تشرفت بحديث الماضي والحاضر والمستقبل، أثناء مشاركتي في ملتقى «خبراء الإمارات»، على ضفاف جزيرة «النخلة» الساحرة في جو شتوي ممتع، مع كوكبة من بناتنا وأولادنا ممن أظلتهم رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث التقى سموه بهم في العام 2019، ومن أهم ما أوصاهم: «التقدم اليوم بتوفيق من الله، وبهذه الوجوه الطيبة التي أمامي قدرنا نضمنه. زايد رحمة ربي عليه، يمكن كثير منكم وأهلكم سمع شو أولوياته في الحياة، وخاصة لما سأله واحد عن المصانع.. العنصر البشري هو الأساس في حياة الشيخ زايد، لأنه يعرف قيمته بالضبط.. اليوم يا كبر فرحته بكم، ويا كبر فرحة أهلكم بكم ويا كبر حظ بلادكم بكم، إذا وصلنا إلى مرحلة، نحن عندنا Experts خبراء، إذا وصلنا عندنا ناس واصلة محل الراس، تقود، توجه.. ترى هاذيله ينْشَرون شِرَا، وانتوا عيالي متعلمين أكثر مني.. تعرفون إن هنا شركات متخصصة Head Hunter شغلتها تصيدكم انتوا.. نحن اليوم نفتخر.. عندنا كوادر من بناتنا وأولادنا، جيل جديد راس يقود.. خبير في تخصصه.. في كلمة حلوة تعلمتها في مصر يوم كنت أدرس.. الفرق بين العالم والمثقف، الفرق بينهم شاسع.. المثقف يعرف في كل شيء شيء، والعالم يعرف في الشيء كل شيء..هذه النوعية من الناس.. تراها نادرة، نحن نفتخر أن عندنا هذه الكوادر موجودة.. اليوم تخدم بلادنا.. أهلنا. هاي سنة الحياة، لكن أريد أن أضيف شيئاً واحداً هو ترى بلادكم قدوة، فإذا بلادنا قدوة، مب للقريب بس، انتوا قدوة للجار.. للأصدقاء.. للحلفاء اللي يعرفونا.. الكلمة التي أريد أذكرها وأقولها، أغلى ما نملك في بلادنا على مر الأيام نورثه لأجيالنا هي المصداقية، اللي تعرف إنك تدير ظهرك، تمشي وتعرف أن هذاك اللي عطاك الكلمة، يلتزم فيها إلى الأبد.. هذه الصفة اللي نحب نورثها لعيالنا، ونُبا نظهرها جدام العالم، وأبشركم تراها موجودة.. الإمارات قدوة ولها مصداقية، انتوا تبنون عليها وتخلون هذه المنطقة اللي نعيش فيها، هي الأمل دائماً، اللي يشع منها النور، بحيث الناس توردها وتوصلها وتتعاون وتتعاقد وياها..».
في لقاء مفتوح مع نخبة من خبراء الإمارات، جلهم من الدفعة الرابعة، وبعضهم من الدفعات الأخرى، مثَّلوا أكثر من عشرة آلاف خبير، تم اختيار مائة خبير بعد خوضهم برنامجاً خلاصته هذه المخرجات المائة، علماً بأن الدفعة الرابعة تضم 25 مشاركاً يعملون بالقطاعات الحكومية والتجارية والتعليمية المحورية لتحقيق استراتيجية «مئوية الإمارات 2071».
ما ميز هؤلاء الخبراء دون غيرهم، أن كلَّ واحد منهم يسبح في بحر تخصصه الدقيق، الذي يختلف عن زميله. الحديث دار عن سرد الذات، للربط بين أجيال ثلاثة مثل الأواني المستطرفة، منسوب الماء فيها ثابت رغم اختلاف حجم الأواني.
التربية والتعليم قطاع أخذ القسط الوافر من النقاش من مرحلة الكتاتيب وتضحية الآباء والأمهات الأميين للدفع بهم نحو التعلم، حتى لا يكون للأمية في مجتمع الإمارات قائمة.
ولأهمية هذا الموضوع، قدمت تجربة اليابان وسنغافورة، إلى الوصول لمرحلة محو أمية الكمبيوتر. المهم في هذا الملتقى، أن النقاش كان بين جميع المشاركين، ومن ذلك تعليق أحدهم حول التحديات التي تواجه هذا الجيل من نوع مختلف عن الأجيال السابقة، ولم يخلُ جيل من ذلك.
وفي مداخلة أخرى من خبير في الأدلة الجنائية، أكد أنه يستفيد من التحليل السياسي في بعض المقالات للتعرف على جرائم الذئاب المنفردة.
وثالث هؤلاء وأصغرهم سناً له اهتمام ببرلمان الطفل وأولوياته التركيز على الأسرة الإماراتية، وكأنه يستنطق دور وزارة الأسرة الجديدة والمضافة حديثاً إلى هيكل الحكومة الاتحادية.
*كاتب إماراتي