الأيام القليلة الماضية السعيدة للرئيس دونالد ترامب تتزايد سعادة وكفى. فتقرير يوم الجمعة الماضي عن الوظائف أوضح أن سوق العمل الأميركية لا يُظهِر ما يشير إلى احتمال الهبوط، وهذا يدعم محاولة ترامب لإعادة الانتخاب. والعنوان الخاص بأعداد العاطلين عن العمل التي تزايدت زيادة طفيفة لتصل 3.6%، وهي نسبة مازالت منخفضة، لا يقدّم القصة كاملة. فقد ارتفعت نسبة البطالة قليلاً لأن معدل المشاركة في قوة العمل أي نسبة الراشدين الذي لديهم وظائف أو ينشطون في البحث عن عمل زادت إلى 63.4% في أعلى مستوى في السنوات السبع الماضية. والنسبة بين التوظيف وعدد السكان وهي نسبة الراشدين الذين لديهم عمل زادت 61.2%. فهناك عدد أكبر من الناس يبحثون عن عمل ويجدونه أكثر مما كان يحدث في سنوات.
والأنباء الجيدة تشمل الأميركيين من كل الأعراق. وقد ألقى الرئيس الضوءَ، في خطاب حالة الاتحاد، على المكاسب التي حققها السود، فنسبة البطالة وسط السود تواصل اقترابها من أقل مستوى تاريخي. لكن المكاسب كانت أقوى على مدار العام الماضي للهسبانك والبيض. وانخفضت نسبة البطالة وسط البيض في يناير إلى 3.1% حتى مع تزايد المشاركة في قوة العمل. والبطالة وسط الهسبانك ارتفعت قليلا، لكن بسبب ارتفاع نسبة المشاركة في قوة العمل بقرابة نقطة مئوية. وهذا قد يدعم موقف ترامب لدى الناخبين الهسبانك في ولايات محورية مثل فلوريدا وأريزونا ونيفادا ونورث كارولاينا.. يوم الانتخابات. والأجور واصلت ارتفاعها قليلا في يناير، بمعدل سنوي بلغ 3.1% متجاوزةً معدل التضخم.
والناخبون ينسبون الفضل لترامب في كل ذلك، لكن مشاعرهم مازالت فاترة تجاهه إجمالاً. فمعدل الاستحسان لما يقوم به من عمل اقتصادي يبلغ 56%، بحسب متوسط موقع «ريال كلير بوليتكس»، أي بزيادة أكثر من 10 نقاط من الاستحسان العام لقيامه بوظيفته. ومن المؤكد أن الرئيس يعلم بأن إعادة انتخابه شبه مؤكدة إذا استطاع تضييق الفجوة أكثر. وكان مفكرون استراتيجيون جمهوريون قد خاب أملهم حين اختار ترامب قضية الهجرة وليس الاقتصاد لتكون قضيته المحورية في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018. ومن المأمول ألا يقع ترامب في الخطأ نفسه مرة أخرى.
وتقرير الوظائف أكثر إثارة للذهول فيما يتعلق بالرياح المعاكسة لنمو الوظائف في قطاعات محورية. فصراع ترامب التجاري مع الصين أضرّ بالتصنيع والزراعة وبالتوظيف في القطاعين. لكن اتفاق المرحلة الأولى الذي أبرمه ترامب مع الصين يعد القطاعين بالدعم لأن الصفقة تتضمن وعوداً صينية بشراء مزيد من البضائع الزراعية وتقليص الرسوم الجمركية من الجانبين. صحيح أن فيروس كورونا قد يعطل بعض الزيادة المتوقعة في النشاط الاقتصادي الأميركي الصيني، لكنه لن يوقفه.
وكل ذلك يخدم القصة التي يريد ترامب سردها، فأفضل حجة تدعم إعادة انتخابه هي التقليل من شأن بعض تصرفاته، وتركيز الانتباه كله على التحسن الاقتصادي. ويحتاج ترامب إلى جعل الناس يهتمون بالإجابة على سؤال ريجان الشهير في مناظرته مع الرئيس كارتر عام 1980، وهو «هل أصبحتم أفضل عما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟»، أكثر من اهتمامهم بشخصيته. ويتعين عليه استعراض المخاطر التي قد يشكلها أي مرشح ديمقراطي على ما يشهده الناخبون من يسر اقتصادي ويسألهم عن مدى استعدادهم لتحمل مغبة المغامرة مع مرشح «ديمقراطي». ومن المرجح أن تجعل تقارير الوظائف الإيجابية الناخبين يفضلون عصفور ترامب الذي في يدهم، والذي ربما لا يروقهم تغريده، على عشرات الطيور فوق الشجرة التي يعدهم بها «الديمقراطيون».
