لو أن «ديمقراطياً» كان هو الذي يشغل رئاسة البيت الأبيض في الوقت الحالي، ووقعت الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي، فماذا كان عساه أن يفعل؟
من جانبه، لا يبدو أن الرئيس دونالد ترامب قد قرر بعد ما يجب القيام به. لقد بدأ ببعض الحديث القاسي بشأن إيران، فيما يشبه إشارة إلى الكيفية التي يجب أن تستجيب بها أميركا للهجوم على منشآت النفط السعودية. ورغم كل شيء فلا يبدو أن عاطفة الرئيس العميقة حيال منطقة الشرق الأوسط قد تغيرت.
وفي الوقت الذي يقترح فيه الديمقراطيون تغييراً جذرياً في السياسة المحلية، لم تحظ أفكارهم المتعلقة بالسياسة الخارجية بالنقاش الكافي. ولم تتطرق المناقشات إلى السياسة الخارجية سوى بشكل وجيز حتى الآن، ويقضي المرشحون وقتاً قصيراً نسبياً في مناقشة هذا الموضوع خلال حملاتهم لجمع الأصوات.
هذه إحدى الطرق التي يختلف فيها الديمقراطيون عن ترامب: فهم سيؤكدون مجدداً على القيم الأميركية كقوة موجهة في السياسة الخارجية. لكن ترامب لديه شيء مشترك مع الديمقراطيين. فهو ليس لديه أي رغبة في بدء حرب جديدة في الشرق الأوسط، حتى وإن كان الكثيرون في حزبه متحمسين للشروع في توجيه ضربات عسكرية ضد إيران.
وهناك قاسم مشترك آخر، وكما يشير مقال في صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن ما يقول الديمقراطيون إنهم يريدون فعله بشأن أفغانستان لا يختلف عما يريد ترامب القيام به. ويطالب معظمهم إلى حد كبير بإنهاء وجودنا هناك، ربما باستخدام قوة صغيرة باقية يمكن أن تلاحق الجيوب الإرهابية حال وجودها، وهذا ما يدعمه ترامب أيضاً.
وقد قابل البعض هذا بسؤال حول سبب التخلي عن أفغانستان بعد هذه الفترة الطويلة والمخاطرة بسقوطها مرة أخرى تحت السيطرة الكاملة لحركة «طالبان» المتشددة. والمشكلة هي أنه بالرغم من أن ذلك سيكون فظيعاً من نواحٍ كثيرة، إلا أنه لن يكون له بالضرورة تأثير مباشر على أمن الولايات المتحدة. وفي حين أنه من الممكن أن توفر «طالبان» مكاناً لتنظيم «القاعدة» أو لجماعة إرهابية أخرى للتخطيط منه لشن هجمات على الولايات المتحدة، فإن الأمر لا يبدو كما لو كان ما يمنع وقوع هجمات أخرى كهجمات 11 سبتمبر هو عدم وجود مكان كافٍ لـ«القاعدة» لتتخذه مقراً لها.
وإذا بدا الديمقراطيون وترامب أقل رغبة في جعل أفغانستان قضية من قضايا الحملة، ربما يكون هذا لأنه لا يمكن للمرء أن يرسم رؤية لمستقبل مشرق هناك. والجميع يعلم أنه لن يكون هناك نصر، ليس بعد 18 عاماً قضيناها هناك، ولا بعد 28 عاماً ولا حتى بعد 38 عاماً إذا قررنا البقاء لفترة طويلة. وأياً كان المدى الزمني الذي سنغادر فيه، ربما تكون النتائج سيئة للغاية بالنسبة للأفغان.
هناك نقطتان تبرزان حقيقة أساسية: أكثر ما يعترض عليه الديمقراطيون في السياسة الخارجية لترامب غالباً ما يتعلق بأشياء مثل الخطاب الذي يستخدمه، والليونة التي يتعامل بها مع بعض القادة السلطويين، أو مدى تشدده أحياناً في التعامل مع حلفاء مهمين للولايات المتحدة. وقد يتغير هذا إذا ما تم انتخاب رئيس ديمقراطي. وهناك بعض المجالات التي يرغب الديمقراطيون فيها بشكل أساسي في إعادة السياسة إلى ما كانت عليه خلال سنوات الرئيس باراك أوباما (مثل إعادة الانضمام لاتفاقية باريس للمناخ واتفاق إيران النووي).
