«سارة بوس» وهي تقوم بتحضير وجبات طعام داخل أحد بنوك المطاعم في مدينة تشارلستون، عاصمة ولاية فيرجينيا الغربية بجنوب الولايات المتحدة الأميركية، حيث تحاول هذه البنوك مواجهة الآثار السلبية للتخفيضات الفيدرالية الأخيرة التي فرضت عليها مزيداً من التقشف.
تلزم «بوس» نفسَها يومياً بتحضير وجبات ساخنة لأربعين من كبار السن المحتاجين، في أحد أفقر الأحياء في البلاد، تتضمن طبقاً رئيساً وبعض النشويات وخضاراً وفاكهة وحلوى. في السابق، كانت تحصل على معظم هذه المكونات مجاناً من وزارة الزراعة الأميركية. لكن الآن، لم يعد لديها سوى توت بري مجفف، وبسكويت مالح، وحساء خضار. لقد خفّضت إدارة ترامب نحو مليار دولار من المساعدات الفيدرالية للمجموعات التي تحارب الجوع، وهو قرار فرض مزيداً من الضغط على بنوك الطعام التي توزّع الوجبات الغذائية اليومية على آلاف المشردين والمحتاجين في أنحاء البلاد، مما اضطرت هذه البنوك إلى استخدام احتياطياتها وإلى الاعتماد على التبرعات لتعويض النقص في الطعام.
ويجسد بنك الطعام الذي تديره «بوس» هذه المعاناة يومياً، إذ يقدم وجبات لتجمعات من كبار السن، ومركزاً لرعاية الأطفال، ومأوى للنساء، وكلهم من الفئات التي تعيش في فقر مدقع. 
في الأشهر الأخيرة، أي بعد توقف الحكومة عن توفير المكونات، أنفقت بوس 10 آلاف دولار تمثل ثلث مدخرات منظمتها، بغية الاستمرار في تقديم الوجبات اليومية للمحتاجين. وقد بدأت تشعر وكأنها محاصرة داخل جدول يومي للطبخ، يجبرها على تحويل كمية متناقصة من المساعدات الفيدرالية إلى 600 وجبة أسبوعياً، لأطول فترة ممكنة.
وقد بدأت وزارة الزراعة الأميركية في تقديم المساعدة لصالح بنوك الطعام منذ الثمانينيات، عبر برنامج يهدف إلى تزويد المحتاجين بالعناصر الغذائية، وإلى دعم أسعار المزارعين الأميركيين من خلال شراء منتجاتهم ثم توزيعها مجاناً.
وخلال رئاسته الأولى، لم يُخفّض ترامب هذه المساعدات؛ بل زادها بشكل كبير لمواجهة فائض الإنتاج الزراعي، ولتقليل الجوع الناتج عن جائحة كوفيد-19، فارتفعت ميزانية مساعدات الغذاء إلى أربعة أضعاف، ووصلت 3 مليارات دولار في عام 2020. لكنه فعل العكس هذه المرة، إذ ألغى مليار دولار من مساعدات الغذاء التي أعلن عنها سلفه بايدن خريفَ العام الماضي. وجاء هذا التخفيض المفاجئ قاسياً على بنوك الطعام، لاسيما في بعض مناطق جنوب البلاد، حيث ينتشر  الفقر بشكل أكبر.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)