الفعل أميركي: اغتيال الجنرال قاسم سليماني. رد الفعل إيراني: استعداد للثأر لهذا الاغتيال. القلق دولي وإقليمي.
لم يكن سليماني شخصاً عادياً بالنسبة إلى إيران، بل أحد رموز النظام والقائد الميداني العسكري والاستراتيجي لنفوذه الإقليمي، ولذا فليس وارداً عند طهران أن تمرّر قتله على أنه مجرد «شهادة يبتغيها كل مجاهد» بل استهداف مباشر للنظام نفسه. يتبيّن في السياق أن «أبو مهدي المهندس»، الذي قتل في العملية الأميركية ذاتها، كان القائد العسكري المعتمد إيرانياً في العراق، مثل حسن نصرالله في لبنان وعبد الملك «الحوثي» في اليمن. وبالتالي فإن الضربة كانت قاسية، وأثبتت تصريحات الرئيس الأميركي ومعاونوه أن واشنطن تدرك حجم خطورتها وأرادتها عملاً هجوميّاً.
كان متوقّعاً أن تكتفي القوات الأميركية بالإغارة على خمسة مواقع موزّعة على جانبي الحدود بين سوريا والعراق وحصدها عشرات القتلى والجرحى من «كتائب حزب الله» العراقي، فهذا ردٌّ متناسب على الصواريخ التي أطلقتها تلك الميليشيا على قاعدة كركوك، وتسبّبت بقتل مدني أميركي وإصابة أربعة عسكريين. لكن حتى هذه الغارات شكّلت في رأي المراقبين نقلة نوعية في الردّ الأميركي على هجمات تكاثرت منذ نهاية (أكتوبر) الماضي على معسكرات توجد فيها قوات أميركية وعراقية. كانت واشنطن ردّدت منذ صيف 2018، وأبلغت طهران رسمياً عبر قنوات مختلفة، أن مسؤولية أي اعتداء على جنودها ومصالحها ستُحمّل لإيران مباشرة. وبعد ظهور قادة ميليشيات «الحشد» في التظاهر أمام السفارة الأميركية في بغداد وإحراق مداخلها، وبينهم اثنان ممن لم ينقطع التواصل بينهم وبين دبلوماسيي السفارة، كان ذلك كافياً لاستخلاص واشنطن أن طهران تمتحنها وأن الوقت حان لتنفيذ تحذيرها قبل أن تنتقل الميليشيات إلى درجة أعلى من التصعيد.
لذلك شكّل اغتيال سليماني ذروة ما تعتبره واشنطن ردعاً، كونه غير مسبوق في الوقائع الرسمية العلنية للمواجهة بين الطرفين. كلا الطرفين يرغب في تجنّب الحرب أو على الأقل يريد إبقاءها «بالوكالة» وفي إطار الخطوط الحمر (أميركا لا تستهدف الأراضي الإيرانية وإيران لا تستهدف القوات الأميركية). في الهجوم على قاعدة كركوك تمت بالوكالة ملامسة خطّ أحمر. وفي الاغتيال هزّت أميركا الخطّ الأحمر في رسالة واضحة بأن حركتها التالية يمكن أن تكون مباشرة ضد أهداف إيرانية. وحين قال الرئيس دونالد ترامب صراحةً إن «إيران لم يسبق أن ربحت حرباً ولم يسبق أن خسرت مفاوضات»، فإنه كان يؤكّد من جهة أن احتمال الحرب بات رهن خيارات طهران، ومن جهة أخرى أن خيار التفاوض سيكون أكثر جدوى لها.
