هذه واحدة من أهم الصور التي يبرزها معرض فني مُقام هذه الأيام في محطة طوكيو، على أن ينتقل لاحقاً إلى مواقع أخرى في اليابان، وذلك بمناسبة مرور 110 أعوام على ميلاد فنان التصميم الفنلندي «تابيو ويركالا» و40 عاماً على وفاته، وهي صورة تُظهر المنزل الذي بناه في منتجعه الصيفي في «لابلاند» الفنلندية.

المعرض مصمم تحت عنوان «تابيو ويركالا: نحات ألتيما ثوليه»، ويضمّ 300 من أعمال ويركالا، تنتمي كلها إلى سياق المنطقة الشمالية النائية (لابلاند) التي أسَرته وكان يقضي فيها معظم وقته، وهي المعروفة أيضاً باسم «ألتيما ثوليه»، والتي كان الكثيرون يعتبرونها مكاناً أسطورياً، يعتقدون أنه يقع خارج حدود العالم المعروف. ووفقاً لتوضيحات المعرض الفني، فقد «ظلّ تابيو ويركالا طوال حياته يبحث عن تلك النقطة، في حياته الشخصية وفي أعماله الفنية، أي النقطة التي يتم فيها التخلص من كل ما هو فائض وغير ضروري».

وقد اشتمل المعرض على اثنين من أشهر أعمال ويركالا: مجموعة من الأواني الزجاجية تُدعى «ألتيما ثوليه»، تبدو وكأنها تقطر بالجليد (أنتجها في عام 1968)، ومنحوتة خشبية بطول 30 قدماً تحمل نفس الاسم، وهو اسم يُستخدم منذ العصور القديمة للإشارة إلى الأراضي الشمالية البعيدة. وعودةً إلى منزل ويركالا الخشبي في لابلاند، فقد عاش هنا ويركالا نفسُه وانغمس في النور الخالص اللامتناهي واستطاب سكينةَ الطبيعة. لقد كان المكان بالنسبة له ملاذاً للتأمل من دون أي إزعاج، حيث يستطيع المرء أن يتوقف ويوازن حياته المزدحمة ويتأملها بما يكفي من الصفاء الذهني. كان يقول إن «بعض الناس يخافون من هذا الصمت، لأنهم قد يسمعون فيه دقّات قلبهم». وكما تذكر ابنته، فقد كان يستيقظ باكراً ليرسم البحيرة ويراقب تَغيُّرَ المشهد.

وتضيف أن والدها اكتشف هذا العقار لأول مرة في عام 1959 من خلال إعلان نشرته إحدى الصحف في هلسنكي. 

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)