لم تحقق الأشهر الستة الماضية من حروب الرئيس ترامب التجارية، سوى نتائج محدودة للغاية. صحيح أن إدارته حصلت على بعض المكاسب من الاتحاد العالمي للبريد بخصوص الأسعار، ومن المكسيك بخصوص موضوع الهجرة، لكن في ما عدا ذلك، ليس ثمة تقريباً ما يمكن التفاخر به سوى حُزم إنقاذ مالي فدرالية أعلى للمزارعين ونمو اقتصادي أبطأ.
وحتى نكون منصفين لترامب، فإن الضغط الاقتصادي يستغرق بعض الوقت أحياناً حتى يعطي مفعوله. والإدارة الحالية تتقدم بصعوبة في بعض النزاعات التجارية، وتحاول حمل بقية العالم على تغيير مقاربته للفولاذ، وتضغط على حلفاء لكي لا يتعاملوا مع «هواوي» في شبكة الجيل الخامس كمشكلة أمن قومي. وتحاول للقول للجميع إن منظمة التجارة العالمية بحاجة للإصلاح. وبالنظر لتأكيدات ترامب المتكررة بأن أداء الاقتصاد الأميركي يتفوق على كل الاقتصادات الأخرى، فالمؤكد أن هذه النزاعات التجارية ستثمر بعض التحرك. والأسبوع الماضي، كان ثمة تحرك بالفعل، لكنه لم يكن في الاتجاه الذي أرادته الإدارة.
فبخصوص الفولاذ، أعلن الرئيس أن فشل الرسوم الجمركية الحالية للفولاذ في رفع إنتاج الفولاذ لم يترك له خياراً غير فرض مزيد من الرسوم الجمركية! وقال إن ورادات الفولاذ والألومنيوم الأميركية تراجعت منذ دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، لكن واردات المنتجات المصنوعة من هذين المعدنين ارتفعت بشكل مهم. وقال ترامب: «إن النتيجة في النهاية كانت إضعاف قاعدة الزبائن بالنسبة لمنتجي الفولاذ والألومنيوم الأميركيين وإضعاف تأثير الرسوم الجمركية الأصلية».
والواقع أن هذه الرسوم الجمركية ستغير اتجاه الحروب التجارية في نهاية المطاف، وكما قال الخبير في شؤون التجارة الدولية تشاد باون لسوانسون، ف«إن رسوم ترامب الجمركية على الفولاذ والألومنيوم رفعت كلفة المكونات الرئيسية، ما جعل الشركات الأميركية التي تعتمد على هذه المعادن أقل تنافسية على الصعيد العالمي». والآن يقوم ترامب بتوسيع رسومه الجمركية من أجل حماية منتجاتهم من المنافسة أيضاً. فإلى أين سيؤدي ذلك؟
وفي الأثناء، تلقت إدارة ترامب خبراً سيئاً، الثلاثاء الماضي، حيث أعلنت بريطانيا إنها لن ترضخ للضغوط الأميركية بشأن التعامل مع شركة «هواوي» الصينية. وحول هذا الموضوع كتب آدم سانتارينو من «نيويورك تايمز» يقول: «رغم أكثر من عام من الضغوط القوية من إدارة ترامب، التي تتهم هواوي بأن لديها علاقات مع الحزب الشيوعي الصيني تمثل تهديداً للأمن القومي الأميركي، أعلنت الحكومة البريطانية اعتزامها السماح للشركة بتوفير معدات لبعض أجزاء شبكة الجيل المقبل سيتم إنشاؤها خلال السنوات المقبلة». وكتبت «واشنطن بوست» في 28 يناير تقول: «إن الضغط الأميركي لم ينجح في التأثير على بريطانيا، وذلك يعزى بشكل رئيسي إلى مخاوف من أن إخراج هواوي من شبكات الجيل الرابع الحالية سيكون شاقاً ومكلفاً.
مسؤولو إدارة ترامب شعروا بـ«خيبة الأمل». وكان السيناتور «الديمقراطي» كريس مورفي أكثر صراحة حين غرد على «تويتر» قائلاً: «لم يسبق لأميركا أن كانت أضعف من اليوم. ولم يكن لدينا أبداً نفوذ أقل من اليوم. فحتى بريطانيا، أكثر الدول الحليفة لنا بريطانيا، لم تعد تصغي لنا».
