تستضيف حكومة دولة الإمارات، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2024 في دبي، خلال الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر 2024. ويشارك في هذا الحدث أكثر من 500 من المسؤولين الحكوميين والخبراء والمتخصصين والمفكرين من مختلف دول العالم، بما في ذلك ممثلو الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني من 80 دولة. وسيتم تنظيم 30 مجلساً لمناقشة الفرص المستقبلية في خمسة مجالات رئيسة، تشمل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والبيئة والمناخ، والحوكمة، والاقتصاد والمالية، والمجتمع.
ومنذ انطلاقتها في عام 2008، لعبت مجالس المستقبل العالمية دوراً رائداً في استشراف مستقبل القطاعات الأكثر تأثيراً في حياة المجتمعات البشرية، وعلى مدى 15 عاماً، عقدت هذه المجالس أكثر من 900 اجتماع، بمشاركة أكثر من 12 ألف خبير ومختص من 100 دولة.
وتهدف مجالس المستقبل العالمية 2024 إلى تعزيز فهم عالمي موحد بشأن التغيرات المستقبلية المؤثرة في القطاعات الحيوية للمجتمعات، مع السعي إلى دعم التعاون الدولي لتطوير رؤى مشتركة تواكب هذه التحولات. كما تركز على دراسة الاستراتيجيات والمقاربات التي يمكن للحكومات تبنيها لتعزيز التنمية الاقتصادية وتنمية مهارات الأفراد، بما يؤهلهم لمتطلبات الحياة والعمل في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تهدف المجالس إلى تعزيز التفكير الابتكاري لبناء مستقبل أكثر مرونة وشمولية واستدامة.
وفي دورة عام 2024، تركز المجالس على ملفات رئيسة تشمل: الابتكار لتحقيق نمو شامل، والعمل المناخي، وحماية الطبيعة، وتحول الطاقة، وبناء الثقة لتعزيز التعاون الدولي. كما تتميز هذه الدورة بمشاركة 70 من كبار الرؤساء التنفيذيين لأهم الشركات العالمية، الذين سيطرحون رؤاهم حول مستقبل القطاعات المختلفة ومسارات التنمية التي تسهم في تحسين جودة الحياة في المجتمعات.
وتُجرى مناقشات مجالس المستقبل العالمية عبر عقد حلقات نقاشية مغلقة وجلسات حوارية تفاعلية، حيث يتم تسليط الضوء على مجموعة متنوعة من القضايا والتحديات التي تواجه القطاعات الحيوية في العالم اليوم، وتركز هذه الجلسات على توليد الأفكار الجديدة وابتكار الحلول الفعّالة التي من شأنها أن تعالج تلك التحديات وتسهم في تحسين الأوضاع الراهنة.
وفي سياق هذه المناقشات، يشارك الخبراء والمتخصصون من مختلف المجالات، مما يتيح تبادل المعرفة والخبرات وتوسيع آفاق النقاشات، باعتبار أن البيئة المثمرة منصة مثالية لتحفيز التفكير الإبداعي، وتوليد أفكار مبتكرة تسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وتناقش الاجتماعات موضوعات محورية تشمل مستقبل الذكاء الاصطناعي، ومكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، واقتصاد الرعاية، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي والمائي، وتكنولوجيا الميتافيرس، والمركبات ذاتية القيادة، والاقتصادات الانتقالية العادلة، والمستقبل الجيوسياسي، والاستثمار المسؤول، واستكشاف الفضاء، والسياحة المستدامة، ونقاء الهواء، وإدارة المخاطر المركبة، والبيانات العادلة، وتحول الطاقة، والحياد المناخي، والتكنولوجيا الحيوية التركيبية، ومستقبل المدن، والحوكمة الرشيدة، والنمو الاقتصادي، والأمن البيئي، والعمل الإنساني المناخي، واقتصاد الكم، والتصنيع المتقدم وسلاسل القيمة، وخلق فرص العمل، والنظم المالية المرنة، والاستخدام المسؤول للموارد، وسياسات التكنولوجيا، ومستقبل التجارة والاستثمار، وتوجيه الذكاء الاصطناعي، وإعادة تصور النمو الاقتصادي، والصحة النفسية في بيئات العمل، والاقتصاد الأخضر العادل، إلى جانب قضايا عالمية أخرى.
وقد أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، أن دولة الإمارات، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جعلت من استشراف المستقبل وتصميمه وتنفيذه جزءاً أساسياً من رسالتها الوطنية، بهدف تعزيز ازدهار الإنسان وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مؤكداً أن الشراكة الاستراتيجية بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي مستمرة في التطور، محققةً إنجازاتٍ تدعم التعاون الدولي في صناعة المستقبل، بفضل شراكة متينة امتدت لأكثر من عقدين.
ولذلك من المتوقع أن تسفر نقاشات الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2024 عن مجموعة من التوصيات والمخرجات القيمة التي ستشكل الأسس لملامح أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي المقرر عقده في دافوس في يناير 2025. كما ستساعد هذه التوصيات على توجيه السياسات والقرارات المستقبلية، مما يعزز التعاون الدولي ويسهم في معالجة التحديات العالمية بشكل فعال.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية