الرئيس دونالد ترامب يحب صيغة أفعل للتفضيل، ولذا إليه واحدة من هذه الصيغ: مكالمته يوم 25 يوليو، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ربما كانت أكثر المكالمات الهاتفية تدميراً في تاريخ الرئاسة الأميركية، إن لم تكن في تاريخ الاتصالات الهاتفية نفسها، دون هذه المكالمة، كان من شبه المؤكد تقريباً ألا يصبح ترامب على طريق توجيه الاتهام له في الوقت الحالي بعدم الأهلية بالمنصب، وما زال يعتقد في جانب ما من تفكيره أن المكالمة، بحسب تعبيره، «مثلى».
وصرح ترامب، في مقابلة جديدة، قائلاً: «الجميع يعلمون أنني لم أفعل شيئاً خطأ، بيل كلينتون أخطأ، وريتشاد نيكسون أخطأ، لقد أخطآ، أنا لم أفعل شيئاً خطأ»، والواقع حين يُكتب تاريخ مساءلة ترامب، سننظر للخلف، ونقول إنه لو كان قرر ألا يلتقط الهاتف في ذاك اليوم لكان كل شيء مختلفاً، وهذا لا يعني القول إن انتهاكاته الفعلية المستوجبة للمساءلة مقتصرة على هذه المكالمة، فكما نعرف الآن، أقام سياسة خارجية في الظل بالكامل، أدارها من خلال محاميه الشخصي رودي جولياني، كان الغرض منها الضغط على الحكومة الأوكرانية، لفتح تحقيق قد يستخدم للإضرار بنائب الرئيس السابق جو بايدن.
وسياسة الظل الخارجية تلك، تجاوزت معظم المتخصصين في البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية، وتضع السلطة في أيدي أشخاص مثل السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي، جوردون سوندلاند، الذي لم يكن مسؤولاً عن أوكرانيا، لكن ترامب كان يبلغه بما يتعين عليه القيام به، ولذا كانت المكالمة مجرد حلقة في هذا المسعى، لكن الحاسم في الأمر هو أن ترامب لو لم يجر المكالمة، لربما لم نكتشف الطريقة التي اُستغلت بها سياسة أوكرانيا لدعم إعادة انتخاب ترامب.
تذكروا أن ما رجح كفة إجراء تحقيق بشأن توجيه الاتهام للرئيس، هو شكوى تقدم بها شخص، والمكالمة كانت محور الشكوى، ودون المكالمة لما كان هناك شكوى، ولما علم الجمهور بالمساعي التي تجري في الظل، للضغط على الأوكرانيين بشأن بايدن.
* كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»