقيا الجنوبية
كارولين لوجان
مديرة التحليلات في «أفروباروميتر» وأستاذة بقسم العلوم السياسية بجامعة ميشيغن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»