وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة موضوع التنمية السياسية عموماً، والتمكين السياسي بشكل خاص، على رأس هرم أولوياتها، باعتباره هدفاً استراتيجياً ونهجاً مستداماً، يتم من خلاله التواصل والتفاعل مع أفراد المجتمع، سعياً إلى تحقيق خدمة الصالح العام، عن طريق تنفيذ برامج توعوية يتم توجيهها إلى فئات المجتمع كافة، والطلبة تحديداً، من أجل بناء وعي وطني هادف ومحوري في تعزيز قيم المشاركة السياسية بين هؤلاء. ويُنظر إلى برنامج التمكين السياسي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في عام 2005، باعتباره من أهم البرامج الرامية إلى تنمية الوعي بطبيعة الحياة النيابية في الدولة. وجاءت فعاليات الدورة الأولى من منتدى «التمكين السياسي» أول من أمس، الاثنين، الذي نظمته وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، في كلية دبي للطلاب، وبالتعاون مع المجلس الوطني الاتحادي وكليات التقنية العليا في خمس إمارات، انسجاماً مع المبادرات المتنوعة، والهادفة إلى تطوير ثقافة المشاركة السياسية لدى المواطنين، حيث حضر المنتدى أعداد لافتة للنظر، من الطلاب ومن الفئات المجتمعية وممثلي وسائل الإعلام، الأمر الذي يعزز الأهداف المرجوة من إطلاق المبادرات المبتكرة والأنشطة الدورية، لنشر الوعي السياسي المجتمعي، من خلال التوظيف الأمثل لجميع قنوات التواصل المؤثرة في توجهات المواطنين.
إن دولة الإمارات، ومن خلال الجهات والمؤسسات المعنية، تعمل بشكل متواصل على التركيز على الفعاليات المتعلقة بالحياة النيابية، والتواصل الفعّال مع وسائل الإعلام على اختلافها، إضافةً إلى التنسيق والتعاون المستمر بين الحكومة والمجلس الوطني الاتحادي، بما يعزز من التوعية السياسية لدى المواطن، استناداً إلى الخصوصية الثقافية والتاريخية والحضارية، وبما ينسجم مع طبيعة مجتمع دولة الإمارات، وخصوصياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لقد جاءت فعاليات الدورة الأولى من منتدى «التمكين السياسي»، لتحمل كمّاً كبيراً من التميز، لما تضمنته من مفاهيم تتعلق بقضايا الوعي السياسي، وتعزيز المشاركة السياسية للطلبة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي المقبلة، وغرس ثقافة القيم السياسية وصياغة القرار السياسي، بوصفهم أصحاب الدور الفاعل في هذه المرحلة، التي تتطلب تعزيز مشاركتهم في هذا العرس الوطني.
إن تعريف الشباب عموماً، والطلبة على وجه الخصوص، بآليات العملية الانتخابية وتأهيلهم للمشاركة السياسية، ومعرفة كل ما يتعلق بآليات إعداد البرامج الانتخابية، والحصول على الأصوات، وغير ذلك من آليات المشاركة السياسية، تزيد من اطلاعهم ووعيهم الواسع، وتحفز القدرة لديهم على الابتكار والإبداع واتخاذ القرار، ويؤهلهم ذلك كله لأن يصبحوا في المستقبل أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي، حيث جاء «منتدى التمكين السياسي» بدورته الأولى كعلامة فارقة في طبيعة المبادرات الهادفة إلى تعزيز ثقافة المشاركة السياسية، وخاصة لدى الشباب، الذين يرسمون بطموحاتهم ملامح المستقبل الأفضل، ويملكون الهمّة والقدرة على الشراكة لاستكمال مسيرة التنمية المستدامة، وتحقيق ريادة الدولة في المجالات كافة.
لقد كثّفت دولة الإمارات، عبر مؤسساتها السياسية والشبابية والثقافية، العمل على توسيع آفاق الحياة السياسية المقبلة في عيون مواطنيها، وشجعتهم على أن يكونوا شركاء في بناء ملامح مستقبل أكثر سعادة ورفاهاً، وذلك بفضل رعاية ودعم القيادة الرشيدة، التي تؤمن بقدرات أبنائها، وتسعى إلى توسيع حضورهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وجعل مشاركتهم في هذه الميادين أكثر فاعلية وإيجابية، انطلاقاً من رؤية عميقة هدفها تهيئة البيئة اللازمة القائمة على الإبداع، لتمكين المواطنين ليصبحوا أكثر إسهاماً ومشاركة في عملية صنع القرار، وفي مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة ككل، من خلال مواصلة تنظيم الفعاليات التي تستهدف الشباب، وتنمي مهاراتهم ومعارفهم في الحوار وطرح الأفكار الإبداعية التي تطور حياة المواطنين وتصبّ في صالح الوطن، وتعزز مكانة دولة الإمارات في العالم أجمع.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.