مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في فبراير 2017، مبادرة «صناع الأمل»، التي تندرج تحت مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بدأت ثقافة العطاء تترسخ على المستويين الوطني والعربي، وخاصة لدى فئة الشباب الذين كثفوا تبنّي وممارسة هذه الثقافة، وذلك لإدراكهم أن ذلك سيلقى الاهتمام والرعاية، ويسهم في تعميم هذه القيم على أكبر قدر من المحتاجين، ويعطي الفاعلين والمؤثرين في حقول الخير حافزاً أكبر على مواصلة العمل.
وتستعد دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، اليوم الخميس 20 فبراير، لتتويج «صنّاع الأمل» الفائزين باللقب في احتفالية تكريمية تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وذلك في وقت سجلت فيه مبادرة «صناع الأمل»، أكثر من 92 ألف مشاركة، تعدّ الأكبر منذ إطلاقها، وسط مشاركة جماهيرية واسعة للحفل الذي يتوقع أن يحضره ما يزيد على 12 ألف شخص، الأمر الذي يؤكد الاهتمام البالغ بتقدير أصحاب المبادرات الخيرية، الذين باتوا أكثر عدداً وأكبر تأثيراً، ويشير بلا شك إلى زخم المبادرة على كل المستويات، من خلال تسليط الضوء على النماذج العربية المضيئة في كل ما يتصل بإحداث فارق نوعي في المجتمعات العربية.
احتفالية دولة الإمارات اليوم بصنّاع الأمل الذين أنجزوا مبادرات فردية أو جماعية إنسانية مؤثرة، تأتي منسجمة مع توجهاتها العامة في التحفيز على نشر الإيجابية والأمل بين الناس، وحضّها بشكل دؤوب على فعل الخير في كل مكان في هذا العالم الشاسع، من خلال تبني ثقافة وممارسات التطوع ومساعدة المعوزين، ومد يد العون والمساعدة لكل من صرخ متألماً من أوجاع الفاقة والحاجة، لتصبح دولة الإمارات، بتوجيهات قيادتها الحكيمة وهمة شعبها، أيقونة لمعاني التضامن والتعاضد وترسيخ الأمل في عالمنا العربي الذي يناضل أهله في سبيل محاربة اليأس والتشاؤم، من خلال الثقة بالله وبمبادرات الطيبين المعطائين التي تحول التحديات إلى فرص، وتقود مسارات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، بإصرار وطموح وعزيمة.
إن «صناع الأمل»، المبادرة العربية الأكبر من نوعها، التي يُحتفى من خلالها بأصحاب العطاء في العالم العربي، وتكريمهم على مبادراتهم ومشاريعهم وبرامجهم الخيرية والإنسانية التي ترتقي بالمجتمعات، عبر مساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين ورفع المعاناة عنهم، وبما يحسّن نوعية حياتهم، هي مثال واحد وليس وحيداً، على ما تبذله دولة الإمارات من جهود تؤسس لإلهام الشباب العرب على مواصلة مسيرة الخير والتطوع والعطاء من دون كلل أو ملل، لما لها من أثر في زرع البهجة في نفوس المعوزين، ونشر قيم الخير والجمال والإنسانية، وتأصيل معاني التفاؤل ومساعدة الناس من دون مقابل، فالقاعدة الأهم في ذلك هي العمل بروح متفانية وقلوب نقية لأجل خدمة المجتمعات ورفعة الأوطان، ليلقى «صناع الأمل» إثر ذلك، التقدير والتكريم والدعم، مادياً ومعنوياً، لما يبذلونه من جهود جبارة، ومهارات نوعية في بناء مجتمعات تنعم بالازدهار والاستقرار والرفاه.
الحائز اليوم لقب «صانع الأمل»، الذي يحصل على مليون درهم إماراتي، وغيره من الفائزين بالمراكز الأربعة التالية، سيكون صورة مشرقة لكل معاني الإنسانية والتطوع، لأنه يعلِّم العالم أن العطاء ليس حدثاً طارئاً في الأنفس، وإنما هو منهج حياة يتمدد ويزداد، وهو لا يحتاج إلا إلى شابات وشباب يؤمنون بأن خدمة المجتمعات ونشر قيم الخير ورفع المعاناة عن الفئات المهمشة والهشة هو الوسيلة الأنجح والأكثر تأثيراً في صناعة الحضارة، وتحقيق مستهدفات التنمية والتصدي لكل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية في بيئاتهم المحلية، حتى لا ينتشر اليأس ولا تضعف الهمم.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية