ثمة 400 حالة وفاة في هولندا، وأكثر من 18 ألف حالة دخول للمستشفى في اليابان، ونحو 169 مليون شخص في حالة تأهب في الولايات المتحدة. هذه الأرقام ليست مشهداً من أحد أفلام الكوارث، وإنما أرقام تعكس تأثير موجات الحر الشديد التي ضربت بلداناً حول العالم في يوليو المنصرم وأوائل أغسطس الجاري، وهي ظاهرة يحذّر العلماء من اشتدادها مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض.
وكان يوليو الشهر الأكثر حرارة بين الأشهُر المسجلة، وفق بيتيري تالاس، أمين عام منظمة الأرصاد الجوية العالمية، الذي قال: «هذا ليس خيالاً علمياً، بل واقع تغير المناخ»، مضيفاً: «إنه يحدث الآن، وسيزداد سوءاً في المستقبل إذا لم نحرّك ساكناً».
في هولندا، توفي خلال الفترة ما بين الأسبوع الثاني والأسبوع الثالث من يوليو 400 شخص أكثر مما يحدث عادة خلال أسبوع صيفي عادي، حسب وكالة الإحصاء الهولندية «سي بي إس». وخلال الأسبوع الذي بدأ في 22 يوليو، توفي 2964 شخصاً، أي نحو 15 في المئة من الوفيات أكثر مما يشهده هذا البلد الأوروبي عادة في أسبوع صيفي. كما حطمت درجات الحرارة العالية أرقاماً قياسية عبر أوروبا في أواخر يوليو، ففي الـ25 من الشهر شهدت باريس أحر يوم في تاريخها على الإطلاق: 42.7 درجة.
وفي الجانب الآخر من الكوكب، امتدت موجة حر في اليابان من 29 يوليو إلى 4 أغسطس وقتلت 57 شخصاً على الأقل، بينما جُلب أكثر من 18 ألف شخص آخر إلى المستشفيات وتُرك 100 في حالة خطرة، حسب صحيفة «واشنطن بوست» في عددها ليوم الجمعة الماضي. عامل بناء في الخمسين من عمره كان يعمل في مشروع أولمبي في طوكيو مات جراء ما يشتبه في أنها الحرارة المفرطة يوم الخميس، عندما بلغت درجات الحرارة 35 درجة. وقال منظمو الألعاب الأولمبية لوكالة رويترز إن «السبب الدقيق لوفاته ما زال مجهولاً»، لكنه ليس حالة الوفاة الوحيدة المرتبطة بارتفاع الحرارة في المدينة. فيوم الجمعة أفادت هيئة الإذاعة اليابانية بأن 45 شخصاً في طوكيو ماتوا في ظرف أسبوع بسبب الحر.
وفي الولايات المتحدة، عرفت معظم أرجاء البلاد موجة حر شديد خلال شهر يوليو حصدت عدداً من الأرواح عبر البلاد من ولاية ميريلاند إلى ولاية أركانسو. كما شهد الشهر ذاته درجات حرارة حارقة غير مألوفة عبر ألاسكا.
ومعلوم أن موجات الحر تقتل. فقد وجدت دراسة لمراكز مراقبة الأمراض لعام 2008 أن موجات الحر الشديد «هي السبب الأبرز للوفيات البشرية المرتبطة بالمناخ في الولايات المتحدة، إذ إنها مسؤولة عن عدد من الوفيات سنوياً أكثر من الأعاصير والبرق والفيضانات والزلازل مجتمعة».
لقد حذّر تقرير «تغير المناخ» الصادر العام الماضي، والذي أعدته إدارة ترامب، من أن الوفيات المرتبطة بالحرارة ستستمر في الارتفاع، ومن أن تغير المناخ سيجعل أمراضاً مثل الربو وبعض الحميات أكثر حدةً، بينما ستطرح حرائق الغابات والتلوث خطراً كبيراً على الصحة التنفسية للأشخاص. وعلاوة على ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة سيغير التوزيع الجغرافي للحشرات والآفات الناقلة للأمراض، مما يعرّض سكاناً جدداً للخطر، وكل ذلك بسبب التغير المناخي.
ويقول فيجاي ليماي، زميل مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، لصحيفة «واشنطن بوست»: «إن تغير المناخ يمثّل أزمة صحية عامة»، مضيفاً: «إن الدلائل العلمية قوية وتشير كلها إلى أنه مع تسارع تغير المناخ، ستصبح موجات الحر متكررة وأشد حدة وأطول مدةً».
وكانت دراسة أنجزها ليماي وزملاؤه السابقون في عام 2018 قد وجدت أن تغير المناخ سيؤدي إلى مزيد من الوفيات المرتبطة بالحر في شرق الولايات المتحدة بحلول منتصف القرن الحالي. وتتوقع الدراسة احتمال حدوث 11562 وفاة سنوية إضافية بين الأشخاص الذي تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، بسبب الجهد القلبي الذي يتسبب فيه الحر، وأن يؤدي الارتفاع المستمر للحد الأدنى للحرارة إلى وقوع 8767 حالة وفاة إضافية.