لكن آخر ما كان يفكّر فيه مجلس الأمن القومي المنعقد لساعات بحضور المرشد علي خامنئي هو «التفاوض»، وآخر ما كان يرغب في سماعه هو «ضبط النفس» أو «عدم الإقدام على خطوة استفزازية» (الرئيس الفرنسي). لكن هل تخرق إيران الخطوط الحمر أم تحرص على عدم تحريكها أو تجاوزها؟
لم يكن سليماني شخصاً عادياً بالنسبة إلى إيران، بل أحد رموز النظام والقائد الميداني العسكري والاستراتيجي لنفوذه الإقليمي، ولذا فليس وارداً عند طهران أن تمرّر قتله على أنه مجرد «شهادة يبتغيها كل مجاهد» بل استهداف مباشر للنظام نفسه. يتبيّن في السياق أن «أبو مهدي المهندس»، الذي قتل في العملية الأميركية ذاتها، كان القائد العسكري المعتمد إيرانياً في العراق، مثل حسن نصرالله في لبنان وعبد الملك «الحوثي» في اليمن. وبالتالي فإن الضربة كانت قاسية، وأثبتت تصريحات الرئيس الأميركي ومعاونوه أن واشنطن تدرك حجم خطورتها وأرادتها عملاً هجوميّاً.
كان متوقّعاً أن تكتفي القوات الأميركية بالإغارة على خمسة مواقع موزّعة على جانبي الحدود بين سوريا والعراق وحصدها عشرات القتلى والجرحى من «كتائب حزب الله» العراقي، فهذا ردٌّ متناسب على الصواريخ التي أطلقتها تلك الميليشيا على قاعدة كركوك، وتسبّبت بقتل مدني أميركي وإصابة أربعة عسكريين. لكن حتى هذه الغارات شكّلت في رأي المراقبين نقلة نوعية في الردّ الأميركي على هجمات تكاثرت منذ نهاية (أكتوبر) الماضي على معسكرات توجد فيها قوات أميركية وعراقية. كانت واشنطن ردّدت منذ صيف 2018، وأبلغت طهران رسمياً عبر قنوات مختلفة، أن مسؤولية أي اعتداء على جنودها ومصالحها ستُحمّل لإيران مباشرة. وبعد ظهور قادة ميليشيات «الحشد» في التظاهر أمام السفارة الأميركية في بغداد وإحراق مداخلها، وبينهم اثنان ممن لم ينقطع التواصل بينهم وبين دبلوماسيي السفارة، كان ذلك كافياً لاستخلاص واشنطن أن طهران تمتحنها وأن الوقت حان لتنفيذ تحذيرها قبل أن تنتقل الميليشيات إلى درجة أعلى من التصعيد.
لذلك شكّل اغتيال سليماني ذروة ما تعتبره واشنطن ردعاً، كونه غير مسبوق في الوقائع الرسمية العلنية للمواجهة بين الطرفين. كلا الطرفين يرغب في تجنّب الحرب أو على الأقل يريد إبقاءها «بالوكالة» وفي إطار الخطوط الحمر (أميركا لا تستهدف الأراضي الإيرانية وإيران لا تستهدف القوات الأميركية). في الهجوم على قاعدة كركوك تمت بالوكالة ملامسة خطّ أحمر. وفي الاغتيال هزّت أميركا الخطّ الأحمر في رسالة واضحة بأن حركتها التالية يمكن أن تكون مباشرة ضد أهداف إيرانية. وحين قال الرئيس دونالد ترامب صراحةً إن «إيران لم يسبق أن ربحت حرباً ولم يسبق أن خسرت مفاوضات»، فإنه كان يؤكّد من جهة أن احتمال الحرب بات رهن خيارات طهران، ومن جهة أخرى أن خيار التفاوض سيكون أكثر جدوى لها.
لكن آخر ما كان يفكّر فيه مجلس الأمن القومي المنعقد لساعات بحضور المرشد علي خامنئي هو «التفاوض»، وآخر ما كان يرغب في سماعه هو «ضبط النفس» أو «عدم الإقدام على خطوة استفزازية» (الرئيس الفرنسي). لكن هل تخرق إيران الخطوط الحمر أم تحرص على عدم تحريكها أو تجاوزها؟