يستعدُّ معرض الشارقة الدولي للكتاب، في نسخته الثالثة والأربعين، لاستقبال عشاق الكتب والثقافة من جميع أنحاء العالم في المدَّة من 6 إلى 17 نوفمبر 2024، تحت شعار «هكذا نبدأ».
ويُنظَّم هذا الحدث الثقافي الكبير في مركز إكسبو الشارقة، حيث يعكسُ التزامَ الإمارة بتعزيز دور الأدب والمعرفة في بناء المجتمعات، وإثراء الحوار بين الثقافات. كما يعزِّز المعرض، الذي يحظى بمشاركة واسعة من مؤلفين وناشرين ومثقفين من مختلف الدول، مكانة الشارقة بصفتها وجهةً للثقافة والمعرفة في المنطقة والعالم.
وفي إطار هذا الحدث ستكون المملكة المغربية ضيف شرف هذا العام، وهي خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على الإرث الثقافي العريق للمغرب، وإسهاماته في الأدب والفكر العربي والعالمي، إذ ينظم الجانب المغربي برنامجاً ثقافيّاً مكثفاً يشمل عروضاً موسيقية وفنية إلى جانب مناقشات وورش عمل تركز على الأدب والثقافة المغربيَّين. وسيشارك عدد من الأدباء والمفكرين المغاربة في فعَّاليات المعرض، ما سيثري برنامج الحدث بتبادلٍ ثقافيٍّ بين المغرب، وبقية الدول المشاركة. وقد تطوَّر معرض الشارقة على مدار الأعوام السابقة، ليصبح إحدى أكبر الفعَّاليات الثقافية في المنطقة، إذ يجذب سنوياً ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ومن المتوقَّع أن يشارك هذا العام أكثر من 2500 ناشر وعارض من 112 دولة عربية وأجنبية، ومنها الإمارات، ومصر، ولبنان، وسوريا، إضافةً إلى مشاركةٍ من المملكة المتحدة، والهند، والولايات المتحدة. ويمثل هذا الحضور الدولي الواسع تجسيداً لرؤية هيئة الشارقة للكتاب في جعل المعرض منصة عالمية تجمع مختلف الأطياف الأدبية والثقافية. وتتنوع الأنشطة في معرض الشارقة لتشمل أعمال توقيع الكتب، والحلقات النقاشية، وورش العمل التي تركز على مختلف الموضوعات الأدبية والثقافية.
ومن بين الشخصيات البارزة، التي ستشارك هذا العام، الشاعرة الكندية من أصل هندي روبي كاور، التي اشتهرت بأعمالها الشعرية المؤثرة، وأستاذ الفيزياء النظرية وعالم الفلك الأميركي المعروف بأعماله في مجال التواصل العلمي لورنس كراوس، الذي سيقدم أفكاراً حول الربط بين الأدب والعلوم. كما سيشارك كُتَّاب إماراتيون في حلقات نقاش تسلط الضوء على الأدب والثقافة الإماراتيَّين، ما يمنح المعرض طابعاً محليًّا يثري الصبغة الدولية للحدث. ويركز شعار «هكذا نبدأ» على أهمية القراءة أداةً للتنمية الشخصية والمجتمعية، إذ تسعى هيئة الشارقة للكتاب، إلى تأكيد دور الكتب جسوراً تربط بين الثقافات، وتعزز الفهم المتبادل بين الشعوب. وقد أوضحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس مجلس إدارة الهيئة أن المعرض، الذي نما على مدار أربعة عقود، يهدف إلى أن يكون أكثر من مجرد حدث للقراءة، بل منصة معرفية شاملة تجمع الكتَّاب والمترجمين والرسامين والمفكرين لمناقشة قضايا العصر، وتعزيز التعاون الثقافي والمعرفي. كما تشمل فعاليات المعرض العديد من الجوائز التي تهدف إلى تكريم الجهود الأدبية والفكرية.
ومن بين الجوائز البارزة التي سيتم منحها جائزة «ترجمان» التي تحتفي بترجمة الكتب إلى اللغة العربية، وبتقدير الأدب العربي على الصعيد الدولي. وتعكس هذه الجائزة التزام الشارقة بتعزيز الترجمة وسيلةً لتقريب الشعوب وتبادل المعرفة عبر اللغات.
كما يستقطب المعرض عشاق الكتب المصورة والفنانين الطموحين من مختلف أنحاء العالم، إذ يقدم للجمهور تجربة غنية من خلال 87 فعَّالية وورشة عمل يقودها نخبة من الرسامين والفنانين المبدعين. وتغطي هذه الفعاليات 14 موضوعاً متنوعاً، تتيح للحضور فرصة التعرف إلى تقنيات متعددة تشمل صناعة القصص المصورة، والتمثيل الصوتي، وتطوير الشخصيات، والتصميم الثلاثي الأبعاد، وغيرها. كما يوفر المعرض للزوار مساحة لاستكشاف أساليب مبتكرة لتعزيز إبداعاتهم وتطوير مهاراتهم على يد خبراء في صناعة الكتب المصورة، مع التركيز على السرد البصري، ما يسهم في دعم الجيل المقبل من فناني القصص المصورة، وتنميته.
وثمة توقعات كبيرة بأن تكون نسخة هذا العام من معرض الشارقة الدولي للكتاب مهرجاناً للثقافة، يجمع زواراً من مختلف الخلفيات للاحتفال بجماليات الأدب وتنوعه، ما يعزز فرص الحوار وتبادل الأفكار بين الثقافات المختلفة. وبتقديم الكتب جسراً للمعرفة يحمل معرض الشارقة رسالة ملهمة حول أهمية الأدب وسيلة للتغيير وبناء المجتمع، ويشكل فرصة للتواصل مع إرث ثقافي يمتد عبر العصور.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.