وخلاصة القول إنه مع إعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية واتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا واتفاق «المرحلة الأولى» مع الصين، أنتجت إدارة ترامب تجارة مدارة بشكل أكبر، لكنها لم تحقق النصر في الحروب التجارية التي لا نهاية لها.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وحتى نكون منصفين لترامب، فإن الضغط الاقتصادي يستغرق بعض الوقت أحياناً حتى يعطي مفعوله. والإدارة الحالية تتقدم بصعوبة في بعض النزاعات التجارية، وتحاول حمل بقية العالم على تغيير مقاربته للفولاذ، وتضغط على حلفاء لكي لا يتعاملوا مع «هواوي» في شبكة الجيل الخامس كمشكلة أمن قومي. وتحاول للقول للجميع إن منظمة التجارة العالمية بحاجة للإصلاح. وبالنظر لتأكيدات ترامب المتكررة بأن أداء الاقتصاد الأميركي يتفوق على كل الاقتصادات الأخرى، فالمؤكد أن هذه النزاعات التجارية ستثمر بعض التحرك. والأسبوع الماضي، كان ثمة تحرك بالفعل، لكنه لم يكن في الاتجاه الذي أرادته الإدارة.
فبخصوص الفولاذ، أعلن الرئيس أن فشل الرسوم الجمركية الحالية للفولاذ في رفع إنتاج الفولاذ لم يترك له خياراً غير فرض مزيد من الرسوم الجمركية! وقال إن ورادات الفولاذ والألومنيوم الأميركية تراجعت منذ دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، لكن واردات المنتجات المصنوعة من هذين المعدنين ارتفعت بشكل مهم. وقال ترامب: «إن النتيجة في النهاية كانت إضعاف قاعدة الزبائن بالنسبة لمنتجي الفولاذ والألومنيوم الأميركيين وإضعاف تأثير الرسوم الجمركية الأصلية».
والواقع أن هذه الرسوم الجمركية ستغير اتجاه الحروب التجارية في نهاية المطاف، وكما قال الخبير في شؤون التجارة الدولية تشاد باون لسوانسون، ف«إن رسوم ترامب الجمركية على الفولاذ والألومنيوم رفعت كلفة المكونات الرئيسية، ما جعل الشركات الأميركية التي تعتمد على هذه المعادن أقل تنافسية على الصعيد العالمي». والآن يقوم ترامب بتوسيع رسومه الجمركية من أجل حماية منتجاتهم من المنافسة أيضاً. فإلى أين سيؤدي ذلك؟
وفي الأثناء، تلقت إدارة ترامب خبراً سيئاً، الثلاثاء الماضي، حيث أعلنت بريطانيا إنها لن ترضخ للضغوط الأميركية بشأن التعامل مع شركة «هواوي» الصينية. وحول هذا الموضوع كتب آدم سانتارينو من «نيويورك تايمز» يقول: «رغم أكثر من عام من الضغوط القوية من إدارة ترامب، التي تتهم هواوي بأن لديها علاقات مع الحزب الشيوعي الصيني تمثل تهديداً للأمن القومي الأميركي، أعلنت الحكومة البريطانية اعتزامها السماح للشركة بتوفير معدات لبعض أجزاء شبكة الجيل المقبل سيتم إنشاؤها خلال السنوات المقبلة». وكتبت «واشنطن بوست» في 28 يناير تقول: «إن الضغط الأميركي لم ينجح في التأثير على بريطانيا، وذلك يعزى بشكل رئيسي إلى مخاوف من أن إخراج هواوي من شبكات الجيل الرابع الحالية سيكون شاقاً ومكلفاً.
مسؤولو إدارة ترامب شعروا بـ«خيبة الأمل». وكان السيناتور «الديمقراطي» كريس مورفي أكثر صراحة حين غرد على «تويتر» قائلاً: «لم يسبق لأميركا أن كانت أضعف من اليوم. ولم يكن لدينا أبداً نفوذ أقل من اليوم. فحتى بريطانيا، أكثر الدول الحليفة لنا بريطانيا، لم تعد تصغي لنا».
وخلاصة القول إنه مع إعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية واتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا واتفاق «المرحلة الأولى» مع الصين، أنتجت إدارة ترامب تجارة مدارة بشكل أكبر، لكنها لم تحقق النصر في الحروب التجارية التي لا نهاية لها.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»