وجهت شرطة مدينة الباسو الأميركية الأحد تهمةَ القتل إلى المشتبه بارتكابه هجوماً إرهابياً في المدينة راح ضحيته 20 شخصاً بريئاً، مشيرة إلى أن المتهم يبلغ من العمر 21 عاماً ويواجه عقوبة الإعدام. وقال المتحدث باسم الشرطة، «السرجنت روبرت غوميز»، خلال مؤتمر صحفي، إن «المشتبه به وجهت إليه تهم ارتكاب جرائم قتل»، بإطلاقه النار على متسوقين داخل مركز تجاري، في هجوم يرجح أن يكون دافعه عنصرياً. وقالت وزارة العدل الفيدرالية إنها تتعامل مع الهجوم على أنه «إرهاب داخلي»، فيما أعلنت الشرطة أنها تتحقق من صحة بيان نشره المتهم قبيل تنفيذه الهجوم ويندد فيه بـ«غزو ذوي الأصول الإسبانية» لتكساس.
وندد الرئيس الأميركي بالعملية المسلحة، كما ارتفعت أصوات كثيرة في الولايات المتحدة تطالب السلطات بالتعاطي بجدية مع التهديد الذي بات يمثله «الإرهاب الأبيض»، في حين اتهم الديمقراطيون الرئيس الجمهوري بتغذية هذا العنف ببعض تصريحاته.
وحصدت عمليتا إطلاق نار في الولايات المتحدة خلال أقل من 24 ساعة 29 قتيلاً، إذ لقي 20 شخصاً مصرعهم في مدينة إلباسو بولاية تكساس في حين قتل تسعة آخرون في مدينة دايتون بولاية أوهايو.
وتقع مدينة إلباسو على الحدود مع المكسيك، ويشكل الناطقون بالإسبانية نحو 85% من سكانها. أما مطلق النار فيها، السبت الماضي، فهو شاب أبيض قاد سيارته لمدة تسع ساعات من إحدى ضواحي مدينة دالاس ليرتكب مجزرة في ساعة الذروة داخل مركز تجاري في إلباسو، في هجوم تشتبه الشرطة بوجود دوافع عنصرية وراءه.
وأظن هنا أن ما وقع وما سبق أن وقع هو نتيجة تداعيات الخطابات السياسية الغربية التي تجد في معاداة الأجانب تجارة رابحة ومخزوناً انتخابياً لا ينفد. وتشير الكتابات الجادة للفيلسوف الألماني يورغن هابرماس إلى أن العامل الانتخابي وضرورة حشد عدد أكبر من أصوات الناخبين، من الأسباب التي تصيب الجسم المجتمعي الغربي بداء الصور النمطية عن الآخر، وتجعل فكرة وجود الهوية والثقافة الوطنية في مأزق كبير، وهذه الهوية يوقد نارها بعض الأحزاب والساسة كلما أكدت استطلاعات الرأي أنهم فقدوا مصداقيتهم، من قبيل ما وقع في تسعينيات القرن الماضي عندما زحف آلاف المهاجرين من يوغسلافيا السابقة وطلبوا اللجوء السياسي في ألمانيا، مما أثار الكثير من الجدل السياسي.
والذي وقع مؤخراً في أميركا يذكرني بالإرهاب الذي كان قد هز النرويج منذ سنوات من طرف شاب لا يتعدى عمره 32 سنة، سعى، حسب زعمه، إلى «تطهير أوروبا من المسلمين بحلول عام 2083»، عبر إشعال «حرب صليبية ضد المسلمين». وقد نشر على الإنترنت قبل إقدامه على هذا الإجرام المدان، بياناً من 1500 صفحة كتبه على مدى ثلاث سنوات، يجمع بين دليل صناعة القنابل، وما يظنه عن الإسلام والتعدد الثقافي في أوروبا والعالم، وما يظنه عن سياسات أصحاب القرار في أوروبا، والاستشهادات التاريخية باليمينيين المتطرفين والسياسة الدعائية المغرضة.
إرهابيو اليمين الغربي، حسب يقيني، هم نتيجة الخطابات والسياسات الغربية السلبية بحق الآخر منذ عقود، وقد غذتها باستمرار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وجعلت الأجانب رهائن لحسابات سياسية وأمنية خلطت بين الهجرة والإرهاب، بين الإدماج والمخدرات والجريمة.
الدول الغربية تعج اليوم باتجاهات يمينية متعصبة، بل ومتطرفة، تستفيد من ثلاث خاصيات أساسية:
-الأفكار التي تتغذى منها كالعنصرية والتطرف والقومية والاستعلاء والخوف من الأجنبي.. والتي تجد لها قاعدة كبيرة في المجتمع الغربي، لأنها سريعة الوصول إلى أذهان الأوروبيين، خاصة مع الأزمات اليومية التي يمر منها الإنسان الغربي.
-الأحزاب اليمينية المتطرفة، والتي سرعان ما تجد آذاناً صاغية في الانتخابات وتصعد إلى مواقع التأثير والحكم.