وقال ليماي: «إننا غير مستعدين، كبلد وكوكب، لمواجهة خطر ارتفاع حرارة متواصل في ما يتعلق بصحتنا». وعلى سبيل المثال، فإذا كان من المعروف أن تكييف الهواء ينقذ الأرواح، فإن ليماي يحذر من أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يمكن أن يكون له تأثير سلبي طويل الأمد، إذا ظل مصدر الطاقة المستخدمة في تشغيلها هو الوقود الأحفوري». وقال ليماي: «علينا حقاً أن نركز على حلول تستطيع وقف مشكلة المناخ، وإلا فإننا لن نكون قادرين على تغيير عاداتنا ووقف هذا التغير المناخي المتسارع».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وكان يوليو الشهر الأكثر حرارة بين الأشهُر المسجلة، وفق بيتيري تالاس، أمين عام منظمة الأرصاد الجوية العالمية، الذي قال: «هذا ليس خيالاً علمياً، بل واقع تغير المناخ»، مضيفاً: «إنه يحدث الآن، وسيزداد سوءاً في المستقبل إذا لم نحرّك ساكناً».
في هولندا، توفي خلال الفترة ما بين الأسبوع الثاني والأسبوع الثالث من يوليو 400 شخص أكثر مما يحدث عادة خلال أسبوع صيفي عادي، حسب وكالة الإحصاء الهولندية «سي بي إس». وخلال الأسبوع الذي بدأ في 22 يوليو، توفي 2964 شخصاً، أي نحو 15 في المئة من الوفيات أكثر مما يشهده هذا البلد الأوروبي عادة في أسبوع صيفي. كما حطمت درجات الحرارة العالية أرقاماً قياسية عبر أوروبا في أواخر يوليو، ففي الـ25 من الشهر شهدت باريس أحر يوم في تاريخها على الإطلاق: 42.7 درجة.
وفي الجانب الآخر من الكوكب، امتدت موجة حر في اليابان من 29 يوليو إلى 4 أغسطس وقتلت 57 شخصاً على الأقل، بينما جُلب أكثر من 18 ألف شخص آخر إلى المستشفيات وتُرك 100 في حالة خطرة، حسب صحيفة «واشنطن بوست» في عددها ليوم الجمعة الماضي. عامل بناء في الخمسين من عمره كان يعمل في مشروع أولمبي في طوكيو مات جراء ما يشتبه في أنها الحرارة المفرطة يوم الخميس، عندما بلغت درجات الحرارة 35 درجة. وقال منظمو الألعاب الأولمبية لوكالة رويترز إن «السبب الدقيق لوفاته ما زال مجهولاً»، لكنه ليس حالة الوفاة الوحيدة المرتبطة بارتفاع الحرارة في المدينة. فيوم الجمعة أفادت هيئة الإذاعة اليابانية بأن 45 شخصاً في طوكيو ماتوا في ظرف أسبوع بسبب الحر.
وفي الولايات المتحدة، عرفت معظم أرجاء البلاد موجة حر شديد خلال شهر يوليو حصدت عدداً من الأرواح عبر البلاد من ولاية ميريلاند إلى ولاية أركانسو. كما شهد الشهر ذاته درجات حرارة حارقة غير مألوفة عبر ألاسكا.
ومعلوم أن موجات الحر تقتل. فقد وجدت دراسة لمراكز مراقبة الأمراض لعام 2008 أن موجات الحر الشديد «هي السبب الأبرز للوفيات البشرية المرتبطة بالمناخ في الولايات المتحدة، إذ إنها مسؤولة عن عدد من الوفيات سنوياً أكثر من الأعاصير والبرق والفيضانات والزلازل مجتمعة».
لقد حذّر تقرير «تغير المناخ» الصادر العام الماضي، والذي أعدته إدارة ترامب، من أن الوفيات المرتبطة بالحرارة ستستمر في الارتفاع، ومن أن تغير المناخ سيجعل أمراضاً مثل الربو وبعض الحميات أكثر حدةً، بينما ستطرح حرائق الغابات والتلوث خطراً كبيراً على الصحة التنفسية للأشخاص. وعلاوة على ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة سيغير التوزيع الجغرافي للحشرات والآفات الناقلة للأمراض، مما يعرّض سكاناً جدداً للخطر، وكل ذلك بسبب التغير المناخي.
ويقول فيجاي ليماي، زميل مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، لصحيفة «واشنطن بوست»: «إن تغير المناخ يمثّل أزمة صحية عامة»، مضيفاً: «إن الدلائل العلمية قوية وتشير كلها إلى أنه مع تسارع تغير المناخ، ستصبح موجات الحر متكررة وأشد حدة وأطول مدةً».
وكانت دراسة أنجزها ليماي وزملاؤه السابقون في عام 2018 قد وجدت أن تغير المناخ سيؤدي إلى مزيد من الوفيات المرتبطة بالحر في شرق الولايات المتحدة بحلول منتصف القرن الحالي. وتتوقع الدراسة احتمال حدوث 11562 وفاة سنوية إضافية بين الأشخاص الذي تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، بسبب الجهد القلبي الذي يتسبب فيه الحر، وأن يؤدي الارتفاع المستمر للحد الأدنى للحرارة إلى وقوع 8767 حالة وفاة إضافية.
وقال ليماي: «إننا غير مستعدين، كبلد وكوكب، لمواجهة خطر ارتفاع حرارة متواصل في ما يتعلق بصحتنا». وعلى سبيل المثال، فإذا كان من المعروف أن تكييف الهواء ينقذ الأرواح، فإن ليماي يحذر من أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يمكن أن يكون له تأثير سلبي طويل الأمد، إذا ظل مصدر الطاقة المستخدمة في تشغيلها هو الوقود الأحفوري». وقال ليماي: «علينا حقاً أن نركز على حلول تستطيع وقف مشكلة المناخ، وإلا فإننا لن نكون قادرين على تغيير عاداتنا ووقف هذا التغير المناخي المتسارع».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»