هناك قصة شائعة إلى حد كبير لدى كثيرين من الآباء الأميركيين. وتدور القصة حول الآباء الذين يقودون سياراتهم لينقلوا الابن إلى ملعب كرة القدم ثم لنقل الابنة لحضور دروس البيانو. ثم قيادة السيارة بالابن إلى بطولة نهاية الأسبوع ثم نقل الابنة بالسيارة إلى حفل لعيد ميلاد أصدقائها. فالقيام بدور الأبوة في أميركا يبدو كما لو أنه تقديم خدمة «أوبر» مجانية لأبناء يتسببون عادة في فوضى في المقعد الخلفي من السيارة. وفي نهاية الأسبوع، وبسبب كثرة الانتقالات، ربما يتعين على أحد الأبوين أن يعتمر قبعة السائق ويطلب من الحكومة خفضا في الضرائب على ما قطعه من أميال.
وبالنسبة لزوجتي، فهذه الطقوس الأميركية غريبة تماما. فحين كانت مراهقة تقليدية تعيش في ألمانيا، كان لديها عمل وأصدقاء وكانت تلعب في فريق كرة الطائرة المحلي لكن أبويها لم ينقلاها بالسيارة قط إلى أي مكان. وهي لا تريد التقيد بعجلة القيادة. وهذا في جانب كبير منه، ما تحدث عنه تقرير «مارك ترومبول» في الأيام القليلة الماضية. وتناولت القصة الرغبة في تنشئة أميركيين يعيشون بشكل مختلف- أو بشكل أكثر «أوروبية» إذا أردت القول- فكيف يمكننا تغيير قواعد عمرها قرن في الإسكان الأميركي.
والحقيقة أن أبوي زوجتي لم ينقلاها بالسيارة، لأنهما لم يكونا في حاجة إلى هذا. فضاحيتها الألمانية كانت تبدو كضاحية أميركية لكنها أصغر بكثير في كل شيء. فالمنازل أصغر والساحات أصغر والحدائق أصغر وفي كل جهة توجد مبان بها وحدات إسكان متعددة. فقد كان الحي ببساطة أكثر كثافة. وهذا يعني أن الأصدقاء وتدريبات الكرة الطائرة وأول عمل في متجر للبيتزا، كلها كانت أقرب من بعضها البعض والآباء كان بوسعهم أن يخبروا أطفالهم أن يسيروا أو يركبوا الدراجات الهوائية. وبالنسبة للأجيال الأصغر في أميركا، يمثل هذا تصورا أكثر سعادة. فشراء السيارات يتقلص وهناك نسبة تتزايد من جيل الألفية والجيل « زد» يؤجلون استخراج رخصة القيادة أو يستغنون عنها كليةً. إنهم يريدون ركوب الدراجات. وفي غمرة القلق من تغير المناخ وسط كثير من الشباب الأميركيين والرغبة في تقليص انبعاثات السيارات، أصبحت الكثافة أمراً مرغوباً.
لكن معظم الأحياء الأميركية جرى تصميمها بينما كانت الفكرة المهيمنة هي العكس تماما لفكرة الكثافة. فعقلية الأسرة المفردة وما يصاحبها من كثافة منخفضة يعني توافر أماكن أقل للعيش وبالتالي تصاعد في أسعار المنازل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
وبالنسبة لزوجتي، فهذه الطقوس الأميركية غريبة تماما. فحين كانت مراهقة تقليدية تعيش في ألمانيا، كان لديها عمل وأصدقاء وكانت تلعب في فريق كرة الطائرة المحلي لكن أبويها لم ينقلاها بالسيارة قط إلى أي مكان. وهي لا تريد التقيد بعجلة القيادة. وهذا في جانب كبير منه، ما تحدث عنه تقرير «مارك ترومبول» في الأيام القليلة الماضية. وتناولت القصة الرغبة في تنشئة أميركيين يعيشون بشكل مختلف- أو بشكل أكثر «أوروبية» إذا أردت القول- فكيف يمكننا تغيير قواعد عمرها قرن في الإسكان الأميركي.
والحقيقة أن أبوي زوجتي لم ينقلاها بالسيارة، لأنهما لم يكونا في حاجة إلى هذا. فضاحيتها الألمانية كانت تبدو كضاحية أميركية لكنها أصغر بكثير في كل شيء. فالمنازل أصغر والساحات أصغر والحدائق أصغر وفي كل جهة توجد مبان بها وحدات إسكان متعددة. فقد كان الحي ببساطة أكثر كثافة. وهذا يعني أن الأصدقاء وتدريبات الكرة الطائرة وأول عمل في متجر للبيتزا، كلها كانت أقرب من بعضها البعض والآباء كان بوسعهم أن يخبروا أطفالهم أن يسيروا أو يركبوا الدراجات الهوائية. وبالنسبة للأجيال الأصغر في أميركا، يمثل هذا تصورا أكثر سعادة. فشراء السيارات يتقلص وهناك نسبة تتزايد من جيل الألفية والجيل « زد» يؤجلون استخراج رخصة القيادة أو يستغنون عنها كليةً. إنهم يريدون ركوب الدراجات. وفي غمرة القلق من تغير المناخ وسط كثير من الشباب الأميركيين والرغبة في تقليص انبعاثات السيارات، أصبحت الكثافة أمراً مرغوباً.
لكن معظم الأحياء الأميركية جرى تصميمها بينما كانت الفكرة المهيمنة هي العكس تماما لفكرة الكثافة. فعقلية الأسرة المفردة وما يصاحبها من كثافة منخفضة يعني توافر أماكن أقل للعيش وبالتالي تصاعد في أسعار المنازل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»