-الأحزاب الغربية تعلم أن هدف الأحزاب اليمينية المتطرفة هو تأجيج مشاعر العداء تجاه الآخر، وما تظنه سرطاناً خبيثاً يجب استئصاله، وأن كل ما تقدم عليه خطأ بيّن، لكن للسياسة حسابات معاكسة، فتتبنى هذه الأحزاب -مع مرور الوقت- خطابات القوى اليمينية وأفكارها لاستقطاب الأصوات التي يمكن أن توالي اليمين، فتزداد تلك الجماعات العنصرية شدة وقساوة وتكتسب شرعية إضافية، ويزداد وجودها في كل مفاصل الدول الغربية، وهنا الكارثة.
وندد الرئيس الأميركي بالعملية المسلحة، كما ارتفعت أصوات كثيرة في الولايات المتحدة تطالب السلطات بالتعاطي بجدية مع التهديد الذي بات يمثله «الإرهاب الأبيض»، في حين اتهم الديمقراطيون الرئيس الجمهوري بتغذية هذا العنف ببعض تصريحاته.
وحصدت عمليتا إطلاق نار في الولايات المتحدة خلال أقل من 24 ساعة 29 قتيلاً، إذ لقي 20 شخصاً مصرعهم في مدينة إلباسو بولاية تكساس في حين قتل تسعة آخرون في مدينة دايتون بولاية أوهايو.
وتقع مدينة إلباسو على الحدود مع المكسيك، ويشكل الناطقون بالإسبانية نحو 85% من سكانها. أما مطلق النار فيها، السبت الماضي، فهو شاب أبيض قاد سيارته لمدة تسع ساعات من إحدى ضواحي مدينة دالاس ليرتكب مجزرة في ساعة الذروة داخل مركز تجاري في إلباسو، في هجوم تشتبه الشرطة بوجود دوافع عنصرية وراءه.
وأظن هنا أن ما وقع وما سبق أن وقع هو نتيجة تداعيات الخطابات السياسية الغربية التي تجد في معاداة الأجانب تجارة رابحة ومخزوناً انتخابياً لا ينفد. وتشير الكتابات الجادة للفيلسوف الألماني يورغن هابرماس إلى أن العامل الانتخابي وضرورة حشد عدد أكبر من أصوات الناخبين، من الأسباب التي تصيب الجسم المجتمعي الغربي بداء الصور النمطية عن الآخر، وتجعل فكرة وجود الهوية والثقافة الوطنية في مأزق كبير، وهذه الهوية يوقد نارها بعض الأحزاب والساسة كلما أكدت استطلاعات الرأي أنهم فقدوا مصداقيتهم، من قبيل ما وقع في تسعينيات القرن الماضي عندما زحف آلاف المهاجرين من يوغسلافيا السابقة وطلبوا اللجوء السياسي في ألمانيا، مما أثار الكثير من الجدل السياسي.
والذي وقع مؤخراً في أميركا يذكرني بالإرهاب الذي كان قد هز النرويج منذ سنوات من طرف شاب لا يتعدى عمره 32 سنة، سعى، حسب زعمه، إلى «تطهير أوروبا من المسلمين بحلول عام 2083»، عبر إشعال «حرب صليبية ضد المسلمين». وقد نشر على الإنترنت قبل إقدامه على هذا الإجرام المدان، بياناً من 1500 صفحة كتبه على مدى ثلاث سنوات، يجمع بين دليل صناعة القنابل، وما يظنه عن الإسلام والتعدد الثقافي في أوروبا والعالم، وما يظنه عن سياسات أصحاب القرار في أوروبا، والاستشهادات التاريخية باليمينيين المتطرفين والسياسة الدعائية المغرضة.
إرهابيو اليمين الغربي، حسب يقيني، هم نتيجة الخطابات والسياسات الغربية السلبية بحق الآخر منذ عقود، وقد غذتها باستمرار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وجعلت الأجانب رهائن لحسابات سياسية وأمنية خلطت بين الهجرة والإرهاب، بين الإدماج والمخدرات والجريمة.
الدول الغربية تعج اليوم باتجاهات يمينية متعصبة، بل ومتطرفة، تستفيد من ثلاث خاصيات أساسية:
-الأفكار التي تتغذى منها كالعنصرية والتطرف والقومية والاستعلاء والخوف من الأجنبي.. والتي تجد لها قاعدة كبيرة في المجتمع الغربي، لأنها سريعة الوصول إلى أذهان الأوروبيين، خاصة مع الأزمات اليومية التي يمر منها الإنسان الغربي.
-الأحزاب اليمينية المتطرفة، والتي سرعان ما تجد آذاناً صاغية في الانتخابات وتصعد إلى مواقع التأثير والحكم.
-الأحزاب الغربية تعلم أن هدف الأحزاب اليمينية المتطرفة هو تأجيج مشاعر العداء تجاه الآخر، وما تظنه سرطاناً خبيثاً يجب استئصاله، وأن كل ما تقدم عليه خطأ بيّن، لكن للسياسة حسابات معاكسة، فتتبنى هذه الأحزاب -مع مرور الوقت- خطابات القوى اليمينية وأفكارها لاستقطاب الأصوات التي يمكن أن توالي اليمين، فتزداد تلك الجماعات العنصرية شدة وقساوة وتكتسب شرعية إضافية، ويزداد وجودها في كل مفاصل الدول الغربية، وهنا الكارثة.