هنري أولسون
باحث بارز في مركز الأخلاقيات والسياسة العامة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
والأنباء الجيدة تشمل الأميركيين من كل الأعراق. وقد ألقى الرئيس الضوءَ، في خطاب حالة الاتحاد، على المكاسب التي حققها السود، فنسبة البطالة وسط السود تواصل اقترابها من أقل مستوى تاريخي. لكن المكاسب كانت أقوى على مدار العام الماضي للهسبانك والبيض. وانخفضت نسبة البطالة وسط البيض في يناير إلى 3.1% حتى مع تزايد المشاركة في قوة العمل. والبطالة وسط الهسبانك ارتفعت قليلا، لكن بسبب ارتفاع نسبة المشاركة في قوة العمل بقرابة نقطة مئوية. وهذا قد يدعم موقف ترامب لدى الناخبين الهسبانك في ولايات محورية مثل فلوريدا وأريزونا ونيفادا ونورث كارولاينا.. يوم الانتخابات. والأجور واصلت ارتفاعها قليلا في يناير، بمعدل سنوي بلغ 3.1% متجاوزةً معدل التضخم.
والناخبون ينسبون الفضل لترامب في كل ذلك، لكن مشاعرهم مازالت فاترة تجاهه إجمالاً. فمعدل الاستحسان لما يقوم به من عمل اقتصادي يبلغ 56%، بحسب متوسط موقع «ريال كلير بوليتكس»، أي بزيادة أكثر من 10 نقاط من الاستحسان العام لقيامه بوظيفته. ومن المؤكد أن الرئيس يعلم بأن إعادة انتخابه شبه مؤكدة إذا استطاع تضييق الفجوة أكثر. وكان مفكرون استراتيجيون جمهوريون قد خاب أملهم حين اختار ترامب قضية الهجرة وليس الاقتصاد لتكون قضيته المحورية في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018. ومن المأمول ألا يقع ترامب في الخطأ نفسه مرة أخرى.
وتقرير الوظائف أكثر إثارة للذهول فيما يتعلق بالرياح المعاكسة لنمو الوظائف في قطاعات محورية. فصراع ترامب التجاري مع الصين أضرّ بالتصنيع والزراعة وبالتوظيف في القطاعين. لكن اتفاق المرحلة الأولى الذي أبرمه ترامب مع الصين يعد القطاعين بالدعم لأن الصفقة تتضمن وعوداً صينية بشراء مزيد من البضائع الزراعية وتقليص الرسوم الجمركية من الجانبين. صحيح أن فيروس كورونا قد يعطل بعض الزيادة المتوقعة في النشاط الاقتصادي الأميركي الصيني، لكنه لن يوقفه.
وكل ذلك يخدم القصة التي يريد ترامب سردها، فأفضل حجة تدعم إعادة انتخابه هي التقليل من شأن بعض تصرفاته، وتركيز الانتباه كله على التحسن الاقتصادي. ويحتاج ترامب إلى جعل الناس يهتمون بالإجابة على سؤال ريجان الشهير في مناظرته مع الرئيس كارتر عام 1980، وهو «هل أصبحتم أفضل عما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟»، أكثر من اهتمامهم بشخصيته. ويتعين عليه استعراض المخاطر التي قد يشكلها أي مرشح ديمقراطي على ما يشهده الناخبون من يسر اقتصادي ويسألهم عن مدى استعدادهم لتحمل مغبة المغامرة مع مرشح «ديمقراطي». ومن المرجح أن تجعل تقارير الوظائف الإيجابية الناخبين يفضلون عصفور ترامب الذي في يدهم، والذي ربما لا يروقهم تغريده، على عشرات الطيور فوق الشجرة التي يعدهم بها «الديمقراطيون».
هنري أولسون
باحث بارز في مركز الأخلاقيات والسياسة العامة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»