يحتفل العالم في 26 يناير من كل عام باليوم الدولي للطاقة النظيفة، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون دعوة لرفع مستوى الوعي وتعبئة العمل من أجل الانتقال العادل والشامل إلى الطاقة النظيفة.

وانطلاقاً من الرؤية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة وما تمتلكه من قدرات مهمة في هذا المجال، فقد نجحت في تحويل التحديات البيئية فرصاً تنموية مستدامة، لتكون نموذجاً يُحتذى به في مجال تطوير حلول الطاقة النظيفة والمستدامة. وتستند رؤية دولة الإمارات في قطاع الطاقة النظيفة إلى أهداف استراتيجية طويلة المدى ترمي إلى تعزيز أمن الطاقة، وتقليل البصمة الكربونية، وتحقيق التنمية المستدامة، ففي عام 2017 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050»، التي تهدف إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الوطني إلى 50% بحلول عام 2050، وهو ما يعكس التزام الدولة بالتحول إلى الطاقة النظيفة.

ومن أبرز مشروعات دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة «مشروع نور أبوظبي» للطاقة الشمسية، الذي يُعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم. وقد تم تشغيل المشروع عام 2019، ويُنتج نحو 1.177 جيجاوات من الطاقة، وهو ما يُسهم في توفير الكهرباء لأكثر من 90,000 منزل بالدولة.

وهناك أيضاً مشروع «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي، الذي يُعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، بقدرة إنتاجية تصل إلى 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030. ومؤخراً أطلقت شركتا «أبوظبي لطاقة المستقبل» (مصدر)، و«مياه وكهرباء الإمارات»، مشروعاً هو الأكبر والأول من نوعه على مستوى العالم، يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي. ويهدف إلى توفير الطاقة المتجددة على مدار الساعة، ما يعزز مكانةَ دولة الإمارات الريادية عالميّاً في مجال نشر حلول الطاقة المستدامة، كما يُسهم في توفير نحو 1 جيجاوات يوميّاً من الحِمل الأساسي للطاقة المتجددة.

ودخلت دولة الإمارات مجال الطاقة النووية السلمية عبر محطة براكة للطاقة النووية، وهي أول محطة للطاقة النووية في العالم العربي. وتوفر المحطة - التي تتكون من أربع محطات نووية - قدرة إنتاجية تصل إلى 5.6 جيجاوات من الكهرباء، وهو ما يعادل تقريباً 25% من احتياجات الدولة منها. ولم تقتصر جهود دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة على الطاقتين الشمسية والنووية فحسب، بل شملت الاستثمار في مشروعات طاقة الرياح والهيدروجين أيضاً.

وتعمل الدولة على تطوير مشروعات الرياح في مواقع عدة، وذلك لتحقيق تنوع في مصادر الطاقة، وتعزيز استقلالية النظام الطاقي، كما تُجري بحوثاً متقدمة في مجال استخدام الهيدروجين كمصدر طاقةٍ نظيف ومستدام، بهدف تحقيق التكامل بين مختلف مصادر الطاقة المتجددة.

وعلى المستوى الدولي تُسهم دولة الإمارات في دعم الطاقة النظيفة وتطويرها، عبر مشاركتها في العديد من المبادرات العالمية، ومن أبرزها «التحالف الدولي للطاقة الشمسية»، الذي أُسّس بمشاركة إماراتية، ويهدف إلى تعزيز استخدام الطاقة الشمسية في الدول النامية. وقد أطلقت الإمارات، خلال مشاركتها في مؤتمر الأطراف «COP29»، مبادرة لتأسيس «التحالف العالمي لكفاءة الطاقة»، بهدف تحسين معدلات كفاءة استهلاك الطاقة عالميّاً، وذلك ضمن التزاماتها بمواصلة البناء على الإنجازات التي حققها مؤتمر الأطراف «COP28»، وتعزيز التعاون الدولي، بهدف تنفيذ «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي أرسى مساراً جديداً للعمل المناخي الدولي.

إن جهود دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة تمثل نموذجاً يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط والعالَم، إذ تجمع بين الطموح والمنهجية الاستراتيجية والتنفيذ الفعلي لتحقيق أهدافها.

وهذه الجهود المستمرة تعكس التزام الإمارات بالابتكار، والتعاون الدولي، وتحقيق مستقبل مستدام. وفي اليوم الدولي للطاقة النظيفة تواصل دولة الإمارات تأكيد التزامها تجاه الدور الحيوي الذي تؤديه الطاقة النظيفة في تحسين جودة الحياة، وحفظ كوكب الأرض للأجيال المقبلة. 

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.