تتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة سياسة إنسانية راقية، تمد من خلالها يد العون للمتضررين من الأزمات والكوارث والصراعات، بغض النظر عن انتماءاتهم. أدوار إنسانية تحرص من خلالها الإمارات غوث المحتاجين، وتخفيف عبء الكوارث على من يتعرضون لها.
وفي هذه الأثناء تكثف الإمارات جهودها لإنقاذ لبنان، وأصبحت دولتنا من الدول السبّاقة التي تُقدم ما بوسعها لمد يد العون وتقديم ما يلزم الشعوب المتضررة من الحروب وما تخلفه من تلوث بيئي وضرر صحي ونفسي.
التضامن الإماراتي مع لبنان ليس جديداً، بل إنه يتواصل منذ عقود، وعبر محطات عديدة. وفي هذا الإطار، تم تدشين مستشفى الشيخ خليفة في عام 2007 لتقديم الخدمة الطبية لأهالي جنوب لبنان من كافة الفئات العمرية وتوفير كافة سبل العلاج والدواء لهم إلى يومنا الحالي.
في الوضع الراهن، نجد الإمارات تستجيب بخطوات سريعة من أجل تقديم كافة المستلزمات والمساعدات إلى أهالي لُبنان الحبيب. المودة الإنسانية من خِصال الإمارات كانت وما زالت ترنو نحو أفق العطاء، فلو عدنا للوراء قليلاً منذ انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، سنجد بأنّ الإمارات من أوائل الدول التي أرسلت فرقها الطبية وقدمت مساعدات غذائية من أجل الإغاثة السريعة للمنكوبين، وقد تم حينها إنشاء مستشفى ميداني يُقدم الدعم اللازم للمتضررين، وموقعه في العاصمة بيروت.
ولا ننسى حينها أيضاً إطلاق الإمارات لمبادرة «مدن الخير» والتي تهدف إلى إعادة بناء منشآت المناطق المتضررة في العاصمة إزاء ما خلفّه الانفجار من خرابٍ جسيم بيئياً وصحياً.
وتأتي حملة «الإمارات معك يا لُبنان» التي تم إطلاقها يوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 لغاية الاثنين 21 أكتوبر بمشاركة القطاعات والمؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة في إطار غايةٍ سامية من دولتنا الحبيبة للإغاثة الفورية للبنانيين. أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة 6 طائرات بالإمدادات العلاجية والغذائية وذلك للتخفيف من معاناة أهالي الجنوب اللبناني. وأيضاً، تمكنت الإمارات من تحقيق التعاون الإقليمي مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكذلك الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بضع أيام لكي تصل الطائرات في مقرها وعلى متنها نحو 205 أطنان مع مستلزمات الإيواء والمعدات الطبية والدوائية والغذائية. وقبل إطلاق الحملة بيوم أي بتاريخ 7 أكتوبر 2024 تم تقديم حزمة إعانات ومساعدات إغاثية بشكلٍ فوري على ست رحلات جوّية تبلغ قيمتها 30 مليون دولار للمنكوبين من أهالي لبنان إلى الجمهورية السورية بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ومن خلال مبادرة «الإمارات معك يا لُبنان» نستشعر اليوم الدبلوماسية الإنسانية الراسخة لدولتنا، ودورها النبيل في تعزيز قيمة التضامن الأخوي مادياً ومعنوياً، حيث إن فريق الهلال الأحمر يعمل على قدمٍ وساق وبدعم وتشجيع من كافة القطاعات المؤسسية في الدولة لتفعيل مبادرة «الإمارات معك يا لُبنان» لا سيما من الدعم النفسي الذي يحتاجه اليوم أهالي لُبنان.
وتُعتبر هذه الحملة رسالة إيجابية بخطوات عملية لمواساة الأشقاء في لبنان وتخفيف حجم الضرر الذي يتعرضون له. ينهمر العطاء الدائم المثمر من أيادي قيادتنا الرشيدة إلى كافة أرجاء الشعوب، لذا نحن في الإمارات العربية المتحدة نستمد عطاءنا من عهد الخير الممتد من زايد الخير والمستمر في عهد رئيسنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، فلا عجب في أنّ الإمارات تستبق إلى الخير وفي مد يد العون وفي تعزيز الأخوة لكونها دول مِعطاء تجد في الجهود الإنسانية طريقاً للخير والسلام.
*كاتبة إماراتية