كتب المعلق بصحيفة واشنطن بوست «مايكل جيرسون» في مقاله بداية الأسبوع الجاري عن التحليل السياسي، أن «المعلقين السياسيين، خصوصاً الذين اكتووا سابقاً بنيران خطأ التوقعات، تعلموا جميع الدروس الجيدة أخيراً». وأشار إلى أن المعلقين السياسيين ربما أصبحوا خائفين من أن يثبت مرة أخرى خطأ تقديراتهم بأنهم يتفهمون بعض نقاط ضعف الرئيس دونالد ترامب. وأشار «ويليام غلاستون» الصحفي في صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن عاملين محوريين سيحددان نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية خلال العام المقبل: الأول هو ما إذا كانت نسبة مشاركة الناخبين القياسية في انتخابات التجديد النصفي، خلال العام الماضي، ستكرر في انتخابات العام المقبل، وما إذا كانت «الولايات الحاسمة» مثل بنسلفانيا وويسكنسون وميتشيجن التي فاز فيها ترامب جميعاً في 2016 ستتمسك به في الجولة الجديدة.
وفي الحقيقة، أؤمن بأنه في السياسة الأميركية، يحدث ما ينبغي أن يحدث. فنحن نميل إلى إعادة انتخاب رؤسائنا. وبالطبع لدينا تاريخ حافل بمنح أي حزب فترتين متتاليتين في البيت الأبيض. ولم يحدث سوى مرة واحدة منذ الحرب العالمية الثانية أن فاز أي الحزبين، بغض النظر عن المرشح الذي يخوض المنافسة على المنصب، بفترة واحدة فقط. وكانت تلك المرة في 1980 عندما كان كانت لدى «جيمي كارتر» جميع أعراض خسارة منصبه. وخسر جورج بوش الأب منافسة إعادة انتخابه لفترة ثانية، لكنه كان قد انتُخب مباشرة بعد إدارة «جمهورية» أخرى هي إدارة «رونالد ريجان». ومن هذا المنظور، يبدو أن الرئيس الحالي ينبغي أن يفوز في جولة إعادة انتخابه عام 2020. لكن الطريقة الأخرى لفهم ما يُفترض أن يحدث، تقتضي أن ننظر أيضاً إلى نقاط قوة ونقاط ضعف ترامب.
ومن نقاط ضعف ترامب أن هذه النقاط من الصعب تقديرها رغم شدة وضوحها. وعلى وجه الخصوص، ليس من غير المعتاد أن يتعرض الرئيس لفترة من الضعف في استطلاعات الرأي قبل أن ترتفع حظوظه مرة أخرى، بسبب سلبيات خصومه، ويدعمه إحساس الناخبين أنه من العادل ترك الرئيس ينهي مهامه. لكن في حالة ترامب، ربما أن يحرم نفسه في الحقيقة من تلك الدورة المعتادة من التراجع قبل التعافي التدريجي مرة أخرى في معدلات تأييد الأداء التي يمرّ بها كثير من المرشحين الشاغلين للمنصب. وسلبيات ترامب واضحة، ومصدر كثير من مشكلاته ناجمة عن تغريداته وسلوكياته. ومن المنصف أن نقول إن ترامب ارتاد آفاقاً جديدة في قدرته على إغضاب الآخرين. وهذه عادة لا يمكنه التخلص منها بسهولة. ومن مصلحة خصمه أنه يجدد سلبياته يومياً، وفي بعض الأحيان كل ساعة، وليست ثمة فرصة أن ننسى ما لا نحب بشأن ترامب.
ودعونا لا ننسى أن الرئيس فاز في عام 2016 بهامش ضئيل جداً. فهو لم يحقق انتصاراً ساحقاً، وإنما العكس تماماً. وهامش الفوز المحدود في ولايات مثل ميتشيجن وويسكونسن أحدثت اختلافاً لمصلحة حملته الانتخابية.
وأما في الوقت الراهن، من الصعب أن نرى أن ترامب قد حصل على تأييد جديد. وفي الحقيقة، أثناء قضائي عطلة نهاية الأسبوع الماضية في «بانهاندل» بولاية فلوريدا، رأيت كثيراً من الأمثلة التي تؤكد خسارة الرئيس الأميركي لبعض التأييد، بل إن هناك غضباً اجتماعياً متزايداً مرتبطاً بمؤيدي ترامب. وليست ثمة حماسة بين مؤيديه. لكن للأمانة، اعتقدت أن ترامب سيخسر في انتخابات 2016 للسبب ذاته الذي يمكن أن يجعلني أتصور أنه سيخسر في 2020، وهو أنه أغضب كثيراً من الناخبين «الجمهوريين» في الضواحي الأميركية بسبب سلوكياته.
