تُعد الهوية الوطنية عنصراً أساسياً في بناء المجتمعات القوية. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل القيادة الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من الدول الرائدة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويكمن جزء كبير من رسوخ نموذجها التنموي في تمسكها بهويتها الوطنية التي تحتل مكانة محورية وتشكل ركناً أساسياً في وحدة المجتمع وتلاحمه.
وفي ظل حرص دولة الإمارات على ترسيخ قيم الانتماء الوطني لدى الأجيال الجديدة، تتضافر الجهود الحكومية والمجتمعية لتحقيق هذا الهدف النبيل، وهو ما يتجلى في أحد جوانبه في مبادرات صندوق الوطن وبرامجه الرائدة. وتأتي مبادرة «الخلوة الشبابية لرواد الهوية الوطنية» و«قوافل الهوية الوطنية» في منطقة مصفوت بإمارة عجمان خلال الفترة من 11 إلى 14 إبريل 2025، لتعزز هذا الاتجاه وتعكس التزام الدولة بتعميق الهوية الوطنية في نفوس فئات المجتمع كافة، وخاصةً الشباب، كما تقدم نموذجاً يُحتذى به في التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أهمية مبادرات تعزيز الهوية الوطنية بصفتها دعامة أساسية لبناء المجتمع. وأوضح معاليه أن هذه المبادرات تترجم الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم الشباب وتطوير قدراتهم في مجالات القيادة والانتماء الوطني، بما يعزز مستقبل الوطن. وشدد معاليه على أن تعزيز الهوية الوطنية في العصر الرقمي يُعدُّ تحديًا وفرصة في آن واحد، مشيرًا إلى أن صندوق الوطن يسعى لاستثمار الأدوات الرقمية لنشر الوعي بهويتنا الوطنية عبر منصات إلكترونية تفاعلية، مما يعزز من قدرة الدولة على تحقيق أهدافها في هذا المجال.
وتستهدف المبادرات التي ينفذها صندوق الوطن تعزيز الهوية الوطنية من خلال الأنشطة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، إذ تشمل مبادرة «الخلوة الشبابية» ورش عمل تدريبية على القيادة المجتمعية، وريادة الأعمال، بالإضافة إلى أنشطة ثقافية تعكس ملامح الهوية الوطنية. كما تضم مبادرة «قوافل الهوية الوطنية» مجموعة من الخدمات الصحية والاجتماعية والفعاليات التي تدعم الأسر المنتجة وتبرز الفنون والتراث الوطني. ويشارك في هذه الفعالية أكثر من 100 شاب وشابة من مختلف الجامعات، حيث يجتمعون في ورش عمل مكثفة تركز على تطوير مهارات القيادة وريادة الأعمال المجتمعية. ومثل تلك المبادرات تُسهم في ربط الشباب والمجتمع المحلي بالقيم الوطنية عبر مجموعة من الأنشطة العملية التي تُسهم في تعزيز روح الانتماء الوطني، والتحفيز على الإبداع والابتكار.
ويؤكد صندوق الوطن عبر هذه الفعاليات، أن الهوية الوطنية ليست مجرد فكرة نظرية، وإنما ممارسة يومية تتجسد في سلوك الأفراد واهتماماتهم، وهو ما يعكس إيمان دولة الإمارات بأهمية الهوية في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، بما يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي في ظل التطور المستمر الذي تشهده الإمارات.
ولا تقتصر أهمية هذه المبادرات على تعزيز الهوية الوطنية فحسب، بل تُعد أيضاً منبراً لتطوير مهارات الشباب في القيادة، وريادة الأعمال، والتفكير الإبداعي. ومن خلال ذلك، يصبح الشباب القوة المحركة للمستقبل، كما أن هذه المبادرات تشجع على التفكير الابتكاري في كيفية الحفاظ على الهوية الوطنية في العصر الرقمي الذي يشهد تغييرات كبيرة في وسائل التواصل والتفاعل بين الأفراد.
ويعكس الإطلاق المرتقب لمبادرتي «الخلوة الشبابية» و«قوافل الهوية الوطنية» في مصفوت بإمارة عجمان التزام دولة الإمارات بتعزيز الهوية الوطنية كأولوية استراتيجية للمستقبل. وتُعتبر مثل هذه المبادرات خطوة مهمة في تأكيد الهوية الوطنية كركيزة أساسية للوحدة والتطور، وتشكل منصة لإعداد قادة المستقبل الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على هذه الهوية وتطويرها بما يتناسب مع التحديات والفرص التي يقدمها العصر الرقمي، وذلك استثماراً في مستقبل مشرق يعكس تطلعات الدولة ويعزز من مكانتها العالمية كداعم رئيسي لقيم التسامح والانفتاح، مع الحفاظ على الأصالة والتراث الثقافي الوطني.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.