مرّ نحو أسبوعين على بداية الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأميركية، وليست ثمة نهاية في الأفق. ويشي المنطق بأنه كلما طال أمد هذا الإغلاق، زاد الوضع السياسي سوءاً بالنسبة للرئيس ترامب، لكني أختلف مع هذا المنطق! فمن المستبعد أن يعاني ترامب سياسياً لأنه لم يفعل شيئاً يعتبره أنصاره مرفوضاً. وقد كشف استطلاع للرأي أجراه مركز «كوينيبياك» الشهر الماضي أن 43? من الأميركيين، ومنهم 86? جمهوريون، يؤيدون بناء الجدار. وحتى «ميت رومني»، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية يوتاه، أكد الأسبوع الجاري أنه يؤيد هذا الجدار رغم انتقاداته للرئيس في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست». وعندما يكون أبرز منتقديك مؤيداً لموقفك، فاعلم أنك تتعامل من منطلق قوة!
وبالنظر إلى أن «الديمقراطيين» يديرون مجلس النواب حالياً، فهم يتحملون أيضاً بعض المسؤولية السياسية عن إنهاء الأزمة. وعموماً يريد الأميركيون من كلا الجانبين، الجمهوري والديمقراطي، إبرام الاتفاقات إعلاءً للمصلحة الوطنية، وينطبق ذلك على هذه الحالة وغيرها. ورغم أن الشعب لم يرغب في إغلاق الحكومة، فإنه أصبح أمراً واقعاً، وبالقطع يرغب الأميركيون في إيجاد اتفاق يعيد فتحها. وسيصب ذلك في مصلحة ترامب إذا ما أظهر رغبته في التوصل إلى هذا الاتفاق.
وهناك ثلاث طرق فحسب لإنهاء هذا الإغلاق. الأولى: أن يذعن الديمقراطيون، وهو أمر مستبعد، لكنه لو حدث، فسيشكل انتصاراً كبيراً لترامب. والثانية: التوصل إلى اتفاق يمنح ترامب بعض الأموال لبناء الجدار، وسيشكل ذلك انتصاراً لترامب أمام قاعدة أنصاره، فقد خاض معركة وانتصر فيها. والثالثة: أن يذعن ترامب بعد الدفاع عن موقفه لفترة طويلة، وهو ما سيعزز موقفه أمام قاعدة أنصاره أيضاً، إذ من المرجح أن يصدق أنصار ترامب حجته القائلة إن تعنّت الديمقراطيين يظهر أنهم لا يكترثون بشأن الحدود. وإذا أصرّ ترامب على موقفه لمدة شهر أو أكثر، ثم استسلم، فلن يرى أحد أنه نكص في وعده بشأن الجدار سوى المدافعين الشرسين عن بنائه. لكن لن يقتفي أثر هؤلاء معظم مؤيدي الرئيس.
غير أن المنطق يبدو صحيحاً بشأن أمر واحد فقط هو أن هذه الأزمة لن تساعد ترامب على توسيع قاعدة تأييده. فقد حصل على تأييد بنسبة 45? فقط في استطلاع حديث أجرته «سي إن إن». وإذا لم يتمكن من زيادة تلك النسبة لتقارب 48?، فسيواجه صعوبة كبيرة في إعادة انتخابه ما لم يرشح الديمقراطيون شخصاً أقل شعبية من «هيلاري كليتنون». وخوض معركة من أجل جدار يعارضه جميع من لا يؤيدون ترامب لن تكون طريقة ملائمة لتوسيع قاعدة تأييده. غير أن ذلك سيكون في المستقبل. وفي الحقيقة، يضع ترامب بخوضه معركة علانية وشرسة من أجل الجدار في الوقت الراهن، أساساً قوياً لدى قاعدة تأييده يمكنه الاعتماد عليه عندما يتخذ خطوة كبيرة نحو توسيع قاعدته في وقت لاحق من العام.
لذا، يعتبر استمرار إغلاق الحكومة بالنسبة لترامب فوزاً سياسياً بغض النظر عن النتيجة. وبالتالي، توقعوا استمرار إغلاق الحكومة لبعض الوقت حتى تيأس رئيسة مجلس النواب «نانسي بيلوسي» وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ «تشاك شومر» من المعركة، ويسعون لنقل هذه الحرب السياسية إلى ميدان جديد.
وبالنظر إلى أن «الديمقراطيين» يديرون مجلس النواب حالياً، فهم يتحملون أيضاً بعض المسؤولية السياسية عن إنهاء الأزمة. وعموماً يريد الأميركيون من كلا الجانبين، الجمهوري والديمقراطي، إبرام الاتفاقات إعلاءً للمصلحة الوطنية، وينطبق ذلك على هذه الحالة وغيرها. ورغم أن الشعب لم يرغب في إغلاق الحكومة، فإنه أصبح أمراً واقعاً، وبالقطع يرغب الأميركيون في إيجاد اتفاق يعيد فتحها. وسيصب ذلك في مصلحة ترامب إذا ما أظهر رغبته في التوصل إلى هذا الاتفاق.
وهناك ثلاث طرق فحسب لإنهاء هذا الإغلاق. الأولى: أن يذعن الديمقراطيون، وهو أمر مستبعد، لكنه لو حدث، فسيشكل انتصاراً كبيراً لترامب. والثانية: التوصل إلى اتفاق يمنح ترامب بعض الأموال لبناء الجدار، وسيشكل ذلك انتصاراً لترامب أمام قاعدة أنصاره، فقد خاض معركة وانتصر فيها. والثالثة: أن يذعن ترامب بعد الدفاع عن موقفه لفترة طويلة، وهو ما سيعزز موقفه أمام قاعدة أنصاره أيضاً، إذ من المرجح أن يصدق أنصار ترامب حجته القائلة إن تعنّت الديمقراطيين يظهر أنهم لا يكترثون بشأن الحدود. وإذا أصرّ ترامب على موقفه لمدة شهر أو أكثر، ثم استسلم، فلن يرى أحد أنه نكص في وعده بشأن الجدار سوى المدافعين الشرسين عن بنائه. لكن لن يقتفي أثر هؤلاء معظم مؤيدي الرئيس.
غير أن المنطق يبدو صحيحاً بشأن أمر واحد فقط هو أن هذه الأزمة لن تساعد ترامب على توسيع قاعدة تأييده. فقد حصل على تأييد بنسبة 45? فقط في استطلاع حديث أجرته «سي إن إن». وإذا لم يتمكن من زيادة تلك النسبة لتقارب 48?، فسيواجه صعوبة كبيرة في إعادة انتخابه ما لم يرشح الديمقراطيون شخصاً أقل شعبية من «هيلاري كليتنون». وخوض معركة من أجل جدار يعارضه جميع من لا يؤيدون ترامب لن تكون طريقة ملائمة لتوسيع قاعدة تأييده. غير أن ذلك سيكون في المستقبل. وفي الحقيقة، يضع ترامب بخوضه معركة علانية وشرسة من أجل الجدار في الوقت الراهن، أساساً قوياً لدى قاعدة تأييده يمكنه الاعتماد عليه عندما يتخذ خطوة كبيرة نحو توسيع قاعدته في وقت لاحق من العام.
لذا، يعتبر استمرار إغلاق الحكومة بالنسبة لترامب فوزاً سياسياً بغض النظر عن النتيجة. وبالتالي، توقعوا استمرار إغلاق الحكومة لبعض الوقت حتى تيأس رئيسة مجلس النواب «نانسي بيلوسي» وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ «تشاك شومر» من المعركة، ويسعون لنقل هذه الحرب السياسية إلى ميدان جديد.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»