ظلّت الدراما لفترة طويلة عاملاً مؤثراً في الصراعات الدولية والنزاعات السياسية والاقتصادية، بل وحاملةً لرؤى الأمم والشعوب والمجتمعات تجاه تاريخها وتاريخ خصومها، ومن يروي لأمته وشعبه تاريخهم، ويروي لبقية العالم رؤيته الخاصة.
الدراما العربية عانت طويلاً من انعدام أو ضعف الدعم المالي لها، فبقيت ضعيفة ومشتتة ودون المستوى العالمي بل والإقليمي، ولئن كان تخلفها عن الركب العالمي في هوليوود أو أوروبا مفهوماً، فإن تخلفها عن الدراما الإقليمية غير مبرر بتاتاً.
حظيت الدراما التركية، على دعم غير محدودٍ من حكومة تركيا، وصنعت لنفسها سوقاً محلية وإقليمية قويةً ومؤثرةً، بدأت بمسلسلات بسيطة، تتحدث عن قصص الحب والغرام المعاصرة، ثم اتجهت أخيراً لرواية تاريخ تركيا وتاريخ الدولة العثمانية، وبالتالي إلغاء وتهميش كل الروايات من الأمم والشعوب والدول التي عانت طويلاً من طغيان وتجبّر العثمانيين المستعمرين المحتلين الطغاة.
كان نجاح الدراما التركية مذهلاً، وبالذات في العالم العربي، حيث تنافست عشرات القنوات الفضائية في دبلجة الدراما التركية للمشاهد العربي، وكان واضحاً أن هذا النجاح سيغري المسؤولين الأتراك لبعث ما يعتقدونه أمجاداً لتركيا وتاريخها العثماني، وهكذا أخذت الدراما التركية تنتج مسلسلاتٍ من نسج الخيال المحض، لا علاقة لها بالتاريخ مثل مسلسل «قيامة أرطغرل»، الذي يزعم بطولة لشخصية هامشية بربرية لا قيمة لها، وهذه قوة الدراما.
بناءً على ضعف الدراما العربية، فقد كانت عاجزةً عن مواجهة الدراما التركية، ولم يجرب أحدٌ أن يصفع الأتراك باستحضار تاريخهم الدموي المشين، وبالذات ما صنعوه بالأمة العربية وشعوبها ودولها، من ظلم وقتل وتعذيب وتهجير قسري، وغيرها من أنواع العذاب والبشاعة، ولم يذهب أحدٌ لإنتاج ما يذكر الأبطال العرب الذين واجهوا الأتراك، ووقفوا في وجههم حتى طردتهم الشعوب العربية شرّ طردةٍ، ولم يكن أحد يجرؤ على ذكر العثمانيين بخير، حتى خرجت جماعات «الإسلام السياسي».
حاز الظفر بالأولوية في استعراض ذلك التاريخ الدامي، مسلسل «ممالك النار»، الذي يروي بإمكانيات تتجاوز الدراما العربية الحالية، بكثير من الاحترافية والإبداع، قصة الحرب التاريخية بين العثمانيين والمماليك، والتي سقطت على إثرها دولة المماليك، بعدما استمرت لأكثر من مئة وخمسين عاماً.
كان المماليك ظلمة وطغاةً، ولكن العثمانيين كانوا جبابرةً وطغاةً لا بشراً، وكان سلاطينهم قتلة فجرة، حتى إنهم منذ محمد الفاتح أخذوا يقتلون أبناءهم وإخوانهم بتشريعٍ من السلطان نفسه، وهو ما أبرزه مسلسل «ممالك النار» بشكلٍ واضحٍ، حيث المقارنة دائماً لصالح المماليك ضد الترك في المعيار الإنساني.
تاريخ العثمانيين المتجبر مع الدول العربية لم تسلم منه إلا الدول النائية عن تركيا، ففي العراق وبلاد الشام ومصر والحجاز وفي نجد كانت مجازرهم وظلمهم حديث المؤرخين، وقادة الفكر من المفكرين العرب، وقامت على حربهم دولٌ مهمةٌ منها الدولة السعودية الأولى، وسعى للاستقلال عنهم محمد علي باشا مؤسس الدولة العلوية في مصر.
القصة التي يرويها مسلسل «ممالك النار»، تغطي بدايات دخول العثمانيين الباطش والظالم للدول العربية، وما جرى بعدها من استمرارٍ للتجبر يستحق عشرات الأعمال الدرامية، وقد بدأت قنوات عربية عديدة في التوجه نحو فضح تاريخ الأتراك الدموي، عبر عددٍ من الأعمال التي سترى النور قريباً.
غضب بعض صناع القرار الأتراك من هذا المسلسل، وهو دليل اهتمامٍ منهم بمثل هذه الأعمال الدرامية، وكل الأماني أن يتكثف الإنتاج الدرامي، الذي يفضح لا إنسانية الدولة العثمانية، وتعاملها مع العرب وغيرهم، ممن خضعوا لسلطتها، وإلا فمن ينسى جرائم «السفربرلك»، الذي هو التهجير القسري، الذي يعدّ اليوم جريمة حربٍ تجاه العرب في المدينة المنورة وفي الشام.
