من الصين والهند ونيجيريا، تتسلل خفيةً عقاقير توصف زوراً بأنها تعالج الحمى والطفح الجلدي. وتصل الأقراص الزائفة إلى نواصي وأرصفة الشوارع لتعد المشترين الفقراء بتخفيف المعاناة بتكلفة زهيدة. وذكر خبراء أن العقاقير الزائفة تقتل عشرات الآلاف كل عام في تجارة التزييف العالمية التي يُقدّر حجمها بنحو 200 مليار دولار، ما يحبط التقدم في مكافحة الملاريا والأمراض الأخرى المهدِّدة للحياة، كما تقدم تمويلاً لجماعات الجريمة المنظمة. والكارثة مثيرة للقلق بشكل خاص في غرب أفريقيا، حيث تعلن السلطات أن الأنواع الزائفة ربما تمثل أكثر من نصف مبيعات العقاقير في مناطق لا يستطيع فيها كثيرون شراء العقاقير المعالجة الحقيقية.
وصرح رئيس توجو، فوريه جناسينجبي، في مقابلة مع «واشنطن بوست» في قصره الرئاسي في لومي، بأن الفقراء ينفقون أموالهم على شيء يقتلهم، ورغم ذلك «لا يعامل هذا كجريمة». وأشار الرئيس التوجولي إلى أن المتشددين بدورهم يحصلون على أرباح من تجارة العقاقير الزائفة، مؤكداً أن «الإرهابيين يعيشون على تجارة العقاقير الزائفة». واستضاف رئيس توجو يوم السبت الماضي نظراءه من السنغال وأوغندا في العاصمة لومي، حيث اقترح قوانين جديدة لتعزيز الحملة الجماعية المشددة على تجارة العقاقير الزائفة. ووقّع ممثلون من غانا والكونجو وجامبيا على اتفاق لتعزيز مشاركة المعلومات وتعزيز الأمن على الحدود ضمن مســاعٍ أخرى. والاتجار بالعقاقير الزائفة غير قانوني في معظم الدول، لكن القوانين لا تُطبق بشكل ملائم وصارم. وقد تمخضت حملة واحدة، قبل ثلاث سنوات، ضد الأسواق والمتاجر والمخازن والمصانع المرتبطة بالعقاقير المغشوشة في أنحاء غرب أفريقيا، أسفرت عن مصادرة أكثر من 41 مليون قرص من هذه العقاقير الزائفة. وذكرت الشرطة الدولية (إنتربول) أن أكثر من 150 شخصاً اعتقلوا لبيعهم أقراصاً مزورة خالية من أي محتوى أو تحتوي على مزيج سام.
وفي الأيام القليلة الماضية، توافدت شخصيات مرموقة إلى لومي (البالغ عدد سكانها نحو 830 ألف نسمة) لحضور قمة بشأن العقاقير الزائفة، كان من بينهم الأمير مايكل، من الأسرة المالكة البريطانية. لكن الناس ظلوا يشترون أقراص المضادات الحيوية الزائفة في الشوارع هناك. وقد دأبت «أميلي لويز أسوجابا» (49 عاماً) على زيارة بائعي الأرصفة للحصول على أقراص لتخفيف حدة آلام الشقيقة والسعال الممض. وذكرت «أسوجابا»، وهي أم لأربعة أطفال، أن العقاقير في الصيدليات تكلّفها ثلاثة أمثال ما تدفعه للعقاقير الزائفة التي تشتريها من الشوارع.
وذكرت مؤسسة برازفيل التي مقرها لندن، وتركز على قضية العقاقير الزائفة، أن هناك 122 ألف طفل يموتون كل عام في القارة الأفريقية بسبب العقاقير الزائفة المضادة للملاريا. وأوضحت المؤسسة غير الهادفة للربح أنه في بعض المناطق تبلغ نسبة مبيعات العقاقير الزائفة 60% من إجمالي مبيعات العقاقير. وذكر «جين إيف أولفييه»، رئيس المؤسسة، في بيان له: «هذه التجارة الحقيرة تولِّد أرباحاً طائلة للمجرمين والإرهابيين وتزعزع استقرار بعض من أكثر الاقتصادات هشاشة في العالم». ولطالما ارتبطت السلع الزائفة بالعصابات الإجرامية، وهناك دراسات تربط بين مبيعات البضائع المغشوشة والمقلدة بالجماعات الإرهابية التي تستغل عمالة الأطفال. ويشير مسؤولون إلى أن الشحن يتسلل دوماً عبر الحدود سهلة الاختراق، حيث يدفع التجار رشى لموظفي الجمارك، ما يذكي الفساد ويفتح الأبواب واسعة أمام السلع والأدوية المغشوشة.
