تتواصل الرؤى والشهادات والدراسات والمقالات التي تتناول شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ذاهبة إلى شرح جوانب عدة من سماته وقسماته، وأقواله وأفعاله، ومساره وعلاقاته، والأهداف والغايات التي سعى إلى تحقيقها وما وصل إليه بالفعل قبل انتقاله إلى جوار ربه. لكن أغلب ما كُتب في هذا المضمار انصرف بالأساس إلى مسائل تاريخية وسياسية وتصرفات إنسانية واهتمام بقضايا البيئة، ولم يتم التركيز بقوة على الإطار الذي كان يعود إليه زايد، مشكلاً مرجعيته في إدراك الأمور وتقييمها وتقويمها، أو الوقوف على النقطة المركزية التي كان ينطلق منها صوب كل شيء، وكل أمر، وكل أحد.
ربما كان هذا لافتاً للناقد والكاتب د. فاتح زغل، فاختار أن ينظر إلى مسيرة زايد من زاوية أخرى، اجتماعية وتربوية ونفسية، مستخدماً اقترابات من «علم النفس الاجتماعي» لاسيما مبحث «التنشئة»، ليعدد لنا منظومة القيم التي شكلتها هذه المسيرة، سواء في المنبع الذي نهل منه الشيخ زايد، أو التعاليم التي تركها، وبالأحرى خلاصة التجربة التي خط معالمها بما قاله وفعله. وقد وجد الكاتب أن هذه المنظومة تدور حول سبع قيم رئيسية هي:
1- قيمة المواطنة: حيث انتقلت معه من التمركز حول القبيلة، والتعصب لها، إلى الالتفاف حول الدولة الاتحادية، والانتماء لها، بعد تأسيسها وانطلاقها. وقد ربط زايد هذه القيمة بحق المواطن في حياة كريمة، حين قال: «إن هدف الاتحاد ليس فقط هيكلاً دستورياً تحت اسم علم وشعار ونشيد وطني، بل إن الهدف هو قيام دولة متكاملة القوى والسلطات التشريعية والتنفيذية. إننا نسعى إلى بناء دولة حديثة تتوافر فيها لجميع المواطنين الحياة الكريمة، وتكون فعلاً وبحق نموذجاً لاتحادات عربية أخرى».
2- قيمة الإيمان بالعلم: فهو كان يدرك منذ وقت مبكر أهمية إنشاء المدارس، وتعليم جيل جديد، واستقطاب أهل المعرفة في كل اختصاص للمساهمة في بناء الدولة، وابتعاث الشباب لتلقي العلم في معاهد وجامعات أجنبية عريقة.
3- قيمة التسامح: وتم هذا عبر بابين، الأول هو تعاليم الشيخ زايد وتصرفاته حيال المحيطين به، من أهل بيته، ومعاونيه، ومع أبناء الإمارات جميعاً، ثم فتح الإمارات أمام الراغبين في تنميتها، بما صنع تنوعاً بشرياً عجيباً، اقتضى من الدولة أن ترسخ، في الخطاب الديني ومساقات التعليم وقوانين العمل ولوائحه وأساليب الضبط الاجتماعي في الأماكن التي يرتادها الناس، على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم.
4- قيمة الحرية المسؤولة: وارتبطت الحرية عند الشيخ زايد بقيمة الصراحة والانفتاح، وكلاهما يضربان جذورهما فيما علمته إياه البادية بشروط حياتها، والقيم التي يؤمن بها أهلها. لكن عدم تقيد البدوي لا يعني انفكاكه من التقاليد السائدة والروابط القبلية، ومنهما تنبع المسؤولية. لكن هاتين المسألتين تطورتا في ذهن زايد، لتخضعا لمقتضيات الدولة الحديثة، حين تحكمهما القوانين.
5- قيمة التعاون: وتبدأ هذه القيمة من بداية تحمل زايد المسؤولية في العين، وإشرافه على التعاون في مجال الزراعة، وامتدت إلى الجهد التي بذله في قيام الاتحاد، واستفادة الجميع من الثروة، وامتداد هذا إلى الدول العربية والإسلامية، ثم العالم أجمع عبر أعمال خيرية، ومشاركة منتظمة في قوات حفظ السلام.
6- قيمة احترام البيئة: وللبيئة مكانة في نفس زايد، فهو الذي حرص دوماً على الزراعة وصيد الصقور وزرع الغابات وجلب الحيوانات البرية، وحرص على أن تكون هناك معايير صحية في العمران، والنظافة.
7- قيمة التوازن بين الأصالة والمعاصرة: فالانتقال من القبيلة إلى الدولة لم يقض على الإيجابيات في التقاليد، ولا ما يفرضه الدين الإسلامي من تعاليم.
