يحظى التعليم باهتمام بالغ من قبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد الوالد القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. والتعليم هو المحور الجوهري في الرؤية المستقبلية للدولة، وقد جعلته ركيزة رئيسية لبناء مجتمع معرفي متطور، ولتطوير رأس المال البشري، باعتبار الإنسان في طليعة الأولويات الوطنية، ومن خلال التعليم يمكن تنمية قدراته ومهاراته. وقد أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أن «التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، وأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي الذي ننشده». وفي ظل هذه الرؤية تعمل دولة الإمارات على تطوير مهارات شبابها وإكسابهم أفضل الخبرات والممارسات من خلال برامج ومناهج متخصصة ومبادرات وفعاليات تحاكي المستقبل.
ومن بين هذه الفعاليات التي أكدت أهميتها البالغة على امتداد سنوات طويلة، «معرض نجاح أبوظبي 2024» الرائد في مجال التعليم والتدريب في منطقة الشرق الأوسط، والذي تنعقد دورته الثامنة عشرة بـ «مركز أبوظبي للمعارض»، اليوم 27 أكتوبر الجاري، وتستمر ثلاثة أيام، بهدف تزويد الطلبة وأولياء الأمور بالمعلومات حول القبول الجامعي والاستشارات، وفرص الحصول على المنح الدراسية وخيارات الدراسة في الخارج وتجارب الخريجين.. وغيرها الكثير.
ويحظى «معرض نجاح أبوظبي»، بسجل حافل من النجاحات على مدى 17 عاماً، وهو يوفر فرصة سنوية لما يزيد على 16,000 طالب في الدولة كل عام للتواصل مع الجامعات والكليات الرائدة في كل أنحاء العالم، ما يجعله أحد أبرز المعارض جذباً للكليات والجامعات ومقدمي خدمات الطلبة. ومن المرتقب أن يستضيف «معرض نجاح أبوظبي 2024»، أكثر من 200 جامعة وكلية وأكاديمية من 20 دولة، بما في ذلك دولة الإمارات والولايات المتّحدة الأميركيّة والمملكة المتّحدة وكندا وألمانيا واليابان، مما يتيح فرصةً كبيرة للطلبة للتعرف على المؤسسات التعليمية المرموقة، كما سيحظى الحدث بمشاركة السفارات وهيئات التعليم الرسمية ومعاهد التدريب المهني ومستشاري التعليم ومراكز اللغات. كما يتضمن الحدث «منصّة مركز النجاح»، التي يُتوقع أن تستضيف نحو 30 فعالية، ما بين ندوات وورش عمل وحلقات نقاشية يشارك فيها نخبة من كبار المتخصّصين في التعليم العالي، لتوعية الطلبة بالتخصّصات الحديثة والناشئة، بالإضافة إلى إطلاعهم على المجالات الحاليّة التي توفّر آفاقاً وظيفيّة واعدة.
ويرى أكاديميون ومختصون بالشأن التعليمي أن المعرض يمثل منصة تعليمية مميزةً للإجابة عن كل استفسارات الطلبة وأولياء الأمور، بدءاً من المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الجامعة، والتخطيط الأكاديمي، والحياة الجامعيّة، وكيفيّة تلبيّة متطلبات القبول، والمواعيد النهائيّة لتقديم الطلبات، بالإضافة إلى المنح الدراسيّة المتاحة، والمساعدات الماليّة للطلبة في المرحلة الجامعيّة، والدراسات العليا، وانتهاءً بفرص العمل المحتملة بعد مرحلة التخرّج. كما يفتح المعرض أمام الطلبة المقْدمين على مرحلة جديدة ومهمة في حياتهم، وأمام أولياء الأمور المتطلعين إلى تلقي أبنائهم تعليماً نوعياً، فرصاً لاستكشاف ملامح الحياة الجامعية بكل أبعادها، ويضعهم في قلب التغيرات والتحولات المتسارعة في مجال التعليم، في أهم الدول التي أصبحت مقصداً للدارسين من كل مكان في العالم.
وفي الواقع، فإن «معرض نجاح أبوظبي» يواكب في أهدافه أهم الرؤى الوطنية في حقل التعليم، ومن بينها «الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030» التي أُطلقت عام 2017، والرامية إلى تطوير منظومة تعليمية مبتكرة، وتعزيز مهارات الطالب، باعتبارهما حجر أساس العملية التعليمية، وتخريج أجيال من المتخصصين والمحترفين في القطاعات الحيوية ليكونوا ركيزةً رئيسيةً في تعزيز اقتصاد معرفي، وليشاركوا بفاعلية في مسارات الأبحاث وريادة الأعمال وسوق العمل.كما يُجسد «معرض نجاح أبوظبي»، حِرصَ القيادة الرشيدة على الاستثمار في تأهيل الكوادر المواطنة، من خلال دعم ثقافة التميُّز وتحفيز العاملين في قطاع التعليم على الإبداع والابتكار، الأمر الذي له بالغ الأثر في المكانة المتميزة التي يحظى بها المعرض على المستويات الإقليمية والدولية.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.