فهل يمكن لترامب أن يخوض حملة انتخابية لا يُذكّر فيها الناخبين كل يوم بسلبياته؟ فانتصاره في 2016 ارتبط بضعف أداء هيلاري كلينتون أكثر مما ارتبط بقوة أدائه. وإذا ما استمرت استراتيجية «ترامب – بنس» كما هي في 2020، فإن ذلك يبشر بخير لأي خصم «ديمقراطي» قادر على تخفيف حدة دعوات «اليسار» من أجل الاشتراكية وشجب خطط «الليبراليين» المرعبة حول المجتمع والاقتصاد في أميركا. فعندئذ ربما يهزم ترامب نفسه.
*مستشار سياسي في إداراتي رونالد ريجان وجورج بوش الأب
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وفي الحقيقة، أؤمن بأنه في السياسة الأميركية، يحدث ما ينبغي أن يحدث. فنحن نميل إلى إعادة انتخاب رؤسائنا. وبالطبع لدينا تاريخ حافل بمنح أي حزب فترتين متتاليتين في البيت الأبيض. ولم يحدث سوى مرة واحدة منذ الحرب العالمية الثانية أن فاز أي الحزبين، بغض النظر عن المرشح الذي يخوض المنافسة على المنصب، بفترة واحدة فقط. وكانت تلك المرة في 1980 عندما كان كانت لدى «جيمي كارتر» جميع أعراض خسارة منصبه. وخسر جورج بوش الأب منافسة إعادة انتخابه لفترة ثانية، لكنه كان قد انتُخب مباشرة بعد إدارة «جمهورية» أخرى هي إدارة «رونالد ريجان». ومن هذا المنظور، يبدو أن الرئيس الحالي ينبغي أن يفوز في جولة إعادة انتخابه عام 2020. لكن الطريقة الأخرى لفهم ما يُفترض أن يحدث، تقتضي أن ننظر أيضاً إلى نقاط قوة ونقاط ضعف ترامب.
ومن نقاط ضعف ترامب أن هذه النقاط من الصعب تقديرها رغم شدة وضوحها. وعلى وجه الخصوص، ليس من غير المعتاد أن يتعرض الرئيس لفترة من الضعف في استطلاعات الرأي قبل أن ترتفع حظوظه مرة أخرى، بسبب سلبيات خصومه، ويدعمه إحساس الناخبين أنه من العادل ترك الرئيس ينهي مهامه. لكن في حالة ترامب، ربما أن يحرم نفسه في الحقيقة من تلك الدورة المعتادة من التراجع قبل التعافي التدريجي مرة أخرى في معدلات تأييد الأداء التي يمرّ بها كثير من المرشحين الشاغلين للمنصب. وسلبيات ترامب واضحة، ومصدر كثير من مشكلاته ناجمة عن تغريداته وسلوكياته. ومن المنصف أن نقول إن ترامب ارتاد آفاقاً جديدة في قدرته على إغضاب الآخرين. وهذه عادة لا يمكنه التخلص منها بسهولة. ومن مصلحة خصمه أنه يجدد سلبياته يومياً، وفي بعض الأحيان كل ساعة، وليست ثمة فرصة أن ننسى ما لا نحب بشأن ترامب.
ودعونا لا ننسى أن الرئيس فاز في عام 2016 بهامش ضئيل جداً. فهو لم يحقق انتصاراً ساحقاً، وإنما العكس تماماً. وهامش الفوز المحدود في ولايات مثل ميتشيجن وويسكونسن أحدثت اختلافاً لمصلحة حملته الانتخابية.
وأما في الوقت الراهن، من الصعب أن نرى أن ترامب قد حصل على تأييد جديد. وفي الحقيقة، أثناء قضائي عطلة نهاية الأسبوع الماضية في «بانهاندل» بولاية فلوريدا، رأيت كثيراً من الأمثلة التي تؤكد خسارة الرئيس الأميركي لبعض التأييد، بل إن هناك غضباً اجتماعياً متزايداً مرتبطاً بمؤيدي ترامب. وليست ثمة حماسة بين مؤيديه. لكن للأمانة، اعتقدت أن ترامب سيخسر في انتخابات 2016 للسبب ذاته الذي يمكن أن يجعلني أتصور أنه سيخسر في 2020، وهو أنه أغضب كثيراً من الناخبين «الجمهوريين» في الضواحي الأميركية بسبب سلوكياته.
فهل يمكن لترامب أن يخوض حملة انتخابية لا يُذكّر فيها الناخبين كل يوم بسلبياته؟ فانتصاره في 2016 ارتبط بضعف أداء هيلاري كلينتون أكثر مما ارتبط بقوة أدائه. وإذا ما استمرت استراتيجية «ترامب – بنس» كما هي في 2020، فإن ذلك يبشر بخير لأي خصم «ديمقراطي» قادر على تخفيف حدة دعوات «اليسار» من أجل الاشتراكية وشجب خطط «الليبراليين» المرعبة حول المجتمع والاقتصاد في أميركا. فعندئذ ربما يهزم ترامب نفسه.
*مستشار سياسي في إداراتي رونالد ريجان وجورج بوش الأب
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»