يعتبر العام المنصرم 2024 عامَ الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. إنه عام حققت فيه القيادة الإماراتية الرشيدة بخطى واثقة ورؤية سديدة متبصرة باستشراف المستقبل، المزيد من الإنجازات. فمنذ بداية عام 2024 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2024 هو عام (الاستدامة)، من أجل إلهام وتشجيع الممارسات المستدامة والعمل الجماعي.

بالأقوال والأفعال نجحت الإمارات في حفز سياسات الاستدامة، في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة والنقل، وتبنت مبادرات غير مسبوقة قدمت من خلالها حلولاً عملية في مجالات الطاقة والنمو الأخضر. سياسات الاستدامة باتت محوراً رئيسياً للرؤية التنموية الفريدة التي تتبناها الإمارات، وأصبحت نموذجاً للدول المتطلعة للمستقبل بخطوات استباقية.

الإمارات ماضية قدماً في تطوير قدراتها العالية وخبراتها المتنوعة في قطاع الطاقة، كونه العمود الفقري لجهود التنمية وخططها مع التركيز بشكل متزامن على الاستدامة وخفض الانبعاثات، ضمن رسالة تحرص القيادة الإماراتية على طرحها، مؤكدة ريادتها في مجالات الطاقة المتجددة، والتزامها بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع. وقد نجحت حملة «عام الاستدامة» خلال العام الماضي بتعزيز الوعي بأهمية الاستدامة في دولة الإمارات، وشجعت على تغيير السلوكيات وإلهام العمل الجماعي للتقدم نحو تحقيق مبادئ الاستدامة بعد التغييرات المناخية التي أثرت على المنطقة. وبدا واضحاً أن الالتزام بسياسات الاستدامة يأتي على رأس أولويات حكومة الإمارات الرشيدة، التي تسعى دوماً إلى تعزيز مستوى الوعي والمسؤولية لدى أفراد المجتمع، من أجل حشد الجهود المجتمعية، وتفعيل رؤى استراتيجية، تضمن تعزيز مسيرة التنمية.

إنجازات الإمارات لا تتوقف عند الاستدامة وحدها، فحسب المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، حققت الإمارات قفزة جديدة في التقرير السنوي للتنافسية العالمية 2024، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في مدينة لوزان السويسرية، متقدمة 3 مراتب إلى المركز الـ 7 عالمياً بعد الإنجاز الذي حققته في عام 2023 بدخولها قائمة الدول الـ 10 الكبار في التقرير، متقدمة على النرويج وأيسلندا واليابان وكندا وفنلندا، وجاء أداء الإمارات متميزاً في مختلف محاور التقرير حيث جاءت في المركز الثاني عالمياً في محور الأداء الاقتصادي، والمركز الـ4 عالمياً في محور كفاءة الحكومة، والمركز الـ 10 في محور كفاءة بيئة الأعمال.

وخلال عام 2024 أكدت الإمارات عبر الرؤية الثاقبة لقيادتها الحكيمة، تأثيرها الإيجابي ومساهمتها ومشاركتها في صنع القرار الإقليمي والدولي، وترسيخ مكانتها وأهميتها كوجهة عالمية رائدة في المجالات كافة. وأكدت الإمارات في عام 2024 أنها نموذج ملهم عبر سياسيات تؤكد أهمية استقرار المنطقة وتعزيز الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، والسعي الدؤوب من أجل التنمية المستدامة وضمان الرفاه الاجتماعي.

بخطوات عملية رسخّت الإمارات رؤيتها ودورها وسياساتها التي تعكس إيماناً بأن السلام العادل الشامل هو طريق تحقيق طموحات الشعوب وتطلعاتها إلى التقدم والازدهار والأمن والأمان، وهو مطلب الشعوب والمجتمعات المحبة للسلام.

*كاتب سعودي