أظهر استطلاع جديد للآراء أجرته شبكه «إن. بي. سي. نيوز» وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن 9% فقط من الناخبين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية يقولون إنهم حزموا أمرهم بشأن المرشح الذي سيصوتون له. لكن بصفة عامة يشير هذا الاستطلاع وغيره إلى أن جو بايدن صامد، والسناتورة اليزابيت وارين تصعد، والسناتور بيرني ساندرز كما هو، أما الباقون فبعضهم يكافح والبعض الآخر يتلاشى.
ومع مضي السباق قدماً، يتضح أن وارين هي المرشح الوحيد الذي يحقق تقدماً مطرداً. صحيح أنها تأتي بعد نائب الرئيس السابق في معظم استطلاعات، الرأي لكنها تضاهيه أو تتفوق عليه في بعض المعايير البديلة مثل أي المرشحين يفكر فيه الناخبون أو مدى الشعور بالتأييد تجاه مرشح معين. وبعض استطلاعات الرأي في ولاية أيوا تشير إلى تقدمها هناك، مثل استطلاع سيفيكس وجامعة أيوا ستيت الجديد الذي أظهر تمتعها بتأييد 24% من الخاضعين للاستطلاع مقابل 16% لكل من بايدن وساندرز. وحالياً، تقع وارين في قلب دورة يحسدها عليها كل مرشح. ويشير صحفيون يتابعون مسار الحملة إلى أنها تخلق أكبر رد فعل متحمس وسط الجماهير. وصعودها في استطلاعات الرأي كان من شأنه أن يؤدي دون مفر إلى ظهور قصص عما تفعله بشكل صائب وهي قصص امتلأت بانطباعات الصحفيين.
لكن التغطية الصحفية الناتجة عن ذلك شجعت المزيد من الديمقراطيين على التطلع إليها جدياً. مما أدى إلى استمرار أرقام استطلاعات الرأي في التحسن. وهذا أدى بدوره إلى مزيد من التغطية الصحفية وهكذا. وهذه الدورة هي ما يجعل مفهوم الزخم من أكثر ما يتعطش إليه السباق الانتخابي الرئاسي التمهيدي.
وقد يجادل المرء بأن قدرة وارين على جمع 20 ألف شخص في اجتماع انتخابي ناهيكم عن استعدادها لقضاء أربع ساعات بعد الاجتماع لالتقاط صور مع أنصارها، لا يعني بالضرورة أنها المرشح الذي سيفوز في نهاية المطاف. لكن هذا يخلق مفهوم الفوز مما قد يصبح واقعاً. وإذا أصبح يُنظر إلى السباق باعتباره منافسة في الأساس بين وارين وبايدن، فهذا سيوضح التباين الذي نعلمه. فأحد المرشحين معتدل والثاني ليبرالي، وأحدهما يريد فحسب التخلص من ترامب والعودة إلى صنع القرار السياسي بطريقة رشيدة، بينما يريد الآخر تغييراً هيكلياً طموحاً.. وغيرها من التباينات.
كثيراً ما جرى تصوير المنافسات الديمقراطية التمهيدية من قبل على أن هناك مرشحاً يفترض أنه أكثر جاذبية للناخبين أصحاب الياقات الزرقاء، وآخر أكثر جاذبية للمهنيين أصحاب التعليم الجامعي. وكان هذا تبسيطاً مخلا ينطوي على حكم قيمة مفاده أن المرشح المفضل لدى أصحاب الياقات الزرقاء أكثر «أصالة» من المرشح المفضل لدى الجامعيين. لكننا نجد أن أكثر الديمقراطيين ناجحاً خلال خمسين عاماً الماضية هما بيل كلينتون وباراك أوباما اللذان استطاعا الفوز بدعم من الديمقراطيين عبر الطبقات في نهاية المطاف. كما أن الحزب الديمقراطي أصبح يتألف بشكل متزايد ممن حظوا بتعليم أكبر.
وحالياً هناك تفاوت بين الدعم الذي يحظى به كل من وارين وبايدن. ووارين في الواقع تفوز وسط الناخبين الحاصلين على تعليم جامعي ومن يسمون أنفسهم ليبراليين، بينما يعتمد بايدن على الناخبين غير الحاصلين على تعليم جامعي والمعتدلين والأميركيين الأفارقة. ومن المهم أن نتذكر أن 9% فقط استقروا على المرشح الذي سيختارونه، وفقا لاستطلاع رأي «إن. بي. سي» و«وول ستريت جورنال». ومع بقاء 91% في المئة من الديمقراطيين مازالوا مستعدين لتغيير آرائهم، فمن الجائز حدوث كل شيء.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»