السباق «الديمقراطي» التمهيدي لانتخابات الرئاسة يتقدمه مرشح أكبر سناً ليلائم المنصب (جو بايدن). والمرأة التي كان من المفترض أن تصبح في صدارة السباق على أساس برامجها السياسية (اليزابيث وارين) تراجع التأييد لها في استطلاعات الرأي بعد أن ألحقت الفشل باستراتيجيتها للرعاية الصحية.
والمرشح الذي صعد محلها هو رئيس بلدية (بيت بيتيجيج) يبلغ من العمر 37 عاماً لمدينة ليست منتعشة بشكل واضح.
وفي الوقت نفسه، فشلت البدائل المتعددة القابلة للانتخاب في إثارة الحماس.
والحزب يبحث عن خيارات أخرى، فهناك ملياديران وليس واحد فقط ينفقان ملايين الدولارات لشراء مندوبين لعقد مؤتمر يتم فيه اختيار المرشح الديمقراطي وهي نهاية ليست بعيدة تماماً عن الخيال مع استعداد الحزب لتحدي ترامب.
وحالة الساحة الديمقراطية تعكس ضعفاً في المرشحين الأفراد لكنها تعكس أيضاً تنافر طبيعة الائتلاف الديمقراطي بجمهور ناخبيه الذي يضم تقسيمات سكانية أكثر بكثير من الناخبين «الجمهوريين» ومعظمهم من البيض ومن الطبقة الوسطى ومن كبار السن.
وكان التصور أن ترشيح «كامالا هاريس»- التي شهدت تراجعاً شديداً في استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة- يقدم شخصية مناسبة تماماً لتحقيق الاتحاد في الحزب عبر ما تمثله من مزيج من النسوية والأقلية وطبقة المهنيين وأنها تجسد تنوع الحزب بقدر ما مثله باراك أوباما من قبل وقادرة على احتواء التوترات المحتملة تحت قيادة نهج إداري متعدد الثقافات، لكن هذا التصور عن هاريس لم يتحقق.
فمازال من المعقول للناخبين «الديمقراطيين» أن يتطلعوا إلى شخص يستطيع أن يقدم تصوراً من ذاك الذي كان من المفترض أن تقدمه «هاريس» ويبني ائتلافاً يربط بين محاور تقسيمات الحزب الكثيرة.
وهناك ما يشير إلى أن المرشح الأفضل وضعاً للقيام بهذا هو بيرني ساندرز الاشتراكي الصامد وسيناتور فيرمونت وساندرز- مثل المرشحين الآخرين- يتمثل دعمه في فئة سكانية معينة.
فاليزابيث وارين تعتمد على المهنيين من شديدي الليبرالية، ويعتمد بايدن على الأقليات من الأكبر سناً والمعتدلين، أما ساندرز فهو يعتمد بشدة على الشباب، ويحظى بتأييد أكثر مما يتوقع المرء وسط الأقليات، وهذا يفسر سبب ظهور قوة ساندرو في استطلاعات الرأي المبكرة.
لكن ساندرز يجد صعوبة شديدة في كسب تأييد متلقي التأمين الاجتماعي الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً.
وضعف ساندرز وقوة بايدن مع هذه الفئة نفسها من الناخبين تمثل أسباباً واضحة بشأن الشك في اعتبار ساندرز مرشحاً نهائياً للحزب، خاصة أن ساندرز تجاهل حتى الآن نصيحتي بأن يطمئن المتشككين بإخبارهم بأن لديه تاريخاً في التوصل لصفقات وأنه يستطيع أن يكون وسطياً في قضايا معينة حتى يمكنهم أن يشعروا بالأمان في دعمه حتى إذا كانوا غير مستعدين للثورة.
لكن إذا كان المرء «ديمقراطياً» متردداً وقلقاً بشأن وحدة الحزب وقدرته في نهاية المطاف على الفوز بالانتخابات وبشأن كل الفئات المتنوعة القائمة في قاعدة مؤيديه مع السعي لكسب تأييد غير المبالين، فإن الاتساع النسبي لائتلاف مؤيدي ساندرز في الانتخابات التمهيدية ونتائجه الجيدة في استطلاعات الرأي وسط الذين يصوتون لأول مرة في الانتخابات المقبلة والأشخاص الذين صوتوا لأوباما وترامب تمثل أسباباً لأعادة النظر في احتمال أن يكون ساندرز مرشحاً نهائياً للحزب «الديمقراطي». «ساندرز» مختلف عن أقرانه من الجناح اليساري مثل وارين التي تبنت الحرب الثقافية للتقدمية الجديدة بينما ظل اهتمام ساندرز منصباً في الأساس على السياسة الاقتصادية.
وهو مازال اشتراكياً ليبرالياً بالطبع.