ويستهدف مسؤولون إنهاء هذا التدفق للأدوية الزائفة، في وقت يتصاعد فيه عنف المتشددين في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، مع تزايد الهجمات خمسة أضعاف ما كانت عليه في عام 2016. وقد استولى الإرهابيون الذين يدينون بالولاء لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» على مناطق نائية في مالي والنيجر وبوركينافاسو. وذكر مسؤولون أن هؤلاء المتشددين يمولون الحرب بمداهمة البلدات وسرقة الماشية والاستيلاء على مناجم الذهب وخطف الناس.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وصرح رئيس توجو، فوريه جناسينجبي، في مقابلة مع «واشنطن بوست» في قصره الرئاسي في لومي، بأن الفقراء ينفقون أموالهم على شيء يقتلهم، ورغم ذلك «لا يعامل هذا كجريمة». وأشار الرئيس التوجولي إلى أن المتشددين بدورهم يحصلون على أرباح من تجارة العقاقير الزائفة، مؤكداً أن «الإرهابيين يعيشون على تجارة العقاقير الزائفة». واستضاف رئيس توجو يوم السبت الماضي نظراءه من السنغال وأوغندا في العاصمة لومي، حيث اقترح قوانين جديدة لتعزيز الحملة الجماعية المشددة على تجارة العقاقير الزائفة. ووقّع ممثلون من غانا والكونجو وجامبيا على اتفاق لتعزيز مشاركة المعلومات وتعزيز الأمن على الحدود ضمن مســاعٍ أخرى. والاتجار بالعقاقير الزائفة غير قانوني في معظم الدول، لكن القوانين لا تُطبق بشكل ملائم وصارم. وقد تمخضت حملة واحدة، قبل ثلاث سنوات، ضد الأسواق والمتاجر والمخازن والمصانع المرتبطة بالعقاقير المغشوشة في أنحاء غرب أفريقيا، أسفرت عن مصادرة أكثر من 41 مليون قرص من هذه العقاقير الزائفة. وذكرت الشرطة الدولية (إنتربول) أن أكثر من 150 شخصاً اعتقلوا لبيعهم أقراصاً مزورة خالية من أي محتوى أو تحتوي على مزيج سام.
وفي الأيام القليلة الماضية، توافدت شخصيات مرموقة إلى لومي (البالغ عدد سكانها نحو 830 ألف نسمة) لحضور قمة بشأن العقاقير الزائفة، كان من بينهم الأمير مايكل، من الأسرة المالكة البريطانية. لكن الناس ظلوا يشترون أقراص المضادات الحيوية الزائفة في الشوارع هناك. وقد دأبت «أميلي لويز أسوجابا» (49 عاماً) على زيارة بائعي الأرصفة للحصول على أقراص لتخفيف حدة آلام الشقيقة والسعال الممض. وذكرت «أسوجابا»، وهي أم لأربعة أطفال، أن العقاقير في الصيدليات تكلّفها ثلاثة أمثال ما تدفعه للعقاقير الزائفة التي تشتريها من الشوارع.
وذكرت مؤسسة برازفيل التي مقرها لندن، وتركز على قضية العقاقير الزائفة، أن هناك 122 ألف طفل يموتون كل عام في القارة الأفريقية بسبب العقاقير الزائفة المضادة للملاريا. وأوضحت المؤسسة غير الهادفة للربح أنه في بعض المناطق تبلغ نسبة مبيعات العقاقير الزائفة 60% من إجمالي مبيعات العقاقير. وذكر «جين إيف أولفييه»، رئيس المؤسسة، في بيان له: «هذه التجارة الحقيرة تولِّد أرباحاً طائلة للمجرمين والإرهابيين وتزعزع استقرار بعض من أكثر الاقتصادات هشاشة في العالم». ولطالما ارتبطت السلع الزائفة بالعصابات الإجرامية، وهناك دراسات تربط بين مبيعات البضائع المغشوشة والمقلدة بالجماعات الإرهابية التي تستغل عمالة الأطفال. ويشير مسؤولون إلى أن الشحن يتسلل دوماً عبر الحدود سهلة الاختراق، حيث يدفع التجار رشى لموظفي الجمارك، ما يذكي الفساد ويفتح الأبواب واسعة أمام السلع والأدوية المغشوشة.
ويستهدف مسؤولون إنهاء هذا التدفق للأدوية الزائفة، في وقت يتصاعد فيه عنف المتشددين في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، مع تزايد الهجمات خمسة أضعاف ما كانت عليه في عام 2016. وقد استولى الإرهابيون الذين يدينون بالولاء لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» على مناطق نائية في مالي والنيجر وبوركينافاسو. وذكر مسؤولون أن هؤلاء المتشددين يمولون الحرب بمداهمة البلدات وسرقة الماشية والاستيلاء على مناجم الذهب وخطف الناس.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»