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
من جانبه، لا يبدو أن الرئيس دونالد ترامب قد قرر بعد ما يجب القيام به. لقد بدأ ببعض الحديث القاسي بشأن إيران، فيما يشبه إشارة إلى الكيفية التي يجب أن تستجيب بها أميركا للهجوم على منشآت النفط السعودية. ورغم كل شيء فلا يبدو أن عاطفة الرئيس العميقة حيال منطقة الشرق الأوسط قد تغيرت.
وفي الوقت الذي يقترح فيه الديمقراطيون تغييراً جذرياً في السياسة المحلية، لم تحظ أفكارهم المتعلقة بالسياسة الخارجية بالنقاش الكافي. ولم تتطرق المناقشات إلى السياسة الخارجية سوى بشكل وجيز حتى الآن، ويقضي المرشحون وقتاً قصيراً نسبياً في مناقشة هذا الموضوع خلال حملاتهم لجمع الأصوات.
هذه إحدى الطرق التي يختلف فيها الديمقراطيون عن ترامب: فهم سيؤكدون مجدداً على القيم الأميركية كقوة موجهة في السياسة الخارجية. لكن ترامب لديه شيء مشترك مع الديمقراطيين. فهو ليس لديه أي رغبة في بدء حرب جديدة في الشرق الأوسط، حتى وإن كان الكثيرون في حزبه متحمسين للشروع في توجيه ضربات عسكرية ضد إيران.
وهناك قاسم مشترك آخر، وكما يشير مقال في صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن ما يقول الديمقراطيون إنهم يريدون فعله بشأن أفغانستان لا يختلف عما يريد ترامب القيام به. ويطالب معظمهم إلى حد كبير بإنهاء وجودنا هناك، ربما باستخدام قوة صغيرة باقية يمكن أن تلاحق الجيوب الإرهابية حال وجودها، وهذا ما يدعمه ترامب أيضاً.
وقد قابل البعض هذا بسؤال حول سبب التخلي عن أفغانستان بعد هذه الفترة الطويلة والمخاطرة بسقوطها مرة أخرى تحت السيطرة الكاملة لحركة «طالبان» المتشددة. والمشكلة هي أنه بالرغم من أن ذلك سيكون فظيعاً من نواحٍ كثيرة، إلا أنه لن يكون له بالضرورة تأثير مباشر على أمن الولايات المتحدة. وفي حين أنه من الممكن أن توفر «طالبان» مكاناً لتنظيم «القاعدة» أو لجماعة إرهابية أخرى للتخطيط منه لشن هجمات على الولايات المتحدة، فإن الأمر لا يبدو كما لو كان ما يمنع وقوع هجمات أخرى كهجمات 11 سبتمبر هو عدم وجود مكان كافٍ لـ«القاعدة» لتتخذه مقراً لها.
وإذا بدا الديمقراطيون وترامب أقل رغبة في جعل أفغانستان قضية من قضايا الحملة، ربما يكون هذا لأنه لا يمكن للمرء أن يرسم رؤية لمستقبل مشرق هناك. والجميع يعلم أنه لن يكون هناك نصر، ليس بعد 18 عاماً قضيناها هناك، ولا بعد 28 عاماً ولا حتى بعد 38 عاماً إذا قررنا البقاء لفترة طويلة. وأياً كان المدى الزمني الذي سنغادر فيه، ربما تكون النتائج سيئة للغاية بالنسبة للأفغان.
هناك نقطتان تبرزان حقيقة أساسية: أكثر ما يعترض عليه الديمقراطيون في السياسة الخارجية لترامب غالباً ما يتعلق بأشياء مثل الخطاب الذي يستخدمه، والليونة التي يتعامل بها مع بعض القادة السلطويين، أو مدى تشدده أحياناً في التعامل مع حلفاء مهمين للولايات المتحدة. وقد يتغير هذا إذا ما تم انتخاب رئيس ديمقراطي. وهناك بعض المجالات التي يرغب الديمقراطيون فيها بشكل أساسي في إعادة السياسة إلى ما كانت عليه خلال سنوات الرئيس باراك أوباما (مثل إعادة الانضمام لاتفاقية باريس للمناخ واتفاق إيران النووي).
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»