لكن بالنسبة لذاك النوع الأميركي الذي يؤيد «الديمقراطيين» غالباً في الاقتصاد لكنه قلق من الحماس التقدمي للحرب الثقافية، ربما من الغريب أن تكون اشتراكية ساندرز مطمئنة باعتبارها إشارة لما يهتم به فعلياً والمعارك التي قد يتحاشاها من أجل هدفه في التصدي لهيمنة الأثرياء على السياسة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
والمرشح الذي صعد محلها هو رئيس بلدية (بيت بيتيجيج) يبلغ من العمر 37 عاماً لمدينة ليست منتعشة بشكل واضح.
وفي الوقت نفسه، فشلت البدائل المتعددة القابلة للانتخاب في إثارة الحماس.
والحزب يبحث عن خيارات أخرى، فهناك ملياديران وليس واحد فقط ينفقان ملايين الدولارات لشراء مندوبين لعقد مؤتمر يتم فيه اختيار المرشح الديمقراطي وهي نهاية ليست بعيدة تماماً عن الخيال مع استعداد الحزب لتحدي ترامب.
وحالة الساحة الديمقراطية تعكس ضعفاً في المرشحين الأفراد لكنها تعكس أيضاً تنافر طبيعة الائتلاف الديمقراطي بجمهور ناخبيه الذي يضم تقسيمات سكانية أكثر بكثير من الناخبين «الجمهوريين» ومعظمهم من البيض ومن الطبقة الوسطى ومن كبار السن.
وكان التصور أن ترشيح «كامالا هاريس»- التي شهدت تراجعاً شديداً في استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة- يقدم شخصية مناسبة تماماً لتحقيق الاتحاد في الحزب عبر ما تمثله من مزيج من النسوية والأقلية وطبقة المهنيين وأنها تجسد تنوع الحزب بقدر ما مثله باراك أوباما من قبل وقادرة على احتواء التوترات المحتملة تحت قيادة نهج إداري متعدد الثقافات، لكن هذا التصور عن هاريس لم يتحقق.
فمازال من المعقول للناخبين «الديمقراطيين» أن يتطلعوا إلى شخص يستطيع أن يقدم تصوراً من ذاك الذي كان من المفترض أن تقدمه «هاريس» ويبني ائتلافاً يربط بين محاور تقسيمات الحزب الكثيرة.
وهناك ما يشير إلى أن المرشح الأفضل وضعاً للقيام بهذا هو بيرني ساندرز الاشتراكي الصامد وسيناتور فيرمونت وساندرز- مثل المرشحين الآخرين- يتمثل دعمه في فئة سكانية معينة.
فاليزابيث وارين تعتمد على المهنيين من شديدي الليبرالية، ويعتمد بايدن على الأقليات من الأكبر سناً والمعتدلين، أما ساندرز فهو يعتمد بشدة على الشباب، ويحظى بتأييد أكثر مما يتوقع المرء وسط الأقليات، وهذا يفسر سبب ظهور قوة ساندرو في استطلاعات الرأي المبكرة.
لكن ساندرز يجد صعوبة شديدة في كسب تأييد متلقي التأمين الاجتماعي الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً.
وضعف ساندرز وقوة بايدن مع هذه الفئة نفسها من الناخبين تمثل أسباباً واضحة بشأن الشك في اعتبار ساندرز مرشحاً نهائياً للحزب، خاصة أن ساندرز تجاهل حتى الآن نصيحتي بأن يطمئن المتشككين بإخبارهم بأن لديه تاريخاً في التوصل لصفقات وأنه يستطيع أن يكون وسطياً في قضايا معينة حتى يمكنهم أن يشعروا بالأمان في دعمه حتى إذا كانوا غير مستعدين للثورة.
لكن إذا كان المرء «ديمقراطياً» متردداً وقلقاً بشأن وحدة الحزب وقدرته في نهاية المطاف على الفوز بالانتخابات وبشأن كل الفئات المتنوعة القائمة في قاعدة مؤيديه مع السعي لكسب تأييد غير المبالين، فإن الاتساع النسبي لائتلاف مؤيدي ساندرز في الانتخابات التمهيدية ونتائجه الجيدة في استطلاعات الرأي وسط الذين يصوتون لأول مرة في الانتخابات المقبلة والأشخاص الذين صوتوا لأوباما وترامب تمثل أسباباً لأعادة النظر في احتمال أن يكون ساندرز مرشحاً نهائياً للحزب «الديمقراطي». «ساندرز» مختلف عن أقرانه من الجناح اليساري مثل وارين التي تبنت الحرب الثقافية للتقدمية الجديدة بينما ظل اهتمام ساندرز منصباً في الأساس على السياسة الاقتصادية.
وهو مازال اشتراكياً ليبرالياً بالطبع.
لكن بالنسبة لذاك النوع الأميركي الذي يؤيد «الديمقراطيين» غالباً في الاقتصاد لكنه قلق من الحماس التقدمي للحرب الثقافية، ربما من الغريب أن تكون اشتراكية ساندرز مطمئنة باعتبارها إشارة لما يهتم به فعلياً والمعارك التي قد يتحاشاها من أجل هدفه في التصدي لهيمنة الأثرياء على السياسة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
https://www.nytimes.com/2019/11/29/opinion/the-case-for-bernie.html