تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الثالث والخمسين، وهي تواصل مسيرتها بثقة نحو ريادة تكنولوجية تستشرف المستقبل، حيث تضع الدبلوماسية التكنولوجية في مقدمة أولوياتها، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي كأداة محورية للتفاعل مع العالم، خاصة في علاقتها مع الولايات المتحدة. تعكس هذه المناسبة رؤية القيادة الرشيدة التي استثمرت في الإنسان، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، لتكون الإمارات نموذجاً تنموياً رائداً يتماشى مع تطورات القرن الحادي والعشرين، ويعزز من الابتكار والتنمية المستدامة في مختلف القطاعات. منذ تأسيس دولة الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبنت الدولة نهجاً استراتيجياً قائماً على الابتكار والاستثمار في المستقبل.
هذا النهج يتجسد بشكل ملموس في الجهود التي يقودها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، والذي لعب دوراً محورياً في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
من خلال لقاءاته مع أبرز قادة التكنولوجيا العالميين، مثل لقائه الأخير مع ليزا سو، الرئيس التنفيذي لشركة إيه إم دي الأميركية الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية والتكنولوجيا المتطورة، تمت مناقشة أحدث التطورات التقنية وفرص تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدعم الأسواق العالمية. تساهم هذه الشراكات الاستراتيجية مع الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة في إحداث تحولات إيجابية تحسن الأداء عبر مختلف القطاعات، مما يعزز التنمية المستدامة ويزيد من الإنتاجية والابتكار في الاقتصاد الإماراتي.
على مدار العقود الماضية، كان الاستثمار في الإنسان الإماراتي حجر الزاوية في رؤية الدولة التنموية. ركزت الاستراتيجية الوطنية على بناء منظومة متكاملة داخل الدولة، تتضمن تأهيل الكفاءات المحلية عبر توفير التدريب على أحدث التقنيات وتعزيز ثقافة الابتكار. وسعت الإمارات إلى استقطاب الاستثمارات والشركات العالمية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع توفير بيئة مواتية لدعم البحث والتطوير، مما يعكس التزامها ببناء اقتصاد معرفي مستدام.
في ظل التحولات العالمية المتسارعة، تدرك دولة الإمارات أن مواصلة الابتكار واستكشاف آفاق جديدة يمثلان ضرورة ملحة للمستقبل. وقد أصبح التركيز على القطاعات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا الحيوية، عنصراً أساسياً في استراتيجية الدولة، حيث تسعى من خلال هذه المجالات إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وترسيخ مكانتها كدولة رائدة في الابتكار.
في عيد الاتحاد الثالث والخمسين، تؤكد دولة الإمارات أن اتحادها الذي انطلق عام 1971 لم يكن مجرد بداية لحلم، بل هو قصة نجاح متجددة تنبض بالتطور مع كل جيل. بفضل القيادة الحكيمة والانفتاح على العالم، تسير الدولة بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها المستقبلية، ماضية بثقة نحو الريادة التكنولوجية، مع الاعتماد على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التقدم.
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي.