زايد طيب الله ثراه، رجل يسبق خيرُه سيرته، كنت ضمن وفد إعلامي حل ضيفاً على حكومة تايلاند أرض السلام، فكان ضمن جدول العمل زيارة إلى جنوب البلاد، حيث يقطن المسلمون والالتقاء بمفتي تايلاند والمستشار الديني للملك.
وكانت رحلتنا إلى هناك براً، حيث الغابات والأشجار، فوصلنا إلى دار المفتي فبادرنا من أين أنتم؟ فأجبناه: من الإمارات، فانفرجت أساريره واستبشر بنا خيراً، فعقب قائلاً: وأنتم قادمون إليَّ ألم تلاحظوا أمامكم شيئاً في الطريق، قلنا: بلى مبنى قيد الإنشاء، قال: تعرفون ما هو؟ قلنا: لا طبعاً..
قال: أنتم أبناء الإمارات ولا تدركون عن اليد البيضاء لزايد الخير شيئاً، فهذا مسجد منْ خَفي عمله وفيض إخلاصه، هذه شهادة إنسان تايلاند لإنسانية زايد في الأصقاع البعيدة عن الأنظار.
نذهب إلى البوسنة والهرسك، وقد تشرفت بصحبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارة تفقدية لقواتنا الباسلة والمرابطة هناك في مهمة لحفظ السلام وفك الاشتباك بين الجيوش المتحاربة من الصرب والكروات والبوسنة.
لقد وضع زايد، رحمه الله، لهذه المشاركة قاعدة إنسانية فريدة وغير مسبوقة في التعامل عند اندلاع الحروب والأزمات، خلاصتها أن هؤلاء المتقاتلين بغض النظر عن أديانهم بشر من خلق الله، فلا فرق بينهم، وأساس التعامل معهم ليس على قدر العداء بينهم، بل على عامل الإنسانية التي تجمعهم، وهو مصداق ما ورد في الأثر «الخلق كلهم عيال الله».
لو اختلف البشر كلهم في الدين واللون والعرق، فلا تجمعهم غير الإنسانية، وهي العامل الموحد إذا ما فرقتهم المختلفات، فهذا المشترك الإنساني إذا فُقِد جاءت الصراعات لتفجر الإثنيات والعرقيات.. إلخ.
أعود للداخل إلى قلب الوطن بين العام 1946 - 1966، حينه زايد حاكماً للعين دار الزين. أسمعتم عن حاكم يصرف من ماله الخاص على مدينته عند عدم استيفاء الميزانية للاحتياجات، وعندما ينتهي ما في الجيب من أين يأتي بالمال، هل يتوقف زايد أيقونة العطاء ولو لم يملك شيئاً؟ فكان يلجأ إلى الاستدانة لكي يعيش شعبه في رفاهية.
وعندما انتقل زايد إلى مرحلة حكم أبوظبي وتوفر المال بين يديه فتح كنز العطاء على شعبه، فبدأ بالأكثر حاجة فدعاهم إلى مجلس عام بعد أن بعث رجال قصره لتفقد أحوالهم، فعندما علم بحقيقة أوضاعهم المادية اجتمع إليهم، فأعطى كل واحد المال الذي يكفيه مؤونة سنة كاملة، حتى وزع عليهم في غضون أسبوع قرابة عشرين مليون دولار.
وبعد ترؤس الشيخ زايد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعدما زاد الخير، وسّع دائرة العطاء ليخصص مكافأة شهرية لجميع طلاب المدارس والجامعات، وكذلك مكافآت خاصة للمتفوقين والخريجين. ما هي فلسفة زايد في العطاء المتواصل؟ المبدأ الأول عنده أن الرجال هم من يصنعون المال وليس العكس، والمبدأ الثاني أن المال لم يكن في قلبه بل في يديه، وهو يصدق فيه دعاء المصطفى «اللهم اجعل الدنيا في يدي ولا تجعلها في قلبي».
أما المبدأ الثالث فهو في عدم احتكاره للمال لا لنفسه ولا لدولته، فقد وجد للجار القريب والبعيد حقاً فيه، وللشقيق والصديق وحتى عابر الطريق وكل محتاج ضاقت عليه سبل الحياة له في مال زايد نصيب غير منقوص.
محصلة هذه الفلسفة العملية في حياته، حيث امتد مدى إنفاقه كافة أصقاع الأرض، فمنذ تأسيس الدولة إلى ساعة رحيله، أنفق زايد الخير قرابة 100 مليار درهم كعطاءات إنسانية تفيض بالخير على المحتاجين.
وقد ساهم هذا العطاء المتواصل للإنسان أينما كان في تبوؤ الدولة المركز الأول عالمياً، ولمدة خمس سنوات متتاليات، في تقديم المساعدات الخارجية وبمساهمة إنسانية قاربت 220 مليار درهم.