إن انشغال هذا الكتاب بالقيم يعطيه أهمية قصوى، فالأحداث تنطوي، ومن يصنعوها يغادرون الحياة، لتبقى القيم التي انتصروا لها مستمرة، فإن كانت إيجابية ساهمت في البناء والتقدم، والعكس. وما تركه زايد من قيم لا تزال هي الإطار والمركز للإماراتيين، ومفارقتها أو نسيانها، تمثل بالنسبة لهم جميعاً غربة، فالألفة والاتحاد والأمان والتطور مربوطة كثيراً بطريق الشيخ زايد.
ربما كان هذا لافتاً للناقد والكاتب د. فاتح زغل، فاختار أن ينظر إلى مسيرة زايد من زاوية أخرى، اجتماعية وتربوية ونفسية، مستخدماً اقترابات من «علم النفس الاجتماعي» لاسيما مبحث «التنشئة»، ليعدد لنا منظومة القيم التي شكلتها هذه المسيرة، سواء في المنبع الذي نهل منه الشيخ زايد، أو التعاليم التي تركها، وبالأحرى خلاصة التجربة التي خط معالمها بما قاله وفعله. وقد وجد الكاتب أن هذه المنظومة تدور حول سبع قيم رئيسية هي:
1- قيمة المواطنة: حيث انتقلت معه من التمركز حول القبيلة، والتعصب لها، إلى الالتفاف حول الدولة الاتحادية، والانتماء لها، بعد تأسيسها وانطلاقها. وقد ربط زايد هذه القيمة بحق المواطن في حياة كريمة، حين قال: «إن هدف الاتحاد ليس فقط هيكلاً دستورياً تحت اسم علم وشعار ونشيد وطني، بل إن الهدف هو قيام دولة متكاملة القوى والسلطات التشريعية والتنفيذية. إننا نسعى إلى بناء دولة حديثة تتوافر فيها لجميع المواطنين الحياة الكريمة، وتكون فعلاً وبحق نموذجاً لاتحادات عربية أخرى».
2- قيمة الإيمان بالعلم: فهو كان يدرك منذ وقت مبكر أهمية إنشاء المدارس، وتعليم جيل جديد، واستقطاب أهل المعرفة في كل اختصاص للمساهمة في بناء الدولة، وابتعاث الشباب لتلقي العلم في معاهد وجامعات أجنبية عريقة.
3- قيمة التسامح: وتم هذا عبر بابين، الأول هو تعاليم الشيخ زايد وتصرفاته حيال المحيطين به، من أهل بيته، ومعاونيه، ومع أبناء الإمارات جميعاً، ثم فتح الإمارات أمام الراغبين في تنميتها، بما صنع تنوعاً بشرياً عجيباً، اقتضى من الدولة أن ترسخ، في الخطاب الديني ومساقات التعليم وقوانين العمل ولوائحه وأساليب الضبط الاجتماعي في الأماكن التي يرتادها الناس، على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم.
4- قيمة الحرية المسؤولة: وارتبطت الحرية عند الشيخ زايد بقيمة الصراحة والانفتاح، وكلاهما يضربان جذورهما فيما علمته إياه البادية بشروط حياتها، والقيم التي يؤمن بها أهلها. لكن عدم تقيد البدوي لا يعني انفكاكه من التقاليد السائدة والروابط القبلية، ومنهما تنبع المسؤولية. لكن هاتين المسألتين تطورتا في ذهن زايد، لتخضعا لمقتضيات الدولة الحديثة، حين تحكمهما القوانين.
5- قيمة التعاون: وتبدأ هذه القيمة من بداية تحمل زايد المسؤولية في العين، وإشرافه على التعاون في مجال الزراعة، وامتدت إلى الجهد التي بذله في قيام الاتحاد، واستفادة الجميع من الثروة، وامتداد هذا إلى الدول العربية والإسلامية، ثم العالم أجمع عبر أعمال خيرية، ومشاركة منتظمة في قوات حفظ السلام.
6- قيمة احترام البيئة: وللبيئة مكانة في نفس زايد، فهو الذي حرص دوماً على الزراعة وصيد الصقور وزرع الغابات وجلب الحيوانات البرية، وحرص على أن تكون هناك معايير صحية في العمران، والنظافة.
7- قيمة التوازن بين الأصالة والمعاصرة: فالانتقال من القبيلة إلى الدولة لم يقض على الإيجابيات في التقاليد، ولا ما يفرضه الدين الإسلامي من تعاليم.
إن انشغال هذا الكتاب بالقيم يعطيه أهمية قصوى، فالأحداث تنطوي، ومن يصنعوها يغادرون الحياة، لتبقى القيم التي انتصروا لها مستمرة، فإن كانت إيجابية ساهمت في البناء والتقدم، والعكس. وما تركه زايد من قيم لا تزال هي الإطار والمركز للإماراتيين، ومفارقتها أو نسيانها، تمثل بالنسبة لهم جميعاً غربة، فالألفة والاتحاد والأمان والتطور مربوطة كثيراً بطريق الشيخ زايد.