الدراما العربية عانت طويلاً من انعدام أو ضعف الدعم المالي لها، فبقيت ضعيفة ومشتتة ودون المستوى العالمي بل والإقليمي، ولئن كان تخلفها عن الركب العالمي في هوليوود أو أوروبا مفهوماً، فإن تخلفها عن الدراما الإقليمية غير مبرر بتاتاً.
حظيت الدراما التركية، على دعم غير محدودٍ من حكومة تركيا، وصنعت لنفسها سوقاً محلية وإقليمية قويةً ومؤثرةً، بدأت بمسلسلات بسيطة، تتحدث عن قصص الحب والغرام المعاصرة، ثم اتجهت أخيراً لرواية تاريخ تركيا وتاريخ الدولة العثمانية، وبالتالي إلغاء وتهميش كل الروايات من الأمم والشعوب والدول التي عانت طويلاً من طغيان وتجبّر العثمانيين المستعمرين المحتلين الطغاة.
كان نجاح الدراما التركية مذهلاً، وبالذات في العالم العربي، حيث تنافست عشرات القنوات الفضائية في دبلجة الدراما التركية للمشاهد العربي، وكان واضحاً أن هذا النجاح سيغري المسؤولين الأتراك لبعث ما يعتقدونه أمجاداً لتركيا وتاريخها العثماني، وهكذا أخذت الدراما التركية تنتج مسلسلاتٍ من نسج الخيال المحض، لا علاقة لها بالتاريخ مثل مسلسل «قيامة أرطغرل»، الذي يزعم بطولة لشخصية هامشية بربرية لا قيمة لها، وهذه قوة الدراما.
بناءً على ضعف الدراما العربية، فقد كانت عاجزةً عن مواجهة الدراما التركية، ولم يجرب أحدٌ أن يصفع الأتراك باستحضار تاريخهم الدموي المشين، وبالذات ما صنعوه بالأمة العربية وشعوبها ودولها، من ظلم وقتل وتعذيب وتهجير قسري، وغيرها من أنواع العذاب والبشاعة، ولم يذهب أحدٌ لإنتاج ما يذكر الأبطال العرب الذين واجهوا الأتراك، ووقفوا في وجههم حتى طردتهم الشعوب العربية شرّ طردةٍ، ولم يكن أحد يجرؤ على ذكر العثمانيين بخير، حتى خرجت جماعات «الإسلام السياسي».
حاز الظفر بالأولوية في استعراض ذلك التاريخ الدامي، مسلسل «ممالك النار»، الذي يروي بإمكانيات تتجاوز الدراما العربية الحالية، بكثير من الاحترافية والإبداع، قصة الحرب التاريخية بين العثمانيين والمماليك، والتي سقطت على إثرها دولة المماليك، بعدما استمرت لأكثر من مئة وخمسين عاماً.
كان المماليك ظلمة وطغاةً، ولكن العثمانيين كانوا جبابرةً وطغاةً لا بشراً، وكان سلاطينهم قتلة فجرة، حتى إنهم منذ محمد الفاتح أخذوا يقتلون أبناءهم وإخوانهم بتشريعٍ من السلطان نفسه، وهو ما أبرزه مسلسل «ممالك النار» بشكلٍ واضحٍ، حيث المقارنة دائماً لصالح المماليك ضد الترك في المعيار الإنساني.
تاريخ العثمانيين المتجبر مع الدول العربية لم تسلم منه إلا الدول النائية عن تركيا، ففي العراق وبلاد الشام ومصر والحجاز وفي نجد كانت مجازرهم وظلمهم حديث المؤرخين، وقادة الفكر من المفكرين العرب، وقامت على حربهم دولٌ مهمةٌ منها الدولة السعودية الأولى، وسعى للاستقلال عنهم محمد علي باشا مؤسس الدولة العلوية في مصر.
القصة التي يرويها مسلسل «ممالك النار»، تغطي بدايات دخول العثمانيين الباطش والظالم للدول العربية، وما جرى بعدها من استمرارٍ للتجبر يستحق عشرات الأعمال الدرامية، وقد بدأت قنوات عربية عديدة في التوجه نحو فضح تاريخ الأتراك الدموي، عبر عددٍ من الأعمال التي سترى النور قريباً.
غضب بعض صناع القرار الأتراك من هذا المسلسل، وهو دليل اهتمامٍ منهم بمثل هذه الأعمال الدرامية، وكل الأماني أن يتكثف الإنتاج الدرامي، الذي يفضح لا إنسانية الدولة العثمانية، وتعاملها مع العرب وغيرهم، ممن خضعوا لسلطتها، وإلا فمن ينسى جرائم «السفربرلك»، الذي هو التهجير القسري، الذي يعدّ اليوم جريمة حربٍ تجاه العرب في المدينة المنورة وفي الشام.