ويكفي شهادة «جيم ماتيس» أثناء حضوره المجلس الرمضاني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عندما قال بأن: مساعدتكم الإنسانية استفادت منها دول كثيرة.. منها الولايات المتحدة عندما ضربها الإعصار.. نحن لم ننس لكم ذلك.
وكانت رحلتنا إلى هناك براً، حيث الغابات والأشجار، فوصلنا إلى دار المفتي فبادرنا من أين أنتم؟ فأجبناه: من الإمارات، فانفرجت أساريره واستبشر بنا خيراً، فعقب قائلاً: وأنتم قادمون إليَّ ألم تلاحظوا أمامكم شيئاً في الطريق، قلنا: بلى مبنى قيد الإنشاء، قال: تعرفون ما هو؟ قلنا: لا طبعاً..
قال: أنتم أبناء الإمارات ولا تدركون عن اليد البيضاء لزايد الخير شيئاً، فهذا مسجد منْ خَفي عمله وفيض إخلاصه، هذه شهادة إنسان تايلاند لإنسانية زايد في الأصقاع البعيدة عن الأنظار.
نذهب إلى البوسنة والهرسك، وقد تشرفت بصحبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارة تفقدية لقواتنا الباسلة والمرابطة هناك في مهمة لحفظ السلام وفك الاشتباك بين الجيوش المتحاربة من الصرب والكروات والبوسنة.
لقد وضع زايد، رحمه الله، لهذه المشاركة قاعدة إنسانية فريدة وغير مسبوقة في التعامل عند اندلاع الحروب والأزمات، خلاصتها أن هؤلاء المتقاتلين بغض النظر عن أديانهم بشر من خلق الله، فلا فرق بينهم، وأساس التعامل معهم ليس على قدر العداء بينهم، بل على عامل الإنسانية التي تجمعهم، وهو مصداق ما ورد في الأثر «الخلق كلهم عيال الله».
لو اختلف البشر كلهم في الدين واللون والعرق، فلا تجمعهم غير الإنسانية، وهي العامل الموحد إذا ما فرقتهم المختلفات، فهذا المشترك الإنساني إذا فُقِد جاءت الصراعات لتفجر الإثنيات والعرقيات.. إلخ.
أعود للداخل إلى قلب الوطن بين العام 1946 - 1966، حينه زايد حاكماً للعين دار الزين. أسمعتم عن حاكم يصرف من ماله الخاص على مدينته عند عدم استيفاء الميزانية للاحتياجات، وعندما ينتهي ما في الجيب من أين يأتي بالمال، هل يتوقف زايد أيقونة العطاء ولو لم يملك شيئاً؟ فكان يلجأ إلى الاستدانة لكي يعيش شعبه في رفاهية.
وعندما انتقل زايد إلى مرحلة حكم أبوظبي وتوفر المال بين يديه فتح كنز العطاء على شعبه، فبدأ بالأكثر حاجة فدعاهم إلى مجلس عام بعد أن بعث رجال قصره لتفقد أحوالهم، فعندما علم بحقيقة أوضاعهم المادية اجتمع إليهم، فأعطى كل واحد المال الذي يكفيه مؤونة سنة كاملة، حتى وزع عليهم في غضون أسبوع قرابة عشرين مليون دولار.
وبعد ترؤس الشيخ زايد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعدما زاد الخير، وسّع دائرة العطاء ليخصص مكافأة شهرية لجميع طلاب المدارس والجامعات، وكذلك مكافآت خاصة للمتفوقين والخريجين. ما هي فلسفة زايد في العطاء المتواصل؟ المبدأ الأول عنده أن الرجال هم من يصنعون المال وليس العكس، والمبدأ الثاني أن المال لم يكن في قلبه بل في يديه، وهو يصدق فيه دعاء المصطفى «اللهم اجعل الدنيا في يدي ولا تجعلها في قلبي».
أما المبدأ الثالث فهو في عدم احتكاره للمال لا لنفسه ولا لدولته، فقد وجد للجار القريب والبعيد حقاً فيه، وللشقيق والصديق وحتى عابر الطريق وكل محتاج ضاقت عليه سبل الحياة له في مال زايد نصيب غير منقوص.
محصلة هذه الفلسفة العملية في حياته، حيث امتد مدى إنفاقه كافة أصقاع الأرض، فمنذ تأسيس الدولة إلى ساعة رحيله، أنفق زايد الخير قرابة 100 مليار درهم كعطاءات إنسانية تفيض بالخير على المحتاجين.
وقد ساهم هذا العطاء المتواصل للإنسان أينما كان في تبوؤ الدولة المركز الأول عالمياً، ولمدة خمس سنوات متتاليات، في تقديم المساعدات الخارجية وبمساهمة إنسانية قاربت 220 مليار درهم.
ويكفي شهادة «جيم ماتيس» أثناء حضوره المجلس الرمضاني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عندما قال بأن: مساعدتكم الإنسانية استفادت منها دول كثيرة.. منها الولايات المتحدة عندما ضربها الإعصار.. نحن لم ننس لكم ذلك.