في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة للشباب، والجهود المتواصلة التي تبذلها لتطوير قدراتهم ومهاراتهم لتعزيز مشاركاتهم الفاعلة في مسيرة البناء والتنمية، أعلنت دائرة «التعليم والمعرفة- أبوظبي»، بدء استقبال طلبات التسجيل في برنامج «بعثات أبوظبي 2025»، وذلك حتى 30 أبريل المقبل.

يقدِّم برنامج «بعثات أبوظبي» للطلبة تجربة أكاديمية بإشراف مستشارين متخصصين مع خدمات الإرشاد المهني والمساعدة على التوظيف بعد التخرُّج. ويسهم البرنامج في تزويد المشاركين بالمهارات الأساسية للتخطيط لمسيرتهم المهنية، وكتابة السيرة الذاتية، والتواصل عبر موقع «لينكد إن»، وتعلم مهارات إجراء مقابلات العمل. ويحظى المشاركون بفرصة التواصل مع خريجي الدفعات السابقة وتبادل الخبرات والأفكار.

وقد أسهم هذا البرنامج منذ إطلاقه عام 2015، بدور فاعل في إمداد الطلبة الإماراتيين بالخبرات والمهارات اللازمة للنجاح في أبرز القطاعات، حيث قدم الدعم لأكثر من 2000 طالب حتى الآن، وقد تولى أكثر من 95% منهم مناصب رئيسية في مختلف القطاعات المبتكرة في أبوظبي، ما عزّز من مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً للتنمية المستدامة.

وحرصاً على مواصلة تطوير البرنامج لتلبية المتطلبات المتغيِّرة لسوق العمل، يوفر البرنامج أكثر من 100 تخصص جامعي تشمل تخصصات النخبة والتخصصات الإبداعية، بما فيها الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، والطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية الرقمية، إلى جانب الزراعة المستدامة وتكنولوجيا الغذاء، والابتكار الفني والرياضي، والذي يتضمن الرسوم المتحركة وفنون الطهي والتدريب الرياضي. كما توسع نطاق البرنامج، ليشمل مؤسسات عالمية وتخصصات من الصين وإيطاليا وروسيا وهونج كونج وإندونيسيا وتايلاند، وليُقدِّم هذا العام برنامج الماجستير الجديد في المجالات الاجتماعية، ضمن جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية، وجامعة تورنتو في كندا، وجامعة ملبورن في أستراليا.

وتشمل تخصُّصاته علم النفس السريري، وعلم النفس الاستشاري، والإرشاد الأسري، والعلاج النفسي، والخدمة الاجتماعية لتطوير متخصِّصين مجهّزين لتلبية الاحتياجات الاجتماعية المتزايدة للطلاب والأسر.

وقد نجحت دائرة «التعليم والمعرفة- أبوظبي» من خلال هذا البرنامج في تأسيس شبكة رائدة تضم أكثر من 200 شريك في القطاع، ما يسهم في تعزيز التزامها بتنمية كفاءات ومهارات الطلبة لمواكبة متطلبات أبرز المؤسسات والشركات في القطاعات المختلفة. وفي الواقع، فإن برنامج «بعثات أبوظبي» ليس هو المبادرة الوحيدة لتمكين الشباب وتهيئتهم لسوق العمل في دولة الإمارات، فثمة العديد من المبادرات الأخرى المهمة، منها على سبيل المثال مبادرة «سوق مشاريع الشباب العربي»، الذي يمثل حلقة وصل لتعزيز التفاعل بين المستثمرين وأصحاب الشركات الناشئة من الشباب، وتقدم هذه المبادرة للمشاركين فيها منصة لعرض مشروعاتهم المبتكرة أمام رجال الأعمال، وتبادل المعرفة مع أصحاب الخبرة في شتى المجالات، ما يسهم في دعم المشروعات الشبابية الريادية بشكل خاص، ودعم الاقتصاد الإبداعي في المنطقة بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب، مبادرة «الإرشاد المهني لشباب الإمارات»، بهدف المساهمة في بناء وتطوير خبرات وكفاءات الشباب، عبر توفير منصة تفاعلية حكومية تجمع المختصين في مجال الموارد البشرية في القطاعين الحكومي والخاص مع شباب الإمارات، المقبلين على خطواتهم المهنية الأولى، حيث تستهدف هذه المبادرة، الشباب في الفئة العمرية 18-35 عاماً، وتوفر لهم خدمات التأهيل والتدريب والإرشاد لخطوتهم المهنية الأولى، كما تتيح الفرصة للخبراء والمختصين في الموارد البشرية لخدمة المجتمع عبر تمكين الشباب، والمساهمة في بناء قدراتهم وإكسابهم المهارات اللازمة لبدء مسيرتهم المهنية بنجاح.

ومما لا شك فيه أن برنامج «بعثات أبوظبي» هو ترسيخ لمكانة إمارة أبوظبي مركزاً رائداً للمعرفة والابتكار، وذلك من خلال تطوير مهارات الطلبة لمواكبة متطلبات سوق العمل، ولعل المتابع لكل البرامج التي تطلقها دولة الإمارات، يجد يقيناً كبيراً لدى القيادة الرشيدة بأن هذه المبادرات والبرامج والمشروعات المتميزة التي تعمل على تطويرها، ستسهم في صقل مواهب شبابنا وتطوير قدراتهم، بما يتيح لهم فرصاً أوسع للتميّز ومواكبة سوق العمل، وهو ما يصب في سبيل دعم عملية التنمية المستدامة وبناء اقتصاد مستدام من أجل ترسيخ مستقبل أفضل للوطن.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.